غزة، عواصم - وكالات: سلمت حركة "حماس" ثلاثة أسرى إسرائيليين أمس، ضمن عملية التبادل السادسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية فيما يحمل آخر الجنسية الروسية، وفي المقابل أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن 369 أسيرا فلسطينيا من بينهم 36 أسيرا محكوم عليهم بالسجن المؤبد، وبحسب مكتب إعلام الأسرى، فقد وصل عشرة أسرى إلى الضفة الغربية وآخر إلى القدس بينما وصل 333 إلى قطاع غزة وتم إبعاد 25 أسيرا الى الخارج. وكان عناصر كتائب القسام انتشروا بكامل عتادهم العسكري بموقع الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة ساشا ألكسندر تروبنوف وساجي ديكل حن ويائير هورن في عملية هي الثانية التي يجري فيها التسليم في منطقة خان يونس، وقال الناطق باسم "حماس" عبداللطيف القانوع إن استئناف عملية التبادل جاء وفق التزام الحركة مع الوسطاء وحصولها على ضمانات لالزام الاحتلال بالاتفاق، مضيفا "ننتظر البدء بتنفيذ الاحتلال للبروتوكول الإنساني بناء على وعد الوسطاء لنا وضماناتهم لذلك"، مشددا على أنه لا بدائل أمام الاحتلال الصهيوني للإفراج عن باقي أسراه إلا تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار.

ووضعت المقاومة على منصة تسليم الأسرى عبارات تضمنت "لا هجرة إلا للقدس"، "نحن الطوفان يا قدس فاشهدي"، "عبرنا مثل خيط الشمس"، ولافتة أخرى تضم صوراً لعدد من القادة الميدانيين، على رأسهم قائد أركان القسام محمد الضيف، ورفعت أيضاً صورة الأسير متان ووالدته عيناف تسنجأوكر على منصة الإفراج في خان يونس مع عبارة "الوقت ينفد"، إلى جانب ساعة رملية، وقال الأسير الإسرائيلي "ساغي ديكل حن" المفرج عنه "أطلب من الحكومة فعل كل شيء لاستمرار الصفقة"، كما قال الأسير الإسرائيلي يائير هورن المفرج عنه: "يجب إعادة جميع المخطوفين إلى منازلهم ولا مزيد من الوقت لديهم". وأثارت اللوحة في خلفية منصة تسليم الأسرى الإسرائيليين والتي حملت أعلام دول عربية يتوسطها علم مصر، تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وحظي توسط العلم المصري منتصف مشهد تسليم الأسرى بتداول واسع بين المدونين، ودعا البعض للعودة إلى التاريخ لاستحضار المواقف المصرية ومشاهد مماثلة إبان الحرب بين مصر مع إسرائيل، وعلق أحد المدونين قائلا إن وجود علم مصر في منتصف خلفية المنصة وبجانبه الأعلام العربية دلالات مهمة في تسليم الأسرى، فيما اعتبر البعض أن الأمر بمثابة رسالة تُؤكد وحدة الصف العربي لرفض التهجير، وركز بعض المدونين على أن جميع الأعلام التي حملتها خلفية المنصة عربية، وقال أحد المدونين "في الصورة يظهر مقاتلون يحملون أعلام الدول العربية واضحة مثل علم مصر والسعودية دون وجود لعلم إيران، وسلط رواد مواقع التواصل الضوء على رسائل وجهتها الفصائل الفلسطينية، منها رسالة واضحة للرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر لافتة كبيرة كتب عليها "لا هجرة إلا للقدس" بثلاثة لغات، العربية والعبرية والإنجليزية، وقالت "حماس" في بيان "نقولها للعالم ألا هجرة لا إلى القدس وهذا ردنا على دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها ترامب ومن يدعم نهجه". في المقابل، استبق ترامب تسليم الأسرى الثلاثة أمس، مهددا أول من أمس، باتخاذ موقف متشدد تجاه غزة، قائلا "إذا كان الأمر متروكًا لي، فسأتخذ موقفًا صارمًا للغاية. لا أستطيع أن أخبركم بما ستفعله إسرائيل"، مضيفا "لا أعرف ماذا سيحدث في الساعة 12 ظهرا"، في إشارة إلى الموعد النهائي الذي وضعه في وقت سابق من هذا الأسبوع. من جانبه، دعا مستشار رئيس المكتب السياسي في "حماس" طاهر النونو إلى بدء محادثات المرحلة الثانية فورًا، محملًا إسرائيل مسؤولية أي تأخير، مؤكدًا أن دور الوسطاء تذليل العقبات أمام تنفيذ الاتفاق، مؤكدًا رفض أي مماطلة أو تسويف من قبل إسرائيل، بينما ذكر الإعلام العبري أن رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط غابرييل ويتكوف ومسؤولين مصريين بدأوا المرحلة الثانية من المحادثات، وأوردت القناة "12" العبرية أن محادثات المرحلة الثانية من صفقة التبادل بدأت بالفعل، ناقلة عن مسؤولين إن المحادثات تهدف إلى توسيع نطاق الصفقة، إضافة إلى إمكانية تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق عبر إضافة دفعات جديدة من الأسرى المفرج عنهم، لضمان إطلاق سراح مزيد من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء.