أكد المهندس عبدالعزيز علي المولوي، الرئيس التنفيذي لـ «Visit Qatar» أن خريطة السياحة في قطر تغيرت تماما بعد بطولة كأس العالم 2022 حيث زاد عدد الزوار بالملايين فخلال عام 2023 تم استقبال أكثر من 4 ملايين زائر وفي عام 2024 تم تخطى الـ 5 ملايين زائر وهو ما يعطي مؤشرا تصاعديا على أن قطر تسير في الطريق الصحيح نحو هدفها باستقبال 6 ملايين زائر سنويا بحلول 2030 وهو ما يُتوقع حدوثه قبل هذا التاريخ، كما ساهمت البطولة في جذب المزيد من السياح إلى منطقة الخليج والشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية على هامش مؤتمر «السياحة الرياضية وصناعة السياحة بعد كأس العالم»، الذي عُقد مؤخرا في الدوحة، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين، والذي تطرّق لموضوع تأثير الفعاليات الرياضية على السياحة في منطقة الشرق الأوسط، وللدور الذي تلعبه في تعزيز السياحة المستدامة. كما تم استعراض السياسات التي يمكن لدولة قطر والدول المجاورة اعتمادها لتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى وجهة عالمية للسياحة الرياضية.
وقال المهندس عبدالعزيز علي المولوي، الرئيس التنفيذي لـ «Visit Qatar» إن اختيار الدوحة لاستضافة المؤتمر يعكس التزام قطر بتعزيز القطاع السياحي في مرحلة ما بعد كأس العالم، وسعيها الدائم لرفع مستوى التجربة السياحية التي تقدّمها البلاد. لافتا إلى أن قطر نجحت في تنفيذ بنية قوية لبطولة كأس العالم حيث نفذت 8 ملاعب تعد من الأفضل والأحدث في العالم والتي تعتمد معظمها على الاستدامة البيئية وحصلت على شهادات دولية في هذا الشأن.
وتطرق المولوي إلى آلية استخدام الملاعب بعد انتهاء البطولة والتي شكلت هاجسا للبعض ولكن نجحت دولة قطر في توظيفها لاحقا باستضافة العديد من الفعاليات والأحداث الدولية ومن خلال استخدام هذه المنشآت الرياضية وغير الرياضية تمت إعادة توظيفها من خلال توزيع هذه الخبرات على جهات مختلفة عبر تأسيس جهاز مركزي يتولى إدارة الفعاليات الكبرى في الدولة من الناحية التنظيمية والأمنية أيضا ومن بينها منصة «هيا» على السبيل التي تم استخدامها خلال بطولة كأس العالم لتسهيل عملية الدخول وتفعيلها لاحقا لخدمة نفس الهدف من خلال تيسير دخول السائحين والزوار، مشيرا إلى أن إعادة استخدام كل هذه المقومات يعد من أهم أهداف الاستدامة.
وردا على سؤال حول تأثير حالة الطقس ودرجات الحرارة في قطر على استضافة الأحداث الرياضية قال الرئيس التنفيذي لـ «Visit Qatar» إن سبعة من ملاعب المونديال تم تجهيزها لهذه الأمور من خلال تكييفها بالكامل فإذا كانت درجة الحرارة في الخارج 35 أو 40 درجة مئوية ستكون داخل الملعب بين 19 و25 درجة وهو ما يعطي الدوحة القوة لاستضافة أي بطولة في أي وقت دون التأثر بعامل الطقس كما اعتمدنا خلال التصميم إمكانية تقليل سعة الملاعب من 60 ألف إلى 40 ألف مقعد والملاعب الأخرى من 40 إلى 20 ألف مقعد وذلك للقليل من تكلفة تشغيلها من جانب واعتماد الاستدامة البيئية من جانب آخر ومنها استاد 974 والذي اعتمدت قاعدة بنائه على الكونترات الحديدية التي تتيح تفكيكه بالكامل ونقله إلى أي مكان في المنطقة والعالم.
وعن استضافة الأحداث الرياضية في منطقة الشرق الأوسط وقطر تحديدا في المستقبل قال المولوي إن المباحثات مستمرة دائما ولا تتوقف حيث تعتمد الأجندة المحلية على استضافة فعاليات على مدار العام وعلى سبيل المثال نستضيف بطولة كأس السوبر القطري الإماراتي لكرة القدم كما أن بطولة كأس العرب 2025 التي تستضيفها الدوحة للمرة الثانية بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم كما أن هناك بطولات أخرى على مدار العام في ألعاب كرة السلة والكرة الطائرة والتنس والبادل وغيرها.
وأضاف: «كذلك هناك فعاليات متنوعة تستضيفها المنطقة من خلال المنافسات التي تستضيفها المملكة العربية السعودية إلى جانب بطولة كأس الخليج الأخيرة التي استضافتها الكويت الشقيقة وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا».
وحول آلية استقطاب السياحة إلى قطر وجعلها منطقة جذب للزوار من جميع أنحاء العالم قال المولوي إن هناك تركيزا من قطر للسياحة على استكشاف المسببات التي تجعل من السائح يفكر في السفر إلى قطر أو العزوف عن ذلك، حيث نعتمد على الحملات الترويجية للتعريف بمقومات السياحة من بنية تحتية للطرق ووسائل المواصلات والخدمات بالإضافة إلى الفنادق من جميع الفئات تلبي تطلعات الزوار بالإضافة إلى العنصر الأهم والذي يشغل بال أي زائر وهو الأمان والذي تصنف فيه دولة قطر ضمن الأعلى في العالم وكأس العالم 2022 خير دليل على ذلك حيث ساهمت البطولة في تغيير الفكرة بالكامل في الإعلام العالمي عن دولة قطر والمنطقة وهو ما انعكس بالإيجاب على زيادة معدلات التدفق السياحي.
0 تعليق