مشاركون بمنتدى الجزيرة يدعون لوزارة حقوق إنسان بسوريا

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واصل منتدى الجزيرة جلساته باليوم الثاني والأخير، وسط حضور كبير ومناقشات مثرية، شارك فيها عدد من المسؤولين والمحللين والإعلاميين والشهود، وتناولت الكثير من الموضوعات، وتطرقت الجلسة الأولى باليوم الثاني، والتي حملت عنوان «العدالة الانتقالية في دول ما بعد النزاعات: فرص وتحديات»، كيفية أن تكون العدالة الانتقالية أداة أساسية لمعالجة إرث الانتهاكات الجسيمة في دول ما بعد النزاعات. وأكد مشاركون بالجلسة، على أهمية محاسبة المسؤولين، وكشف الحقيقة، وتعويض الضحايا، وتعزيز المصالحة، لافتين إلى أن العدالة الانتقالية تواجه تحديات، مثل ضعف المؤسسات، والانقسامات المجتمعية، وغياب الموارد اللازمة لتنفيذ آلياتها بفعالية.

محمد أوجار: نجاح العدالة الانتقالية مرهون بـ «دولة قانون»

أكد محمد أوجار، وزير العدل ووزير حقوق الإنسان الأسبق في المملكة المغربية، على أهمية أنه لا يمكن لعدالة انتقالية أن تنجح إلا إذا قامت بها دولة قانون، دولة قوية، تقف على نفس المسافة من كل الفصائل، ومن كل التيارات، دولة لها مشروعية انتخابية، دولة مدعومة بتوافق وطني واسع، فأهم حاجة لنجاح العدالة الانتقالية هو إشراك حركة الضحايا، فلا بد للضحايا أن يساهموا في إنجاح هذه العملية.  وأضاف: لابد من هيئة مستقلة تنشأ بقانون تضم شخصيات نزيهة قضائية حقوقية ومن حركة الضحايا لكي يكونوا شهوداً على العملية، ولا بد للدولة أن تلزم قوات الجيش والاستخبارات والأمن وكل المؤسسات التي أسهمت وشاركت وقامت بهذه الانتهاكات بالتعامل الإيجابي مع هذه الهيئات والعدالة الانتقالية، ومن الضروري أن تجتهد الدولة في خلق الظروف الموضوعية والذاتية النفسية والثقافية وغيرها لجعل مطلب العدالة مطلباً يدعمه الجميع لأن هدف المطلب هو تكريم الضحايا وتعويضهم وتعويض النساء والشباب والذين قتلوا أو عذبوا أو سجنوا خارج القانون.

20250216_1739734098-336.JPG?1739734098

سبيع السباعي: أُحِلت إلى القضاء ولم أرَ وجه محكمة

تحدث سبيع السباعي، حقوقي وسجين سابق في سوريا، عن الانتهاكات التي شهدها في سجون نظام الأسد، فقال: لقد عانيت مع هذا النظام 30 عاماً، ثلاث سنوات كنت فيها ملاحقاً و27 عاماً، 5 منها في سجن المزي، و20 عاما في سجن تدمر وسنتين في سجن صدنايا، وكان أشدها سجن تدمر العسكري، لوحقت وعمري 22 سنة، وخرجت من السجن وعمري 52 عاماً.
وأضاف: بعد «سجن المزة» أحلت للتحقيق مرة أخرى لمدة 6 أشهر نزل وزني فيها إلى النصف، يريدون مني أن أعترف بتنظيم وليس لي علاقة، ستة أشهر فقدت نصف وزني ثم أُحلت بعدها إلى سجن تدمر وفي 1984 أحِلت إلى المحكمة ولم أرَ وجه محكمة، يدخل الإنسان ليجلس 4 أو 5 ساعات على الأرض يديه وراء ظهره ورأسه في الأرض ومغمض عينيه، ويدخل على المحكمة ويُصفع، دقيقة أو دقيقتين، فوجئت بعد ذلك أنه حكم عليَّ بالمؤبد.
وتابع: تفاجأت أيضاً حينما نقلت إلى سجن تدمر أن أخي كان معتقلاً ولم أره منذ ست سنوات، وهو مدرس رياضيات، وتوفي في السجن نتيجة التعذيب والمرض، وحينما أصيب بعجز كلوي، وأخرجه طبيب المهجع لطبيب السجن، قال المساعد «بس إن مات طلعوه، ما في مكان».
وأكد على أهمية التركيز على لجان كشف الحقيقة، حتى تنصف الضحايا وحتى لا يظلم المتهمون، وحتى ترفع الغطاء الذي قد يحدث من الحاضنة الشعبية لهم، ولرفع التبرير يجب أن تكون قضية لجان كشف الحقيقة من شخصيات نزيهة مشهود لها بالنزاهة ثم تجري المحاكمات وبعدها تجري المصالحة، وأنه لا مصالحة إذا لم ننصف الذين اضطهدوا وننصف المتهمين، فهذه قضية لابد منها.

محمد النسور: الأزمة السورية بدأت منذ 54 سنة

لفت محمد النسور، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى أن الهدف من العدالة الانتقالية هو ضمان عدم تكرار المآسي وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وأن الأزمة السورية ليست فقط آخر 14 سنة، فمنذ 54 سنة هي أزمة في أساسها غياب احترام حقوق الإنسان، وهي أساس الأزمة وأي نظرة مستقبلية يجب أن تحرص على احترام حقوق الإنسان.  وقال النسور: لا بد من الإسراع في تأسيس هيئة مستقلة للعدالة الانتقالية، وهذه منفصلة، وأنا باعتقادي كمفوضية حقوق الإنسان قياسا على حجم الانتهاكات والأعداد المهولة من الضحايا لا بد من تشكيل وزارة حقوق إنسان، ترسل رسالة سياسية واضحة أن مستقبل سوريا مستقبل يحترم حقوق الإنسان فهذا الشيء أعتقد أنه جوهري وأساسي، وذلك لعدة أسباب منها انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا وعدد الضحايا وبالتالي حجم الملف، وأعيد التذكير أن الأمم المتحدة أنشأت العديد من الآليات، وهذه الآليات تحتاج إلى جهاز حكومي يتعامل معها.

محمود برهان: استقرار المجتمع السوري يحتاج ثقافة مجتمعية

أوضح محمود برهان عَطُّور، أستاذ القانون الدولي أن التحديات أمام العدالة الانتقالية في سوريا أو غيرها من الدول كبيرة، منها تحديات سياسية ومنها تشريعية ومنها تنظيمية ومنها ثقافية، لأن العدالة الانتقالية تهدف إلى تحقيق المصالحة الاجتماعية، فإذا لم تتوفر بنية تعمل على العفو والصفح بعد المحاسبة، فهذا الأمر يكون لأجيال سوف تبقى بالانتقام والثأر والملاحقات ولن يستقر المجتمع إذا لم يتم تأسيس ثقافة مجتمعية تقوم على أسس سليمة، من النصح الديني والنصح الثقافي حتى التأسيس لمرحلة جديدة من الحياة المشتركة بين أبناء المجتمع الواحد.

فضل عبد الغني: الشرعية الثورية هي شرعية مؤقتة

قال فضل عبد الغني، مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: هناك خصوصية كبيرة في سوريا بسبب طول النزاع الذي استمر لـ 14 سنة، وهي فترة هائلة، وحجم الانتهاكات التي مورست خلال النزاع، فهناك 115 ألف مختفٍ، وإذا نظرنا إلى يوغوسلافيا على سبيل المثال كان هناك 40 ألفا، وفي سوريا هناك أعداد هائلة من الضحايا.
وأضاف: الشرعية الثورية هي شرعية مؤقتة، وليكون هناك شرعية الأهم هو طريقة تشكيلها والإجراءات وهذا هو الأهم، وكل الناس تطالب بتشكيل هيئة عدالة انتقالية والسؤال هو كيف، ما هي الآليات القانونية والحقوقية حتى تعطيها الشرعية، بعملية تأسيسها فالأهم هو التأسيس، ويجب الانتقال إلى التعددية السياسية عبر المؤسسات، وهذا يكون عن طريق هيئة يرأسها السيد رئيس الجمهورية أحمد الشرع، وقد أشار إليها بخطابه، ولا يوجد إجراءات لتشكيل هيئة حكم حتى الآن، وقبل أيام كان هناك لجنة لتشكيل لجنة لحوار وطني.

بحث الوضع الدولي في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة

تناولت الجلسة الثانية باليوم الثاني لمنتدى الجزيرة، «الوضع الدولي في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة»، حيث أكد المشاركون على أن الحرب الروسية على أوكرانيا لا تزال، بعد ثلاث سنوات من اندلاعها، تشكّل التحدي الأبرز على صعيد الأمن الأوروبي والعالمي، وأن هذه الحرب قد دخلت، خلال السنة الأخيرة، في ما يشبه حالة ركود، وتراجعت احتمالات حسمها عسكريًّا.
كما ناقش المشاركون ما إذا كانت عودة ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة، ووعوده بإنهاء الحروب، فرصة لتغيير مجرى الأحداث في هذا الصراع، وكيف سيكون شكل التسوية الممكنة، وما شروطها على الصعيد الأوكراني والروسي والأوروبي عمومًا، والتغييرات المتوقعة على صعيد العلاقات الدولية خلال ولاية ترامب الثانية، خصوصًا بين الصين والولايات المتحدة، وإمكانية أن يصبح الجنوب العالمي لاعباً لأدوار أكثر تأثيرًا في ظل الاتجاه المتزايد نحو نشأة نظام دولي متعدّد الأقطاب.
وتحدث في الجلسة تاراس جوفتينكو، باحث في مؤسسات مبادرات الديمقراطية، متخصص في قضايا الأمن الدولي، ومحمود يزبك، أستاذ دراسات الشرق الأوسط والتاريخ الفلسطيني في جامعة حيفا شغل سابقًا منصب رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط، والحواس تقيَّة، باحث في مركز الجزيرة للدراسات، متخصص في الدراسات الدولية، ومحمد المنشاوي، الباحث المتخصص في الشأن الأمريكي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق