يعد مشروع قصر العدل الجديد من أبرز المشاريع التنموية في البلاد، وأكبر صرح قضائي في منطقة الشرق الأوسط.
ويمثّل هذا المشروع الرائد، الذي تم تنفيذه تحت إشراف الديوان الأميري بالتعاون مع المكتب العربي، خطوة كبيرة في إطار تحقيق «رؤية الكويت 2035 - كويت جديدة» وتحديث البنية التحتية للنظام القضائي في الكويت.
وفي هذا السياق، أعرب الرئيس التنفيذي للمكتب العربي المهندس طارق شعيب، عن سعادته بهذا الصرح الوطني الكبير، قائلاً: «فخورون للغاية بإنجاز المرحلة الأولى من مشروع قصر العدل الجديد، الذي يُعدّ علامة فارقة في تاريخ الكويت الحديث. هذا المشروع ليس مجرد إضافة إلى البنية التحتية، بل هو تجسيد لرؤية الدولة في تعزيز العدالة وتوفير بيئة قانونية حديثة تتماشى مع متطلبات العصر. نحن في المكتب العربي نفتخر بالتعاون مع الديوان الأميري في تحقيق هذا الإنجاز الذي يعكس التزامنا المستمر في تطوير مشاريع إستراتيجية مهمة تساهم في تنمية الدولة».
وأضاف شعيب: «لقد تم تصميم مشروع قصر العدل الجديد من قبل كوادر محلية، ليكون مشروعاً كويتياً بحتاً، ووفق أعلى المعايير الهندسية والتقنية، ما يجعله واحداً من أرقى المنشآت القضائية في المنطقة. ونحن على ثقة بأن هذا الصرح سيشكل نقطة تحوّل في تطوير النظام القضائي وسيصبح رمزاً للسلطة القضائية في دولة الكويت وأحد أبرز معالم الكويت اليوم وغداً».
تجدر الإشارة إلى أن تنفيذ المشروع بدأ في الربع الأول من العام 2019، وقد تم تحقيق معدلات إنجاز قياسية في تنفيذ هذا الصرح الكبير، عبر استخدام أحدث منهجيات البناء السريع Fast Track.
وتبلغ مساحة البناء الإجمالية للمرحلة الأولى من المشروع نحو 210 آلاف متر مربع، وتضم 68 قاعة محكمة، منها 6 قاعات إعلامية كبيرة، وتغطي المرحلة الأولى نحو 184 ألف متر مربع تقريباً من المساحات المكتبية والمساحات المساندة، مستوفياً جميع شروط الأمان والسلامة والفصل المطلوب لمسارات الحركة بين مستخدمي المبنى.
يتكون التصميم الأيقوني لقصر العدل الجديد من برجين معلقين متقابلين يرمزان إلى توازن شعار العدل، ما يحاكي قيم ومبادئ العدالة الراسخة، ويتميّز هذا الصرح بواجهاته المستوحاة من عناصر العمارة التقليدية في الشرق الأوسط، حيث إنها مكونة من كسوات من الرخام الفاتح، التي تعكس الصلابة والثبات لهذا الصرح القضائي.
يعتبر الفراغ الشاسع بين البرجين هو جوهرة المبنى، والمكسو بالزجاج الذهبي الذي يعكس شفافية القضاء، فيسمح للضوء بالتخلّل إلى الممرات والغرف والقاعات لتوفير أكبر قدر من الإنارة الطبيعية، كما يتم تنسيق الموقع بعناصر خضراء، تشتمل على ساحات للنخيل، والأشجار المزهرة، وورود تضيف جمالاً للموقع.
وقد حصد المشروع شهرة عالمية وإقليمية عن تصميمه الفريد والعريق وتوّج بالعديد من الجوائز المرموقة حيث فاز أخيراً بجوائز عدة ضمن حفل مشاريع MEED لعام 2024 وهي: جائزة «مشروع العام» بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجائزة مبنى العام على المستوى الوطني في الكويت، وجائزة الفائز الإقليمي.
0 تعليق