العدوان يتوسع.. ماذا تفعل قواتهم في الضفة؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

14 فبراير 2025 , 07:00ص
alsharq

رام الله - محمـد الرنتيسي

يتعمق العدوان الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية، موقعاً نحو 30 شهيداً، قضوا في حوادث مختلفة تراوحت بين إطلاق الرصاص بشكل مباشر، أو القصف بالطائرات المسيّرة، واعتقل جيش الكيان 150 مواطناً، وأخضع آخرين للتحقيق الميداني. ونزحت نحو 3500 عائلة، وهدمت جرافات الاحتلال ما يزيد على 180 منشأة سكنية، وتواجه 4 مستشفيات صعوبة كبيرة في تقديم الخدمات للمرضى والمصابين، بينما يعاني المواطنون من انقطاع المياه والكهرباء، ونقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، وتوقفت المدارس والجامعات والخدمات الصحية.

وثمة ما هو أكثر من اجتياح وأقل قليلاً من حرب، ذلك الذي تشهده مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية، لاسيما جنين وطولكرم وطوباس، لكن مجريات الأوضاع توحي بأن الأمور تتجه إلى غزة ثانية.

وحتى في خضم الحرب على غزة، كانت كل الأطراف في دولة الكيان تكرر الحديث بأن الضفة الغربية هي الهدف القادم، وسرعان ما حدث ما كان مقرراً بالفعل، بل إن دولة الاحتلال تبدو منتشية للغاية بخطط وأفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحديثه المتكرر تارة عن تهجير سكان غزة، وأخرى عن السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية.

مياه كثيرة جرت في النهر منذ الاجتياح الأول عام 2002 المعروف بـ»السور الواقي» ولطالما شكّلت ممارسات جيش الاحتلال في الضفة الغربية، شرارة اندلاع الهبّات والانتفاضات، التي ما زالت احتمالاتها قائمة، وإن أخذت أشكالاً مختلفة، كعملية «حاجز تياسير» التي جاءت في ذروة الإستنفار العسكري الإسرائيلي الواسع في طوباس القريبة منها، ما جعل الشارع الإسرائيلي يتساءل: «ماذا تفعل قواتنا في الضفة؟

استناداً إلى شهادات مواطنين، فحجم القوات المشاركة في اجتياح مدن ومخيمات جنين وطولكرم وطوباس والفارعة، وكذلك نوعية الآليات العسكرية المستخدمة غير معهودة، وتخضع المناطق التي يتوغل فيها جنود الاحتلال لحصار مطبق، ويتخللها أعمال تخريب في البنية التحتية، والمناطق الزراعية، خصوصاً في منطقة الأغوار التي تضم مدينة طوباس وبلدة طمون ومخيم الفارعة الواقعة في منطقة «الباذان» والمعروفة بسلة غذاء فلسطين.

يصف حامد القريناوي من مخيم الفارعة، ما يجري بأنه «حرب ثانية مستوحاة من غزة» ويدلل على ذلك، مشاهد النزوح والمباني المهدمة والشوارع المدمرة، مبيناً أن اجتياح المخيم خلف دماراً كبيراً في المنازل والممتلكات. ويوالي في حديث لـ»الشرق»: «الأوضاع آخذة في التفاقم، ونئن تحت حصار محكم، وغالبية المواد الغذائية نفدت، ونخشى مجاعة على غرار ما جرى في غزة، لقد أخليت منزلي تحت تهديد السلاح، بعد تحويله إلى ثكنة عسكرية، وأعيش مع عائلتي عند أقاربي في المخيم، لكن يبدو أننا لن نمكث هنا طويلاً، فالجنود يتنقلون من بيت إلى بيت، ويخرجون الناس إلى الشوارع، دون السماع لأحد بالخروج من المخيم».

وفي الضفة الغربية ما يثير المخاوف بالفعل من مخططات الترحيل القسري، وفي دعوة رئيس مجلس مستوطنات الأغوار دافيد لحياني وسؤاله: «لماذا نعمل على تهجير سكان غزة فقط؟ علينا أن نطرد جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية أيضاً» ما يستدعي القلق بالفعل، كما يقول مواطنون.وتبدو شهية الكيان مفتوحة لالتهام الضفة الغربية، فلا تغادر مخططات ضمها وتهجيرها أحلام قادتها، وفي ممارساتهم ما يؤشر بوضوح على أن سياسة التهجير تعكس نهجهم الاستعماري القديم.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق