في محافظة سوهاج وبالتحديد فى مدينة أخميم شرق محافظة سوهاج، قررت كيمائية فى العقد الثالث من العمر أن تخرج بفكرها خارج الصندوق وتعيد صناعة كادت تندثر من محافظة سوهاج وهى إنتاج خيوط الحرير وقررت إنشاء مصنع صغير أطلقت عليه "حرير هوس" داخل منزل أسرتها لإنتاج الحرير.
تقول السيدة عبير هرمل بنت سوهاج: "بعدما تخرجت من كلية العلوم أنا وزوجى قررت أن يكون لى مشروع خاص يكون له ميزة احتكارية أو تنافسية بحثت فى المشروعات المتاحة كانت تقليدية ويتحكم فيها تجار وأموال ضخمة إلى أن جاءت فكرة العمل فى الزراعة بزراعة شجر التوت وتربية دودة القز التى يتم استيراد بيضها من الخارج ويتم تربيته على ورق الأشجار حتى تنضج وتقوم بإنتاج شعيرات تسمى "شرنقة" الشرنقة الواحدة يمكن أن تستخرج حبل من الحرير طوله حوالى ١٠٠٠ متر".
وأضافت: الفكرة كانت فى البداية صعبة وغير متوقعة واستغرقت وقت طويل فى التفكير إلى أن عرضتها على زوجى وهو كيميائي أيضا وقولت له: “احنا هنعمل مصنع حرير صغير فى المنزل ونستغل مساحة الأراضي المحيطة بزراعة أشجار التوت لتغذية الدود عليها، بالإضافة لاستغلال المخلفات بعد انتهاء دورة الدودة فى تحويلها لسماد عضوي، بدأنا التجربة ونجحت وبدأت فكرة الطموح فى أن ننشأ أكبر مصنع بالتدريج”.
وعن الأدوات والمكينات المستخدمة قالت إن لديها طموح بتوفير مبلغ من المال لشراء ماكينة نسج وإنتاج الحرير لأنها تقوم بجمع المحصول من الشرانق التى تنتجها دودة القز فى أجولة وتسفيرها إلى مجمع بحوث فى القناطر الخيرية لتحويلها إلى خيوط حرير.
وعن طريق تربية دودة "القز" قالت إنها وفرت لها مكان دافئ داخل أحد الغرف بمدفأة صناعية لأنها كائن صيفى أكثر من أنها تعيش فى الشتاء؛ ونقوم كل صباح باكر بجمع غذائها من أوراق التوت الخضراء وغسلها وتجفيفها من الماء جيدًا لأن الماء قاتل بالنسبة لها، ووضعها فى أماكن تواجد الدود لتخرج للتغذي عليها حتى إذا بلغ العمر الخامس له يبدأ فى إنتاج ما يسمى بـ"الكوكون" أو "شرنقة" الحرير التى يتم تحويلها لخيوط حرير وتصنيعها.
وعن استيراد البيض الذى تخرج منه دودة القز، قالت إنه ليست شرط الاستيراد من الخارج فمن الممكن الحصول عليه من معهد البحوث الزراعية بسوهاج لكنه يحتاج إلى أجواء معينة دافئة لإخراج الدود تصل إلى درجة حرارة ٢٧ إلى ٣٠ درجة مئوية فى الشتاء ودرجة رطوبة لا تزيد عن ٧٥ إلى 90 درجة حسب الأعمار حتى لا تموت الدودة وخاصة الأعمار الصغيرة منها.
ولفتت أن دود القز له صفات معينة فتقوم فى أوقات معينة برفع رأسه على شكل حرف "L" لتعلن أنه صائمة عن الأكل لتبدأ بعدها فى مرحلة الإنتاج.
وأضافت أنها تستغل أيضا تجفيف ورق التوت لعمل منه منتجات أخرى مثل الشاى الأخضر لأنه يحتوى على نسبة عالية من البروتين ويتم استخدامه فى تقليل نسبة الكوليسترول في الدم، كما يتم استخلاص منه منتج للبشرة أطلقنا عليه مسمى "ماجيك كوكون" لأنى لاحظت ككيميائية أن هناك بعض المواد الكيميائية يمكن استخلاصها ومفيدة للبشرة وبالبحث عن أصل المادة توصلت أن القدماء وبعض البلد الآسيوية يستخدمونه حتى الآن بوضعه على بشرتهم لتحقيق نضارة عالية ومن هنا جاءت فكرة استخلاصه من الشرنقة التي تنتجها دودة القز من خلال وضعها فى ماء دافئ وتعقيمها ليتم استخدامها على البشرة بدون أضرارلأنها منتج طبيعى ١٠٠٪.
واختتمت أن حلمها أن يستمر المشروع ويتحول إلى أكبر مصنع فى مصر لإنتاج الحرير وقدمت الشكر لزوجها ووالدها اللذين شجعها ووفرا لها كل الإمكانيات حتى تصل لهذه المرحلة.
0 تعليق