من أبرز التأويلات التي تحط من قيمة النساء وتشكك في رجاحة عقولهن وفي قدراتهن الزعم أن سبب عدم وجود نبيات هو نقص في أصل خلقة النساء، مع العلم أن أصل خلقة النساء أي الروح هي مشتركة مع الرجال، ولذا جميع قدرات وفضائل روح الرجال توجد لدى النساء (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ)، فلماذا لم تبعث أي امرأة نبية؟ الجواب نراه حتى في عصرنا عصر سيادة القانون وحقوق الإنسان، فما أن تكون المرأة على الجانب الآخر المعارض حتى يتم اغتصابها جماعياً غالباً حتى الموت، كما حصل في سوريا والدول العربية التي حصلت فيها ثورات، وبأوروبا كان يتم اقتلاع ثديي المرأة، وهذا ما كان الرجال سيفعلونه بأي امرأة لو بعثت نبية، فالصحابية سمية خياط طعنها أبوجهل فماتت، والثبجاء صلبت عارية منكسة، وإذن هناك نقص بأخلاق الرجال وليس نقصاً بقدرات النساء، ويكفي معرفة أن النبي زكريا قام قومه بنشره بالمنشار لنصفين، فماذا كانوا سيفعلون بالمرأة؟ وقد كرر القرآن ذكر أن غالب الأنبياء قتلهم قومهم بأشنع الطرق، ويشهد التاريخ أنه رغم محاصرة وقمع النساء عن أي دور عام لكنهن عندما وجدن متنفساً برزن وأظهرن قدرات لا تقل عن الرجال سواء في الشرق أو في الغرب، وعلى سبيل المثال حتى بدايات القرن الماضي كانت لا تزال تروى في المقاهي الشعبية في بلاد الشام سيرة الفلسطينية «ذات الهمة»، التي هي أطول سيرة بالتاريخ العربي، وتقع في سبعين مجلداً، وتروى بطولاتها في التصدي للروم وحماية ثغور المسلمين بعد مبايعة أهل تلك المناطق الحدودية لها وتكليفها من قبل الخليفة الأموي. وفي عصرنا الحالي النساء شاركن في كل الوظائف الهامة والتي تتضمن اتخاذ قرارات مصيرية كالقضاء ورئاسة الحكومات والوزارات والطب وريادة الفضاء، لكن للأسف أن نجاحات النساء ودورهن التاريخي مسكوت عنه ولا يتم إبرازه رغم أنه يعتبر نجاحاً يفوق نجاح الرجال، لأن الرجال كانت لهم حرية كاملة للنجاح في الأدوار العامة بينما النساء كن ممنوعات ومقموعات ومحرومات من الحقوق الأساسية كحق التعليم والعمل والخروج من البيت، ولذا من تنجح باختراق تلك العقبات كانت لها قدرات تفوق الرجال بأضعاف مضاعفة، كما هو الوضع الآن بأفغانستان التي منعت حكومتها تعليم وعمل النساء وخروجهن من البيت بدون محرم، ولذا بروز أي أفغانية بأي مجال يعتبر معجزة، ففي اليهودية كانت النساء ممنوعات من دخول معبد الهيكل، ولا يزال هناك قانون يمنع النساء حتى في عصرنا من الصلاة عند ما يسميه اليهود حائط المبكى الذي يعتقدون أنه من بقايا معبد الهيكل، وهناك باستمرار صدامات بين النساء اللاتي يصررن على الصلاة عنده وبين المتطرفين الذين يعتدون على النساء حتى مع وجود الشرطة، أي أن تخلف الرجال العقلي في نظرتهم للمرأة هو سبب وليس نقصاً في قدرات النساء، أما سبب نظرة الرجال السلبية للنساء فهو ذاته سبب نظرة إبليس السلبية لآدم، فهو رأى أنه أفضل منه بعنصره وتكبر بعنصره وحقر آدم بعنصره كما يتم تحقير النساء بعنصر الأنوثة والتكبر عليهن، لكن هناك من أنصفهن مثل الحافظ الذهبي الذي قال إنه لا توجد امرأة من رواة الحديث تورطت في الكذب في الرواية بعكس الرجال الذين تورط كثير منهم في الكذب ووضع الحديث؛ «وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها».
لماذا التشكيك في رجاحة عقل المرأة..؟!
![لماذا التشكيك في رجاحة عقل المرأة..؟!](https://www.fekera.com/temp/thumb/900x450_uploads,2025,02,13,e8930e0098.jpg)
لماذا التشكيك في رجاحة عقل المرأة..؟!
0 تعليق