غزة.. "الهدنة" والخيام في مهب الريح

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

13 فبراير 2025 , 07:00ص
alsharq

رام الله - محمـد الرنتيسي

ليس ما تُظهر كما تضمر، فدولة الكيان التي أرسلت وفدها إلى قطر، لم تلتزم ببدء مفاوضات المرحلة الثانية، وأعلنت أنها مرتبطة بعقد جلسة للمجلس الوزاري المصغر، ما يعني أن الهدنة قد خُرقت بالفعل، لكن من دون أن تنهار. ويكفي إشارة من عضو بالفريق الإسرائيلي المفاوض، بأن نتنياهو لن يلتزم بالمرحلة الثانية قبل القضاء على حركة حماس، وأن الوفد غير مخوّل بمفاوضات المرحلة الثانية، كي يقرأ مراقبون بأن هدنة غزة، باتت في مهب الريح. قطعاً ليست أمنية لأهل غزة العودة إلى الحرب، ولا حتى للشارع الإسرائيلي، لكن المماطلة الإسرائيلية أثارت مخاوف الطرفين، وإن كان من بين المراقبين والمحللين من قللوا من فرص عودة الحرب.

جس نبض

عند تسليم الرهائن الإسرائيليين في الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، أقام نتنياهو الدنيا ولم يقعدها، معلناً غضبه من حالة ضعف وهزالة أجسام المحتجزين الثلاثة الذين أطلق سراحهم، ولاحقاً ارتفعت وتيرة تهديداته، فقال بعصبية وهو يضغط على مخارج الحروف: "هذه المشاهد لن تمر دون عقاب".

تهديدات نتنياهو، أثارت المخاوف في تل أبيب قبل غزة، فتساءل أهالي المحتجزين: "ما الذي يريد فعله؟.. هل سيعود إلى الحرب؟.. عليه أن يعيد جميع المختطفين إلى أهاليهم، من خلال الإسراع في المرحلة الثانية".

"هي عملية جس نبض، بانتظار المشاورات الإسرائيلية الداخلية، وبلورة موقف قبل ولوج مفاوضات المرحلة الثانية" هكذا علّق الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين، مرجحاً مماطلة إسرائيلية، تفضي إلى تمديد المرحلة الأولى لأطول وقت ممكن.

آخر العقبات

وفي ظل التعثر الذي لا زالت تشهده مفاوضات المرحلة الثانية، لا يصدّق الغزيون أبداً إمكانية تطور الموقف، وصولاً لاستئناف الحرب، فالأمر المفهوم لديهم أن "المماطلة" ستكون آخر العقبات التي سيتم حلها، بعد أن تكون "النوايا الحسنة" وجهود الوسطاء، قد لجمت أي مغامرة أو محاولة اختراق للهدنة.

وفي استهلال حياتهم اليومية، لم يخرج أهل غزة عن نسق معاناة "اليوم التالي" للحرب، التي لم تنته بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إذ يعاني الغزيون ظروفاً مأساوية، خصوصاً مع توالي المنخفضات الجوية العاصفة والماطرة. صمد أبناء غزة على أرضهم، رافضين مخططات الترحيل، لكن لم تصمد خيامهم المتهالكة، في وجه الرياح العاتية، التي اقتلعت غالبيتها، مبقية آلاف النازحين دون مأوى.

عقدة اسمها الحرب

يروي سليمان أبو عيدة، أنه منذ نزوحه إلى مواصي خانيونس وحتى عودته إلى غزة، لم يشهد رياحاً كتلك التي رافقت المنخفض الجوي الأخير، وعلى الرغم من استعداده جيداً لمواجهة الأحوال الجوية السائدة، إلا أن الخيمة التي عمل على تمتينها لعائلته، ظلت أضعف من أن تواجه رياح غزة المعروفة بشدتها، فتهاوت.

"كل الخيارات تبدو مقبولة، باستثناء الحرب، نحن نخوض حروباً مختلفة، توفير مأوى لأطفالنا، وتأمين لقمة العيش، ويكفينا معاناة.. الحرب خط أحمر وتجاوزه يعني كارثة إضافية لنا" قال أبو عيدة، بينما كانت يداه ترتجفان من البرد، وهو يحاول عبثاً نصب خيمة جديدة بتدابير بدت بدائية، فيما راح صغاره يشعلون النار فيما تيسر من حطب، طلباً للدفء.

وجلي أن الأوضاع في قطاع غزة بدت محزنة وقاسية، لكن كل شيء يبقى مستوعباً إلا عقدة الحرب، فمن طارت خيمته ربما يستعين بركام منزل، أو بقية من مركز إيواء، أما الحرب فمعناها الموت، كما يقول مواطنون.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق