إطلاق موسوعة المخيمات الفلسطينية في المركز القطري للصحافة

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نظم المركز القطري للصحافة بالتعاون مع موسوعة المخيمات الفلسطينية حفل إطلاق الموقع الإلكتروني لموسوعة المخيمات الفلسطينية والذي يعد أكبر مرجع إلكتروني يوثق تاريخ اللجوء الفلسطيني وحياة الفلسطينيين بالمخيمات وسنوات المعاناة الطويلة والتحديات والصمود الأسطوري، والإصرار على الحفاظ على الهوية الوطنية، واليقين بالعودة يوماً للوطن.

 

الموسوعة سجلّ حي يحكي قصة شعب كتبت عليه الحياة بالمخيمات بالداخل أو الشتات بالخارج، دون أن يتنازل عن حقه في العودة لوطنه مهما طال الزمن، وترصد التحولات داخل تلك المجتمعات التي نشأت في ظروف قاسية، ولا تزال رمزاً للنضال الفلسطيني.

وتمثل الموسوعة ثمرة جهد دؤوب شارك فيه نخبة من الباحثين والمؤرخين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، الذين سعوا لتوثيق التاريخ، بعيداً عن أي تشويه أو طمس للحقائق. ويأتي إطلاقها في وقت تتعرض فيه الرواية الفلسطينية لمحاولات التزييف والطمس، وتتصاعد فيه دعاوى التهجير، لتشكل الموسوعة رافداً مهماً في حفظ الحقيقة ونقلها للأجيال القادمة.

في بداية الحفل، رحب الأستاذ عبدالله بن حيي السليطي، نائب رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة باستضافة تدشين موسوعة المخيمات الفلسطينية، مؤكداً أن الموسوعة وثيقة للشعب الفلسطيني، وداعمة للقضية الفلسطينية المشروعة، ومرجع للباحثين والمهتمين والصحفيين لرصد واقع المخيمات الفلسطينية ومعاناة أشقائنا الفلسطينيين، مثمناً الجهود الكبيرة التي قام بها أعضاء فريق الموسوعة لتحقيق هذا الإنجاز وبروزه أمام العالم كله.

الفلسطيني كطائر العنقاء

ومن جانبه، أكد الإعلامي المستشار أحمد الشيخ من قناة الجزيرة، أن الفلسطيني لن يهزم، فهو ينهض كطائر العنقاء، لافتاً إلى أن المخيمات كانت دوماً هدفاً للعدوان والانتهاكات الإسرائيلية، منوهاً بأن اقتحامات الاحتلال لا تتم إلا داخل المخيمات، مثل: جنين، والدهيشة، والعروب، والجلزون، وغيرها من المخيمات، بهدف محو الذاكرة التي تحلم بعودة الفلسطينيين.

وقال: المخيم أنتج شخصيات عظيمة مثل غسان كنفاني وغيره من الذين قدموا أرواحهم وضحوا في معارك فلسطين المختلفة، مثل الشيخ أحمد ياسين، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والكثير غيرهم.

 وأكد الشيخ أن الفلسطيني سيكون مصدر حياة وإلهام الأمة، وروح المقاومة، ومن المخيمات خرجت الانتفاضة الأولى من مخيم جباليا عام 1987، ومنها ستنبعث رموز يقودون النضال للعودة للوطن مرة أخرى.

 

 

نافذة على ذاكرة الشتات

من جهتها، أكدت ربا الأطرش مديرة موسوعة المخيمات الفلسطينية، أن موسوعة المخيمات هي نافذة على ذاكرة الشتات وتاريخ النضال.

 وقالت: الموسوعة تعد واحدة من المراجع الثقافية والتاريخية التي توثق قضايا اللاجئين الفلسطينيين وحكاياتهم التي تمتد عبر عقود من الزمن، فكل فصل من فصول الموسوعة، يبرز معاناة شعب عانى التشريد، لكنه لم ينسَ أرضه وهويته. وأضافت أن الموسوعة تعكس الحياة اليومية في المخيمات الفلسطينية، حيث تتلاقى الذاكرة مع التاريخ ليرويا قصة شعب لم يستسلم لألم اللجوء، بل استمر في المقاومة والبقاء.

وأكدت أنه ومن خلال هذه الموسوعة يتم استحضار حكايات المدن والقرى التي هجر منها الفلسطينيون قسراً، كما تسجل أسماء الأماكن وتوثق اللحظات التي لا تنسى، لتعكس في كل تفاصيلها صمود اللاجئين وتضحياتهم. وأكدت أن الموسوعة تعتبر سجلاً حياً لما جرى وتحكي عن تطور المخيمات الفلسطينية في الأراضي التي استقر فيها اللاجئون، سواء في الضفة الغربية، غزة، لبنان، الأردن أو سوريا.

وأوضحت أن المخيمات الفلسطينية ليست مجرد أرشيف تاريخي، بل هي مصدر إلهام للأجيال الجديدة، مشيرة إلى أنها تسهم في الحفاظ على الهوية الفلسطينية من خلال نشر الوعي الثقافي والتاريخي حول أصول هذه المخيمات وواقع الحياة فيها.

ونوهت بأن الموسوعة تعكس إصرار الفلسطينيين على الحفاظ على ثقافتهم وتراثهم وتاريخهم في وجه محاولات التصفية والتجاهل، من خلال ما تحتويه من تفاصيل عن الحياة في المخيمات، وكذلك عن الأبطال الذين خرجوا منها ليضحوا من أجل فلسطين؛ لتكون الموسوعة حجر الزاوية في سرد قصة شعب بأكمله.

وأشارت إلى أن الموسوعة تتميز اليوم باعتبارها وجهة مرجعية مهمة للباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، حيث تقدم معلومات دقيقة وموثوقة عن المخيمات وتاريخها، وترصد التطورات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها منذ تأسيسها حتى يومنا هذا.

وأكدت أن الموسوعة تسهم في الوقت ذاته بتوثيق قضية اللاجئين الفلسطينيين على الصعيدين؛ المحلي والدولي، مما يساهم في إبقاء قضية العودة والحقوق الفلسطينية حية في الذاكرة.

فلسطين في قلب قطر

ومن جهة ثانية، استضاف حفل التدشين الفنان عبدالرحمن مرعي الذي استطاع من خلال ريشته أن يحاكي معاناة الفلسطينيين، وأن يجسد أحلامهم وآمالهم في العودة والحرية.

وأبدع الفنان عبدالرحمن مرعي خلال الحفل برسم لوحة فنية حية تجمع بين فلسطين وقطر، وتحمل عنوان “فلسطين في قلب قطر”، تعبيراً عن العلاقة العميقة التي تربط البلدين، حكومة وشعباً في مسيرة الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية.

 وتأتي هذه اللوحة كرمز للعلاقة الوطيدة بين البلدين الشقيقين، لتؤكد على دور قطر المحوري بنصرة الشعب الفلسطيني سواء من خلال دعمها السياسي والدبلوماسي، أو من خلال مبادرتها الإنسانية والإغاثية التي كان لها الأثر الكبير في تخفيف معاناة الفلسطينيين في الداخل والشتات.

كما تؤكد اللوحة الفنية أن قطر كانت دائماً منبراً حراً لصوت فلسطين، تدافع عن حقوقه المشروعة في المحافل الدولية، وتقف إلى جانبه في كل المحطات التاريخية.

مناضلو اليرموك

ومن جانب آخر، استعرض الدكتور محمد ياسر عمرو مؤسس الموسوعة، تفاصيل الموقع مؤكداً أن المشروع عمره 5 سنوات.

وشرح الدكتور عمرو على الخريطة التفاعلية المناطق الخمس التي توجد فيه المخيمات، وهي: سوريا، ولبنان، والأردن، والضفة الغربية، وغزة.

وتحدث عن تصنيف المخيمات حسب المدن، وعن مخيم اليرموك في دمشق بشكل خاص، حيث خرج منه عدد كبير من المناضلين، موضحاً أن شارون هدد مخيم اليرموك قائلاً: “لك يوم يا مخيم اليرموك”. وأكد أن الموسوعة تكمن في إيصال رسالة مفادها أن المخيم ليس دائماً للمعاناة والألم، ولكنه أيضاً مدرسة خرج منها مناضلون وفنانون ومثقفون ومبدعون خدموا القضية الفلسطينية.

موقف قطري داعم للقضية

وفي كلمة الراعي للموسوعة، شكر الدكتور أنس الحاج من المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج دولة قطر على مواقفها الداعمة والمشرفة لقضايا الأمة العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين، كما توجه بالشكر للمركز القطري للصحافة الذي قام بالرعاية لموسوعة المخيمات. وتحدث الدكتور في ثلاث نقاط بدأها بالتعريف بالمؤتمر الشعبي، مشيراً إلى أنه عبارة عن مبادرة من شخصيات فلسطينية مستقلة، انطلقت عام 2017 عبر مؤتمر حضره آلاف الفلسطينيين حول العالم.

وأشار إلى أن المؤتمر يعمل على تجميع وتشريك وتمثيل الفلسطينيين في الشتات، والدعم والإسناد للداخل الفلسطيني، ومن ثم الاشتباك مع العدو الصهيوني سياسياً وثقافياً وفكرياً وإعلامياً بما يسمى بالقوة الناعمة.

وقال د. أنس: إن المؤتمر الشعبي هو إطار شعبي جامع لتفعيل دور فلسطينيي الخارج في معادلة الصراع ضد المشروع الصهيوني وفق رؤية استراتيجية واضحة. وأضاف أن المؤتمر يؤكد على تغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا على أي ولاءات خاصة أو انتماءات، وأن منطلقه هو فلسطين: الوطن والشعب.

 وأوضح أن المؤتمر يعمل على الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية ومنع ذوبانها في مجتمعات اللجوء والاغتراب والعمل على تطوير الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك، مثل منصة موسوعة المخيمات.

وقال: إن المخيمات الفلسطينية ليست مجرد مساحات جغرافية أو مجتمعات سكانية، بل هي أصول الصمود التي حفظت القضية الفلسطينية، وحملت لواء النضال منذ النكبة إلى يومنا هذا. ففي أزقة المخيمات وُلد الأمل رغم الألم، وخرجت المقاومة من قلب المعاناة لتكتب بدمائها الطاهرة أصول العزة والتحرير. كما أكد أن خدمة فلسطين ليست حكراً على الميدان فحسب، وشرف النضال ليس حكراً على الفلسطينيين بل هو باب مفتوح ومركب يتسع للجميع.

مخيم الشاطئ

وفي إحدى المحطات المؤثرة تم عرض فيلم “مخيم الشاطئ” الذي يجسد جزءاً من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم بقطاع غزة، ويعكس واقع الحياة اليومية، حيث تتشابك قصص الألم والصمود، وتمتزج المعاناة بالأمل في مستقبل أفضل. الفيلم يروي حكاية ممتدة عبر الجيال، قصة اللاجئ الفلسطيني الذي شرد قسراً عن وطنه، لكنه لم يفقد الحلم بالعودة.

ومن خلال رواية الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي الطفل الفلسطيني رمضان أبو جزر، استمعنا إلى صوت يعبر عن جيل جديد ولد في المخيم، لكنه يحمل في داخله ذاكرة النكبة ويرويها كما لو أنه عاشها بنفسه. رمضان أبو جزر يمثل نموذجاً لكل طفل فلسطيني نشأ بين أزقة المخيم، حيث تعلم أن اللجوء ليس مجرد حالة مؤقتة، بل مسؤولية تاريخية يحملها معه في مسيرة النضال الفلسطيني.

مخيم جنين

أما فيلم حكاية مخيم جنين، فيوثق تاريخ هذا المخيم الذي لم يكن مجرد مكان للجوء، بل ساحة للنضال والتحدي، وقلعة للصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

 فمنذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً يتعرض مخيم جنين لحملات عسكرية متكررة، واجتياحات دامية، وقصف مستمر، ومحاولات لمحو هويته، لكنه في كل مرة ينهض من تحت الركام ويعيد بناء نفسه ليبقى شاهداً على جرائم الاحتلال وعنواناً للمقاومة الفلسطينية.

ومن جهته، قام الأستاذ علاء النمر أحد مؤسسي موسوعة المخيمات الفلسطينية ومستشارها، بالإعلان عن إطلاق مسابقة حكاية مخيم، وهي عبارة عن مبادرة خاصة ستساهم في توثيق المزيد من الحكايات الحية من داخل المخيمات، تهدف لإبراز الروايات الشخصية والقصص الواقعية التي عاشها سكان المخيمات في الداخل والشتات. كما تم تدشين التوقيع على وثيقة رفض التهجير والتطهير العرقي من خلال الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق