كانت جلسات مناسبات العشاء عنده أشبه بدورة مكثفة في إدارة العلاقات العامة والاقتصاد، يختار فيها ضيوفه بعناية ويعدهم للموضوع الذي سيناقش في جو أكثر من رائع للضيافة والكرم والحفاوة. كان رجلاً وفياً وأصيلاً ونبيلاً وجميل الطباع والمعشر، سريع البديهة وخفيف الظل وقارئاً نهماً ومحللاً محترماً للأحداث.
هو سليل أسرة تجارية عريقة، اهتم بالعلم والتعلم والتثقيف والتطوير، كان يجوب العالم بحثاً عن الأفكار الجديدة والمميزة ويعتبر أن السعي المستمر للتطور هو الطريقة الوحيدة لإعطاء الحياة معنى استثنائياً لها.
كان يمنح الرأي السديد والمشورة الصائبة لكل من يقصده، وتبلور ذلك بشكل عظيم وجلي في أدواره اللافتة والمهمة كعضو نافذ وفعّال في مجالس إدارات مؤثرة للغاية.
أخبار ذات صلة
تعب نفسياً في السنوات الأخيرة لأن المرض الثقيل حرمه من متعته الكبيرة في تواصله مع محبيه وأصدقائه بالشكل الدوري الذي اعتاد عليه، وكان دوماً النجم الساطع والمتألق فيه. وأدرك بهدوء أنه في محطته الأخيرة، وأن هذا الذي يمر فيه إنما هو الوداع الطويل مع بقائه المستمر على روح قتالية وروح إيجابية متفائلة لرفع معنويات من حوله.
والناس هم شهود الله على الأرض، وكان ذلك جلياً في مشاهد الجنازة المهيبة التي جمعت أعداداً من محبيه على عجالة، وتلاها الأعداد الهائلة من المعزين في أيام العزاء الثلاثة كدلالة عفوية وصادقة على مكانة الراحل الكبيرة في قلوب محبيه. كل من عرفه سيفتقده وكل من سمع عنه سيترحم عليه. رحم الله محمد بن زقر رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
0 تعليق