شفافيات
انطلقت ماشيا على قدمي من دون سيارة يوم الجمعة الماضي من بيتنا في القطعة 12 من الاندلس الى قطعة أخرى في المنطقة، لاصلى الجمعة في أحد مساجدها.
ومن يمش على رجليه و"يحوس" بين البيوت بعيداً عن الشوارع الرئيسة يصدم بما يرى؛ فالناس خلف محولات الكهرباء ترمي مخلفات بيوتها من الحجارة، والسيراميك الزائد، وحتى المراحيض القديمة.
عيب وقلة ذوق رمي المراحيض من دون تكسيرها، وتفتيتها، يرمونها هناك فتكون تلالاً من المخلفات تشوه المنطقة صحياً، وذوقياً على الاقل، فيما لا يبيح لها وجودها مخفية وراء المحولات من ان تكون ضارة لكل سكان المنطقة، لما تسببه من تجمع الحشرات والفئران وغيرها.
شاهدت يوما خلف بعض الفنادق اكواماً من الزبالات مرمية، التي تشوه المنطقة صحياً، وفي مناطق اخرى من الكويت توصف بأنها راقية ايضا، وقريبة من البحر؛ لكن بعض الناس هناك يفرغون زبالاتهم حول حاويات الزبالة؛ وليس في الحاويات، ما هذا، يا الهي؟ واجهات المناطق جميلة، وظهورها قميئة، وحشة، كريهة، والمثل القديم قال: "من برا هلا هلا ومن الداخل يعلم الله".
وهناك "توانكي" ماء مهملة، والسيارات الـ"مبنجرة" الخربانة تقضي القطط فيها حاجاتها، فتطير منها الروائح الكريهة.
الكل متهم هنا؛ المواطنون والوافدون، فهذه المناظر كلها في الخلف؛ رأيتها في العديد من المناطق التي تسكنها عائلات المواطنين من جانب؛ والمناطق التي تسكنها عائلات الوافدين من جانب ثان؛ ولا تسأل بعد ذلك عن مناطق العمال والعزابية؛ وقد رأيت الهوايل قريبا في جليب الشيوخ، تلك المنطقة التي بخلوا عليها بالتثمين.
ألا يوجد قانون صارم في العقوبات يردع المهملين، وقليلي الذوق ممن يرمون نفاياتهم في كل مكان مشوهين الكويت الجميلة...كم انت مظلومة يا كويت.
كاتب كويتي
0 تعليق