بين رام الله ونابلس.. رشق حجارة وحكايات مؤلمة على الطريق

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

21 فبراير 2025 , 07:00ص
alsharq

الحواجز العسكرية في الضفة الغربية تربك حياة المواطنين

❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

كانت الطريق من نابلس إلى رام الله، لا تستغرق أكثر من 45 دقيقة، أما اليوم، ولدى سلوك الطرق الترابية والوعرة، لتخطي الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية، التي يقيمها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، فتحتاج إلى أكثر من ثلاث ساعات.

الحواجز العسكرية، المنتصبة على مداخل ومفارق القرى والبلدات الفلسطينية، تمنع ليس فقط مرور المركبات، بل والحالات الطارئة وسيارات الإسعاف، وللسائقين على هذه الطرق حكايات كثيرة، تشهد عليها عجلات السيارات المعطوبة، وزجاجها المهشم، كما أن رائحة الغاز المسيل للدموع شاهدة أيضاً على ما يحدث.

«بينما كنت قادماً من نابلس إلى رام الله، دخلنا في منعطفات خطرة، كي نتجاوز الحواجز العسكرية المنتشرة على الطريق، لكننا وقعنا في المصيدة عند أحد الحواجز الطيّارة (الفجائية) وتم احتجازنا لعدة ساعات، تخللها اعتداءات على الشبان بالضرب» هكذا وصف عبد الجواد عاشور المعاناة اليومية التي يواجهها، إذ يعمل سائقاً ما بين رام الله ونابلس.

وأضاف لـ»الشرق»: «الجنود لا يتوانون لحظة واحدة عن إطلاق النار تجاه كل سيارة تقترب منهم، وهذا ما حدث مع الشاب عيسى جبالي من بلدة بيتا أثناء محاولته عبور حاجز حوارة جنوبي نابلس، حيث أعدمه الجنود بدم بارد، رغم انصياعه لأوامرهم بالتوقف».

ويواصل: «في حادثة أخرى، قام الجنود بإنزال شاب كان برفقة والده في السيارة، وانهالوا عليه ضرباً، وكل ما (اقترفه من ذنب) أنه من مخيم بلاطة، ولأنهم يعتقدون أن شبان المخيم هم المسؤولون عن الهجمات التي تستهدف الحاجز».

سائق آخر قال بغضب: «حتى في الانتفاضتين الأولى والثانية، لم نعان من الخوف والرعب الذي نعاني منه هذه الأيام، لا سيما من المستوطنين، الذين هم على تأهب دائم لقتلنا وسفك دمائنا.. تخيل أنه لو أصيب أحد أبنائي بمرض ما في ساعات المساء، لا أستطيع نقله إلى أي مستشفى»؟.

ولفت إلى أنه في الآونة الأخيرة، بدأ يرفض نقل الحالات الاضطرارية في ساعات الليل، موضحاً: «أنا رب أسرة كبيرة، ولي من الأولاد ثمانية، من يعيلهم إذا ألم بي مكروه»؟. هنا قاطعه مواطن آخر: «لا أحد».

ويتحدث مراد صنوبر من بلدة يتما جنوب نابلس، عن حادثة أخرى، وقعت على مقربة من حاجز حوارة بقوله: «هاجمنا مجموعة من المستوطنين، بعد أن خرجوا علينا من بين أشجار الزيتون، وألقوا الحجارة الكبيرة على المركبة التي كنا نستقلها، ما أصابها بأضرار كبيرة، ودفعنا ثمناً باهظاً لإصلاحها، لكن نخشى في المرات القادمة أن ندفع أعمارنا».

ويوالي: «كنا متجهين من نابلس إلى رام الله، وحاولنا عبور حاجز حوارة، فأمرنا الجنود بالعودة، حاولنا اجتياز حاجز يتما، فوجدناه أشد بطشاً من سابقه، فحاولنا اتخاذ طريق ثالثة ووصلنا أخيراً إلى حاجز عورتا، فأشهر أحد الجنود سلاحه باتجاهنا وهمّ بإطلاق النار، وبعد اقتناعنا بأنه لن يتوانى في قتلنا إذا اقتربنا أكثر، سلكنا طرقاً ترابية، وقفلنا عائدين إلى نابلس، وكان يوماً لا ينسى».

ولحاجز حوارة العسكري الشهير جنوب نابلس، حيز كبير في حكايات المواطنين والسائقين، خصوصاً وأن هذا المكان يرتبط بالكثير من الرعب الذي يتسبب به المستوطنون، والإجراءات الاستفزازية هذه وغيرها، كفيلة بعرقلة حياة المواطنين، طلاباً كانوا أو موظفين، لا سيما وأن الكثير منهم يصل إلى جامعته أو عمله متأخراً، بصرف النظر عن موعد خروجه المبكّر.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق