- القيادة السعودية تُمارس نهجاً حكيماً يصب في مصلحة المملكة التي تضعها القيادة هناك فوق أي اعتبار
- اللقاء الروسي الأميركي بالرياض قد يفتح «باب تفاؤل» دولي لكنه يُحبط أوروبا وأوكرانيا
- ترامب يمتلك أفكاراً مختلفة وهو لا يدافع عن روسيا... بل عن مصلحة أميركا
- استضافة المملكة للمشاورات الروسية
- الأميركية خير دليل على ثقة روسيا وأميركا في القيادة السعودية
- القضية الفلسطينية معقّدة بسبب عوامل داخلية وخارجية... وندعم حق الفلسطينيين في الوجود على أرضهم
- هناك محاولات لتصفية القضية الفلسطينية ودفنها عبر سيناريوهات وهمية يُراد فرضها
كشف السفير الروسي لدى البلاد فلاديمير جيلتوف، عن انتهاء التدريبات العسكرية المشتركة بين قوات الحرس الوطني الروسي والقوات الخاصة الكويتية، هنا في الكويت، قبل نحو عشرة إيام، وأن بلاده تنتظر زيارة فريق «القوات الخاصة» الكويتي في الصيف المقبل، وذلك في تصريح له على هامش احتفال السفارة الروسية بعيد «المدافع عن الوطن» والذي يحتفل به الروس في 23 فبراير من كل عام.
وقال السفير جيلتوف إن التدريبات المشار إليها، تأتي في سياق الاتفاقية الروسية ـ الكويتية التي جرى التوقيع عليها العام الماضي، والمتعلقة بالتعاون العسكري الفني، مشدداً على أهمية التدريبات المشتركة، التي تصب في صالح الطرفين.
وعزّى السفير جيلتوف «الكويت أميراً وحكومة وشعباً، بوفاة العسكريين الاثنين اللذين استشهدا أثناء أداء الواجب في الحادث المأسوي، وندعو بالشفاء للمصابين»، وأعرب عن تفهمه لغياب ممثل الكويت العسكري في حفل السفارة الروسية، وقال: «أنا أعمل في المجال الدبلوماسي على مدار 3 عقود، ومثل هذه المواقف تحدث من فترة لأخرى، فالعمل العسكري دائما محفوف بالمخاطر».
تفاؤل أم إحباط
وقال السفير جيلتوف إن «اللقاء الروسي ـ الأميركي الذي احتضنته العاصمة السعودية أخيراً، قد يكون فتح باباً للتفاؤل الدولي بخصوص معالجة الصراعات الدائرة، لكن هذا التفاؤل ربما لم تشعر به أوروبا ولا شعرت به أوكرانيا، اعتقد أنهما يُعانيان من الاحباط، وهذا كان متوقعاً نظراً للعديد من اللاعبين الخارجيين في المعادلة الأوكرانية».
وأشار الى أن لدى الأطراف الخارجية المؤثرة على كييف، طموحات وأفكار حول كيفية اضعاف روسيا وإجبارها على التراجع، لكن مع القيادة الأميركية الجديدة الوضع سيختلف، موضحا ان الرئيس ترامب يمتلك أفكارا مختلفة، مشددا على ان ترامب لا يدافع عن روسيا بل يدافع عن مصلحة أميركا.
حكمة المملكة
إلى ذلك، قال السفير جيلتوف إن «القيادة السعودية تتسم بالحكمة، وما نقوله عنها تقوله أيضاً الدول الشريكة الأخرى»، لافتا الى «الضغوط العديدة التي تمارس على الدول التي لا تدعم الموقف الغربي في المسألة الاوكرانية، ولذلك فإن السعودية تمارس نهجاً حكيماً يصب في مصلحة المملكة، ذلك أن القيادة السعودية تضع مصلحة المملكة فوق أي اعتبار».
وبيّن أن العلاقات الروسية - السعودية «ليس فيها ما يمنع من الوصول إلى الأهداف المرجوة، ولعل الحديث بين الرئيس فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بخصوص استضافة السعودية للمشاورات الروسية - الأميركية، خير دليل على ثقة الطرفين الروسي والأميركي في القيادة السعودية».
وحدة الصف العربي
وعن تقييمه للتحركات والمبادرات الدبلوماسية العربية والخليجية، وبصفة خاصة الكويتية، في ما يتعلق بالأوضاع في سوريا وغزة، قال: «القضية الفلسطينية بالغة التعقيد، نظراً للعوامل الداخلية والتدخلات الخارجية، التي تحمل للأسف رغبة اكيدة لطرد وتشريد الفلسطينيين»، موضحا ان روسيا «تقف مع الشعب الفلسطيني وحقه في الوجود في أرضه»، مشيراً إلى «بعض الدول العربية المعنية بتحقيق السيناريو الذي تحاول ان تفرضه الأطراف الخارجية، لكن ما تم الإعلان عنه من مواقف القيادات العربية، خير دليل على أنه لا مجال للتراجع».
ولفت إلى أن روسيا «تتمنى وحدة الصف العربي، وان يكون هناك صوت عربي واحد، لرفض كل محاولات استبدال التسوية الحقيقية للقضية الفلسطينية بسيناريوهات وهمية يُراد فرضها لتصفية القضية الفلسطينية وتفريغها من محتواها ودفنها».
مؤتمر الخرطوم
وقال جيلتوف: «أتذكر مؤتمر القمة العربية الذي عُقد بالعاصمة السودانية الخرطوم في العام 1967، في أعقاب هزيمة يونيو، والشهير بـ(قمة اللاءات الثلاث)، وخرجت القمة بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاث: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض، قبل أن يعود الحق لأصحاب».
وشدّد على ضرورة توافر مثل هذه الرغبة الأكيدة، من جميع الأطراف العربية، مثلما حصل في مؤتمر الخرطوم، لإلغاء أي تسوية ظالمة للفلسطينيين، موضحا ان «العمل العربي المشترك، يُعوّل عليه كثيراً في هذه الظروف الدقيقة».
تسليم بشار الأسد
رداً على سؤال حول الموقف الذي ستتخذه روسيا، في حال طُلب منها تسليم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قال جيلتوف: «روسيا دولة مسؤولة، ولو اتخذ قرار فلا مفر من تنفيذه. وفي الحقيقة لا أريد أن أشير إلى بعض السوابق حول العالم، لكن تذكروا أن بعض القادة تم منحهم لجوءاً هم وعائلاتهم في بعض الدول، فهل تم تسليمهم وارجاعهم إلى وطنهم الأصلي؟ لذا أرجو أن تتفهموا ذلك، فلقد اتخذنا قراراً مسؤولاً ولا رجعة فيه».
باقون في سوريا
بسؤاله عما يتردد من أنباء، حول عزم روسيا إنهاء نقل قواتها إلى خارج سوريا وإنهاء وجودها هناك، قال جيلتوف: «حينما كنت سفيرا لبلدي في السودان، كنت أتلقى الكثير من الأسئلة عن مستقبل العلاقات الروسية - السودانية بعد ما حصل في ثورة 19 ديسمبر 2018، كانت إجابتي دوما بأن (نهر النيل يجري تحت جميع الأنظمة)، ولذلك فإن نهر الفرات أيضا سيجري تحت جميع الأنظمة، وعلى هذا الأساس مهما كان حجم التوترات الداخلية في سوريا، فإن روسيا ستظل موجودة، بفضل تعاطف الشعبين الروسي والسوري، بغض النظر عن الانتماءات السياسية».
وأضاف: «لدينا الكثير من المهاجرين السوريين في روسيا، الذين لم يدعموا السلطة السورية السابقة، بل هم هناك لأنهم كانوا يدرسون وحاليا يعملون في روسيا، والكثير منهم تجنس بالجنسية الروسية، ولذلك نقول إنه مهما كانت أجواء التوترات في سوريا، فإن روسيا موجودة وستبقى هناك».
الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة
في تقييمه للتخوّفات التي يطلقها البعض، حيال التوقعات بأن يؤدي تغيير النظام في سوريا الى عودة الجماعات الإرهابية إلى المنطقة، قال السفير الروسي: «يُقال إن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة، والانقلاب أو الإطاحة بالنظام دائما ما تكون نتائجه عكسية، ويؤدي إلى اضطرابات وحروب أهلية، وهناك نماذج كثيرة في المنطقة تؤكد هذا الكلام، ولعلي اقتطف مقولة للكاتب توماس كارلايل مفادها (كل الثورات يصنعها المثاليون، وينفذها المتعصبون، ويسرق الأوغاد ثمارها)».
0 تعليق