في ظل المتغيرات بالمنطقة بعد حرب غزة وسقوط نظام الأسد.. «الإستراتيجيات الإقليمية» على طاولة منتدى الجزيرة

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تناولت الجلسة الثالثة من منتدى الجزيرة، أمس، «حرب الاستراتيجيات الإقليمية»، حيث ناقش المتحدثون ما كشفته الحرب الإسرائيلية على غزة وامتداداتها الإقليمية في كل من لبنان وإيران واليمن والعراق من طبيعة الاستراتيجيات الإقليمية والدولية التي تتصارع في المنطقة وتتنافس للهيمنة عليها.
كما تطرقوا إلى الأوضاع بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، حيث تبينت بوضوح أكبر حدود بعض تلك الاستراتيجيات وقدرتها على الصمود وتحقيق أهدافها، وتراجع بعضها وركونها إلى حسابات خاطئة، وكيفية فهم طبيعة الصراع الراهن، الظاهر منه والخفي، بين استراتيجيات القوى الإقليمية مثل إيران وإسرائيل وتركيا، وما اذا كان الدور العربي قادرا على أن يستقل بذاته ويتحول إلى فاعل أكثر تأثيرا خارج دائرة التبعية وردود الفعل.
أدارت الجلسة الدكتورة فاطمة الصمادي، وشارك بها الدكتور مجتبى فردوسي بور، دبلوماسي وأستاذ جامعي متخصص في الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية، والدكتور مراد يشلتاش، أستاذ جامعي متخصص في العلاقات الدولية والجغرافيا السياسية، والدكتور شفيق شقير، الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، والدكتور حسن البراري، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر.

د. مجتبى فردوسي: المشروع الغربي يتجه نحو الفوضى للحفاظ على نفوذه

قال د. مجتبى فردوسي بور: أعتقد أن النظام العالمي كان يتحرك على أساس نظام ما وراء القطبية، لكن كيف سيتم تشكيل نظام ما وراء القطبية بناء على البيانات والبيانات الضخمة والتحالفات الدولية والإقليمية، وجون مرشاي أستاذ العلاقات الدولية الأمريكية يعتقد بأن هذه العملية في 7 أكتوبر تسببت في تدمير التوازن التقليدي للقوى الدولية، والآن في ظل فشل خطة استبدال النظام الإسرائيلي وحراسة المصالح والمنافع في منطقة الشرق الأوسط فإن أنظار المشروع الغربي يجب أن تتجه نحو النظام الفوضوي بهدف الحفاظ على النفوذ وحضوره الواسع في المنطقة.
وأشار إلى دراسة حديثة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أظهرت أن الاكتشاف الجديد للغاز الطبيعي في حوض الشام تبلغ في حدود 122 تريليون قدم مكعبة بينما يقدر النفط القابل للاستخراج بنحو 1.7 مليار برميل، وتقول إسرائيل ان الحقل يقع غرب خط الهدنة لعام 1948 إلا أن معظم الخزان يقع تحت الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 1967، معرباً عن اعتقاده بأن كل ما يشير إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو موضوع سيطرة على غزة، خاصةً شمال غزة وسواحل غزة، لأن هذا المخزون يصل إلى سواحل غزة وأيضاً يصل إلى السواحل السورية ولذلك فإن أحد الأسباب الرئيسية للانتفاع الاستراتيجي للغرب وإسرائيل في التطورات في سوريا هو الاهتمام بقضية الطاقة التي تمتد إلى الساحل السوري.
وأضاف بور: ترامب بعد حفل التنصيب عقد أول لقاء رئيس رسمي مع بنيامين نتنياهو بهدفين رئيسيين أولا انقاذ نتنياهو وحكومته من هوية الانهيار واستكمال العمل غير المكتمل خلال 15 شهر من الحرب والجريمة والاحتلال الكامل لقطاع غزة وتوسيع الاحتلال الإسرائيلي بهدف دفع سلام إبراهيم وصفقة القرن أو معاملة القرن، وبعد التطورات الأخيرة ستكون سوريا هي المفتاح لتطهير فلسطين والفلسطينيين من هذا المنطلق، لأنه لو استنكرت من جانب مصر والمملكة الأردنية الهاشمية وقبول ما يتطلبه الرئيس الأمريكي ترامب سوف تكون هناك معادلة في ملعب سوريا ومقابل تقديم أو رفع العقوبات عن سوريا سوف يكون هو موضوع الهجرة القصرية للفلسطينيين داخل سوريا لذلك أعتقد أن سوريا هو المستهدف الرئيسي في موضوع قضية فلسطين وأيضاً الملف الفلسطيني.
وأشار إلى أنه فيما يتعلق بحرب الاستراتيجيات في منطقة الشرق الأوسط تضعنا أمام ثلاث مشكلات أساسية وجذرية، ولن يتم الحل إلا من خلال التآزر الإقليمي في مواجهة سياسات الهيمنة هذه، مشدداً على ضرورة الاعتقاد بأن المنطقة لن تشهد السلام إلا بعد حل قضية الاحتلال بشكل جذري، وثانياً القضاء على سياسات المعايير المزدوجة، ووضع هذه القضية نفسها بشكل جديد في مواجهة الحرب في غزة من جهة والحرب في أوكرانيا من جهة أخرى، وثالثاً مشكلة الرقابة الذاتية التي يمارسها الغرب وحقائق المنطقة وشكلها الواضح بالخوف من المحرقة الإسرائيلية بينما المحرقة الفلسطينية اليوم هي أكثر وضوحاً وحقيقةً.

د. حسن البراري: «تهويد فلسطين» هدف إسرائيل الإستراتيجي

قال د. حسن البراري: كل ما رأيته عند الدول العربية هو ردات فعل لكن النظام العربي تاريخياً لم يكن قويا، فحتى الدول المعتدلة فيه لا تمتلك القدرة على زمام المبادرة، فدائماً نذهب إلى العامل الخارجي. والاستراتيجية تعني ثلاثة أشياء أساسية، أولاً أن يكون لدينا هدف استراتيجي، وثانياً يكون عندنا الوسيلة لتحقيق هذا الهدف، ثم نتحدث عن البيئة، وفيها مخاطر وفرص، ولتطبيق ذلك على الحالة الإسرائيلية نجد ان إسرائيل هدفها الاستراتيجي واضح ليس منذ اليوم.
وأضاف: الهدف الاستراتيجي الصهيوني مرسوم من زمان وهو يهودية أكبر قدر من فلسطين إن لم يكن كل فلسطين، ومن دون السكان، وهناك الكثير من العرب متفاجئ بدعوات التهجير وكأنه دين جديد ظهر في جزيرة العرب والمنطقة العربية، ونحن نتحدث عن شيء موجود ومكتوب عندهم، فلا نذيع سراً عندما نقول انه الهدف الاسمى للإسرائيليين منذ البداية هو تجميع اليهود في فلسطين بشكل استيطاني واحلالي على حساب السكان الأصليين والوسيلة هي القوة العسكرية.
وأكد أن إسرائيل ما زالت ملتزمة بالهدف الاستراتيجي النهائي وهو الحصول على كل فلسطين وأن الوجود الفلسطيني هو مؤقت من وجهة نظرهم، وأن هذا لا يعني أنهم سينجحون في هذا المشروع، لكن فشل هذا المشروع يتطلب مشروعا مضادا، وهو مشروع غائب وهناك مبادئات فردية، وطوفان الأقصى، هو أحد المبادئات للإقليم أو ربما كمن يرمي حجراً في مياه آسنة.
وأشار إلى تزامن الاستراتيجية الكبرى عند الصهاينة مع غياب الاستراتيجية العربية، وأنه لا يمكن إشارة إلى استراتيجية عربية، فالاستراتيجية العربية التي سيتم مناقشتها هي ردة فعل على خطة تستأصل الفلسطينيين، لافتاً إلى أن المشروع الإسرائيلي ليس من دون تحديات، فالاستراتيجية الإسرائيلية لا يوجد ضمان لنجاحها إلا إذا استمر الجانب العربي على نفس الأمر.

20250215_1739653072-520.JPG?1739653073

د. مراد يشلتاش: تراجع أدوار بعض القوى في المنطقة

قال د. مراد يشلتاش: فيما يتعلق بنظرة تركيا للتطورات على المستوى الإقليمي، فمن المهم أن نرى كيف تقوم تركيا بإعادة تعديل عملها الاستراتيجي ورؤيتها الاستراتيجية من خلال النظر إلى تطورات استراتيجية خاصةً بعد أحداث أكتوبر وسقوط نظام الأسد.
وأضاف: هناك تراجع بديناميات بعد السابع من أكتوبر وأخرى في صعود في المنطقة بعد سقوط نظام الأسد، وهذه الأمور مهمة لنفهم مفهوم المنظور التركي في المنطقة، خاصةً منظور تركيا فيما يخص ما بعد الأسد، لأن سوريا ما بعد الأسد ستكون مهمة من حيث إعادة تعديل الاستراتيجيات وردات الفعل التي تنجم عن ذلك.
ونوه إلى أنه بالنظر للديناميكيات التي تشهد تراجعا أو هبوطا نجد أن هناك تراجعا في النفوذ الاستراتيجي والتكتيكي، وأن هذا مهم للغاية لأن الكثير من الدول تحاول أن تعدل من ديناميكياتها مع الأخذ في عين الاعتبار التبعات المرتبطة بتراجع التأثير الإيراني في المنطقة في لبنان وفي سوريا، للتأكد من أن هذه الاستراتيجيات يتم اعتمادها وتكييفها مع الواقع الجديد.
ولفت إلى العملية الأممية التي لا تزال جارية، والمراجعيات المختلفة التي تتعلق بقرارات مجلس الأمن، على قوى المنطقة أن تأخذها بعين الاعتبار.
وقال: فيما يخص تراجع النفوذ الروسي، فقد تراجع التأثير العسكري حتى تشكل روسيا استراتيجياتها العامة المرتبطة بالتراجع الدينامية المرتبط بتراجع الوكلاء في المنطقة، خاصةً مع استمرار الحرب الأهلية في سوريا، فالكثير من الدول خسرت تأثيرها على الفاعلين من غير الدول، والبعض خسروا وكلاءهم في سوريا في الوقت الذي تعاني فيها بخسارة حزب الله في لبنان وسوريا.
وأضاف: تركيا تغيرت استراتيجيتها بشكل كبير وذلك من خلال التعاون على أساس المحافظة على تأثيرها السياسي في سوريا، لأن العملية الانتقالية في سوريا بطريقة أو بأخرى أو لسبب أو اخر لابد أن تشكل جيشا سوريا جديداً، وبالتالي هناك أطراف من غير الدول والمجموعات العسكرية لن تكون من ذلك وهذا يعتبر من الأولويات الاستراتيجية بالنسبة لسوريا.

د. شفيق شقير: استعادة النظام العربي بدأت من سوريا

نوه د. شفيق شقير إلى أن هناك انتظاما للمنظومة العربية، ويعني أن النظر إلى كيفية انتظامه أول مرة، وهي جذور هذا النظام الحالي وبالتالي للحديث عن اعادتها أو استعادتها مرة أخرى.
وقال د. شقير: هناك 5 سمات يمكن النظر إليها على أن هناك علامات على تكون النظام السابق، أولها موضوع الموافقات البينية والتي بدأت بعد سقوط جدار برلين، وكان لدينا محور الممانعة ومحور الاعتدال ثم حصل اجماع مع الوقت مع القضية الفلسطينية بالحد الأدنى وتجسدت ربما في نص المبادرة العربية في قمة بيروت في عام 2001.
وأضاف: استعادة النظام العربي بدأت من سوريا فعلياً، والنظام العربي يحتاج إلى توافقات بينية وأيضاً البداية من سوريا، وعلينا أن نقرر هنا هل العودة إلى سوريا تعني إعادة نظام عربي على ركام غزة أو لا، وإعادة نظام عربي ببناء سوريا نفسها أو إعادة بناء اجماع كحد أدنى في فترة التقارب السورية، وهل ممكن أن يحصل اجماع عربي على غزة أو التهجير وحل الدولتين.
وأشار إلى أن على النظام العربي أن يبدأ توافقات لإعادة بنائه من سوريا وأن يكون هناك اجماع بالحد الأدنى على القضية الفلسطينية، وأن يعيد تعريف مصالح الإقليم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق