بيشة بنبض زائر

مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تلك البلدة الصغيرة الساحرة، جمعت ما بين عبق الماضي وروح الحاضر ورؤية المستقبل، مرصعة بجواهر الحسن والجمال، باسقة كنخيلها العامرة وفاتنة بحلاوة تمرها الصفري الطري، تنبض بالحياة وتتمايل طربا مبتسمة بضيوفها وزوار أهلها، رسمت أنامل الجهود لوحة الإبداع والتميز في تطويرها، ونحتت بالتفكير والتخطيط والتنفيذ وبالعمل المستمر ما بين القطاعات التطويرية معالم جاذبة وبيئة خصبة للاستثمار والسياحة.

احتضان المياه المتدفقة من الجبال والعزف على أوتار الطبيعة الخلابة المجاورة لسد الملك فهد الذي يعتبر من أكبر السدود بالشرق الأوسط، حيث يعد موردا بالغ الأهمية لتغذية المحاصيل الزراعية ونمائها.

وإذا حلق النظر في فضاءات الآثار القديمة تجد موقع العبلاء يخطف الأبصار بجذوره العميقة في التعدين القديمة للذهب والنحاس.

قصر شعلان بتبالة يروي لنا قصة الأمس البعيد فأصبح جسر ذكرى وشموخ ما بين الدولة السعودية الأولى والثالثة، وإذا رغبت بالعودة إلى ما قبل الإسلام عليك بزيارة هضبة الكليات والمقابر ومباني الطين.

يطول بنا البقاء لو تابعنا النقوش والرسومات والنحت على الأحجار والتشكيلات الصخرية والأسواق القديمة برائحة العصر الجاهلي التي لا تزال آثارها واضحة للعيان، ولم نتطرق لمعلم جبل الصايرة (الجبل الجليدي) وروعة الجنينة ووادي ترج والجعبة وهرجاب وغيرها الكثير والكثير.

بيشة هي بوابة الجنوب على نجد وهي منبع ومخازن غذاء لعصور ماضية يشهد لها التاريخ، وحكاية عشق يرويها الأجداد لنا عبر مشاهد سينمائية من ذاكرة شهداء على العصر كان عنوانها الطريق إلى بيشة.

ولا ننسى جهود الحاضر بدعم من إمارة منطقة عسير ومتابعة من محافظ بيشة والجهات الخدمية المتنوعة التي تعمل ليل نهار بتطوير تلك التحفة الهندسية الفريدة من نوعها تزامنا مع روافد التعليم وبوابة السير نحو المستقبل بعلوم عصرية عرابها جامعة بيشة وإدارة تعليم المحافظة.

والسعي بكل قوى فكرية واجتماعية ومهنية على تدوير عجلة العمل الدؤوب لشق عباب الحاضر وتوفير فرص العمل ودعم الأسر المنتجة وإرساء المنتجعات الخلابة الحاضنة لراحة مرتاديها، من خلال المساهمة في تذليل الصعوبات لرواد الفكر التجاري وتسهيل الاستثمار الذي يصب في نماء المحافظة بشتى المجالات.

بيشة تحتاج إلى دعم أكبر وتوجيه بوصلة التركيز عليها حتى نرى شعاع حسنها يخطف الأبصار وتصبح بالقريب العاجل مقصدا سياحيا بارزا.

يقول الشاعر سعد بن جدلان رحمه الله:
باسم أهالي منطقة ⁧‫بيشهة⁩ تقدمنا وقلنا
‏بيشة الغيلا مَرَب الشُرف والغيد الهنيعَة
‏بيشة اللِّي من وفَاها مَن نزَل فيها اطمَأنٌَا
‏بيشة اُم الخير يوم النَّاس والدِّنيا مْجيعة

نبض زائر مر من مرابع الخير فترجم ما رآه حبرا وما زال يجهل عن إرثها الكثير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق