مساحة للوقت
"زهيرية الحدادي" التي كتبها النهام المرحوم العم حمد بن فهد بن حسين، رحمه الله، وكانت ترد على ملك العراق غازي، آنذاك، لمطالبته بالكويت.
تقول الزهيرية في بدايتها:
"الكويت دار الصباح من الولي مكتوب
من دور آدم وهي لشيوخنا مكتوب
هبيل ياللي تبي الكويت وتطالب
غادي ضحى هبيل الرأي وتطالب
هذي عليها محمد النبي طالب
في حكم شيخ تملك بالعرش مكتوب"
هذه الأبيات التي أحياها قبل أيام سمو الشيخ محمد الصباح مع النهام المبدع خالد بن حسين، على جسر الشيخ جابر باليوم الرياضي، أعادت فينا روح التضحية والفداء للكويت، الوطن الذي افتداه أهله منذ عهد النشأة والتأسيس في مبايعة الشيخ صباح بن جابر الأول عام 1756.
وتؤكد زهيرية المرحوم العم حمد بن حسين هذا الولاء العميق في ضمير وقلوب أهل الكويت جميعاً، بكل معانيها وكلماتها الطيبة النبيلة، ومدى تمسك شعب الكويت الوفي بحكم الصباح الشرعي.
لقد كانت مفاجأة لقاء الشيخ محمد الصباح بالنهام خالد بن حسين لإحياء تلك الزهيرية الوطنية، بكل معانيها، رسالة واضحة لقيمة فن "الحدادي" في تعزيز الحب والولاء الصادق من شعب الكويت لأسرة الحكم الكريمة، عبر التاريخ، وتمسكهم بالولاء المخلص لحكامهم عبر الأجيال التي تعاقبت على الكويت من حكام أو محكومين، ليؤكد هذا الشطر من الزهيرية ذلك:
"في حكم شيخ تملك بالعرش مكتوب".
من هنا، نقول ونؤكد، بل نثني على ما قاله النهام المرحوم العم حمد بن فهد بن حسين، ونثبته في قلوبنا وضمائرنا، بل ونتمسك به حتى آخر رمق بأرواحنا جيلاً بعد جيل.
نعم، كلنا نردد:
"الكويت دار الصباح من الولي مكتوب
من دور آدم وهي لشيوخنا مكتوب".
ونقول إن أبيات هذه الزهيرية يجب أن تُكتب بماء الذهب، وتحفظ وتُردد، لأنها تعبر عن الروح الوطنية الصادقة. وعلى الإعلام الرسمي، وكل الجهات الإعلامية تبني هذه الأبيات الخالدة، وتوظيفها عبر وسائل الإعلام والتواصل المختلفة، لترسيخها في فكر وضمائر أجيالنا الحاضرة والقادمة، كما أراد لها من كتبها، وتغنى بها بأسلوب "تنزلية"، وهو فن حدادي بارع يتردد، ويحفظه كل المتمسكين بفنون البحر الأصيل، تراث الأجداد والآباء.
لقد أبدعت، يا سمو الشيخ محمد، وأبدع الفنان خالد في تلك الوقفة الوطنية، باختيار هذه الزهيرية الرائعة، التي تتناسب أبياتها مع هذه الأيام المجيدة،خصوصا يومي التحرير والاستقلال.
حفظ الله قيادتنا الحكيمة، وأمير العزم والحزم، سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح، وسمو ولي عهده الأمين، وحفظ الله الكويت وشعبها الوفي من كل مكروه وسوء.
والحمد لله واللهم ارحم شهداءنا الأبرار، وعجل بالفرج عن رفات شهدائنا الأسرى في العراق. اللهم آمين، يا رب.
كاتب كويتي
0 تعليق