بغداد - باسل محمد: في خضم التصعيد الحاصل في المنطقة بسبب احتمالات فشل الهدنة بين اسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة وعودة الحرب بينهما، ونتيجة للمواقف التصعيدية من الرئيس الاميركي دونالد ترامب لجهة تأييد ضم الضفة الغربية الفلسطينية الى دولة الاحتلال الأسرائيلي وتهجير سكان غزة باتجاه الأردن ومصر ودول عربية أخرى والاستيلاء الاميركي على غزة، كشف مسؤول رفيع في الاطار التنسيقي الشيعي أكبر تكتل سياسي في الحكومة العراقية والذي تنضوي تحته فصائل إيران في العراق، أن المرشد الايراني علي خامنئي أصدر أوامره بصورة عاجلة الى الفصائل العراقية و"حزب الله" اللبناني وجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، بتجنب التصعيد والمواجهة في الوقت الراهن وبأي شكل.
وقال المسؤول العراقي لـ"السياسة" إن القيادة الإيرانية لديها قناعة بأن سيناريوهين اعتمدا في واشنطن خلال لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ايران، وكلا السيناريوهين يشملان توجيه ضربة عسكرية ضد ايران، مضيفا أن النظام الإيراني ليس لديه معلومات كافية في ما إذا كان سيناريو ضرب ايران غايته إضعاف ايران أم اسقاط نظام ولاية الفقيه بزعامة خامنئي والاحتمال الثاني هو من يشغل تفكير القيادة الإيرانية.
وبحسب معلومات المسؤول في الإطار الشيعي العراقي، فإن مجلس الأمن القومي الإيراني ناقش السيناريوهين وأن مذكرة بهذا الخصوص وصلت الى الاطار الشيعي، تؤكد أن النظام الإيراني يعتقد أن سيناريو ضرب ايران لإضعاف النظام سيشمل تدمير منشآت ايران النووية والصاروخية والبحرية، في حين يشمل سيناريو ضرب ايران لإسقاط نظام خامنئي استمرار الضربات لأسابيع على أن تجري تحركات داخل ايران بينها تظاهرات شعبية مناوئة للنظام وأخرى تحركات مسلحة وبالتالي تؤدي هذه التحركات الى سقوط نظام خامنئي.
وأفاد المسؤول العراقي الرفيع أن الاستخبارات الإيرانية لديها معلومات عن لقاءات جمعت مسؤولين من إدارة ترامب ومنظمة "مجاهدي خلق" الأيرانية المعارضة للتنسيق على الأرض عندما يبدأ سيناريو ضرب ايران عسكرياً، على أن تجري الأمور كما جرت في سورية أي تطبيق السيناريو السوري في ايران وهذا يرجح أن هدف الضربة العسكرية هو إسقاط النظام الأيراني، موضحاً أن سيناريو سوري في ايران معناه أن تسقط مدينة تلو الأخرى بيد الجماعات المسلحة الإيرانية المعارضة وصولاً الى سقوط النظام الايراني في طهران.
واكد المسؤول السياسي العراقي الرفيع أن الاستعدادات في ايران تنصب على افشال سيناريو ضرب ايران عسكرياً سواء كانت الضربة إسرائيلية أو إسرائيلية أميركية مشتركة لإسقاط النظام الإيراني، ولذلك فقد عزز "الحرس الثوري" والأمن الإيراني من تواجدهما في المدن التي يمكن أن تكون مسرحاً لتحركات مسلحة معادية خلال سيناريو ضرب إيران، مشدداً على أن تعليمات خامنئي الى الفصائل العراقية و"حزب الله" اللبناني وجماعة انصار الله الحوثية اليمنية دعتهم لتجنب اي تصعيد وعدم القيام بأي استفزازات من شأنها إعطاء ذريعة لإسرائيل وأميركا بشن هجوم ضد ايران مع البقاء جاهزة عسكرياً.
0 تعليق