ثقافة وفنون
0

❖ أجرى الحوار: طه عبدالرحمن
■ الفعاليات تعزز المشتركات الثقافية بين البلدين
■ أسبوعنا الثقافي تميز بتنوع فعالياته وحقق أصداء إيجابية
■ قدمنا تجربة ثقافية متكاملة ومتنوعة في درب الساعي
■ قدمنا 60 ورشة عمل وعروضاً موسيقية وفنية متنوعة
■ فعالياتنا في الدوحة مساحة للحوار الثقافي والتبادل المعرفي
حفل الأسبوع الثقافي الإيراني في قطر بالعديد من الفعاليات الثقافية والتراثية والفنية، التي تعكس عراقة الثقافة الإيرانية، فضلاً عما جسده إقامة الأسبوع الثقافي في قطر من عمق العلاقات الثقافية بين قطر وإيران.
ومع حصاد الأسبوع الثقافي الإيراني، الذي اختتم فعالياته أمس في درب الساعي، التقت الشرق، الدكتور علي بختياري ، مدير المركز الثقافي الإيراني في الدوحة، والذي تحدث عن أصداء إقامة أسبوع للثقافة الإيرانية في الدوحة، وانعكاساته على مستوى العلاقات الثقافية بين البلدين.
ووصف د. بختياري حجم التفاعل مع الأسبوع الإيراني في قطر بأنه يعكس اهتمام الجمهور القطري بالثقافات المتنوعة، وأنه كان مساحة للحوار الثقافي والتبادل المعرفي، معرباً عن تطلعه إلى تكراره بمزيد من الزخم والإبداع في الأعوام القادمة، وتالياً تفاصيل ما دار:
• ماذا عن طبيعة ونوعية الفعاليات التي شملها الأسبوع الثقافي الإيراني في قطر؟
بداية أود أن أعبر عن سعادتي العميقة بإقامة الأسبوع الثقافي الإيراني في دولة قطر الشقيقة، التي تجمعنا بها روابط تاريخية وثقافية وطيدة، فهذا الحدث ليس مجرد فعالية ثقافية، بل هو نافذة تعكس جماليات الحضارة الإيرانية الإسلامية بكل أبعادها الفنية والتراثية.
وفي هذا الأسبوع، سعينا لتقديم تجربة ثقافية متكاملة ومتنوعة، شملت عروضاً موسيقية تراثية، وورشاً فنية مباشرة، ومعارض للصناعات اليدوية الأصيلة، إلى جانب عرض تقاليد وطقوس ثقافية من مختلف المحافظات الإيرانية، كما كان للجانب الاجتماعي حضور بارز، حيث خصصت مساحة خاصة لأنشطة المرأة والأسرة، وشهدنا مشاركة متميزة لنساء إيرانيات قدمن أعمالاً إبداعية منوعة.
بالإضافة إلى ذلك، حظي الزوار بفرصة تذوق الأطباق الإيرانية الشهيرة، التي أضفت لمسة من النكهة والدفء على أجواء الأسبوع الثقافي.
- مشتركات ثقافية
• وإلى أي حد أبرز الأسبوع الثقافي الإيراني في الدوحة، مشتركات الثقافة القطرية- الإيرانية؟
الحقیقة، أنه يمكننا أن نلاحظ وجود العديد من المشتركات الثقافية خاصة بين المناطق الجنوبية في إيران مثل هرمزغان وبوشهر، وثقافة قطر المحلية، فالعلاقات التاريخية بين هذه المناطق تتجسد في العديد من الأبعاد، بما في ذلك أسلوب الحياة البحري، والموسيقى التقليدية، والملابس المحلية والعادات الاجتماعية وهو ما شكل أساساً لوجود هذه الروابط المتينة.
ولهذا، فإن الفعاليات التي قُدمت في هذا الأسبوع كانت عروضاً موسيقية تراثية مثل موسيقى بندرية وحفل «حنابندان» التقليدي من بندر عباس التي نقلت الأجواء الساحلية الجنوبية لإيران إلى الدوحة، مما خلق حالة من الارتباط الثقافي بين الشعبين.
• وما توصيفكم، لمدى حضور المبدعين الإيرانيين من أبناء الجالية المقيمين في الدوحة، مع الفعاليات الإيرانية في درب الساعي؟
كان هناك حضور فعال للعديد من الفنانين والمبدعين للجالية الإيرانية في قطر، خصوصاً من شیراز وهرمزغان وسيستان وبلوشستان، فهؤلاء الفنانون والناشطون أسهموا بشكل كبير في إثراء هذا الحدث، من خلال مشاركتهم في الفعاليات الحية التي أضفت أجواء من الحماس والفرح.
وعلاوة على ذلك، كان هناك أيضاً أكثر من 60 فناناً إيرانياً من مجالات متنوعة، شاركوا في هذا الحدث، مقدمين أعمالاً في فنون الخط، التذهيب، النحت، الحفر على الخشب، السجاد الإيراني، الرسم، وصناعة المجوهرات، كما أن بعض العادات والتقاليد الإيرانية الأصيلة، مثل مأدبة هفت سين النوروزية، ومراسم يلداء، وحلقات قراءة الشعر الفارسي شكلت جزءاً مهماً من الفعاليات.
- تفاعل جماهيري
• وما توصيفكم لمدى تفاعل الجمهور مع فعاليات الأسبوع الثقافي الإيراني؟
أنا أرى أن التفاعل كان استثنائيا، فلقد رأينا استقبالاً من الجمهور القطري والمقيمين، الذين تفاعلوا بحب واهتمام مع مختلف الفعاليات، ورغم برودة الطقس، فقد كان الإقبال مذهلاً وهو ما يعكس شغف الجمهور القطري بالفنون والثقافات العالمية.
الأمر اللافت أن التفاعل لم يكن مجرد حضور، بل كان مشاركة نشطة، سواء من خلال التفاعل مع الفنانين والحرفيين، أو عبر توثيق الفعاليات على وسائل التواصل الاجتماعي. كما لمسنا اهتماما خاصا من الإعلام القطري، الذي واكب الحدث بتغطيات مميزة تعكس تقديره للجهود المبذولة في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.
وبطبيعة الحال، كان للأجواء الموسيقية الحية، وعروض الفلكلور، وتجربة الطعام الإيراني دور كبير في خلق بيئة دافئة وجاذبة للجمهور.
- تعزيز التقارب
• وبرأيكم، إلى ماذا تؤشر فعاليات الأسبوع الثقافي الإيراني في قطر؟
فعاليات الأسبوع الثقافي الإيراني في قطر تؤكد على حقيقة واحدة، هي أن الثقافة جسر يجمع الشعوب ويعزز من التقارب والتفاهم المتبادل، فهذا الحدث، بكل ما احتواه من فنون وتراث ومعارف يعكس العمق الحضاري لإيران، لكنه في الوقت ذاته يؤكد على الانفتاح الثقافي بين الدوحة وطهران، وعلى الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الثقافي.
كما أن حجم التفاعل يعكس اهتمام الجمهور القطري بالثقافات المتنوعة، ويؤكد أن الفعاليات الثقافية ذات الطابع التفاعلي تترك أثراً أعمق لدى المتلقي، وهذا يشجعنا على الاستمرار في تقديم برامج ثقافية مماثلة في المستقبل لتعزيز هذا التواصل الإيجابي بين البلدين الشقيقين.
الحدث أيضا يأتي في سياق الجهود المستمرة لتعزيز التبادل الثقافي بين إيران ودول المنطقة، خاصة أن قطر شهدت خلال هذا العام أسابيع ثقافية لدول أخرى مثل مصر والعراق والسعودية. لكن ما ميز الأسبوع الثقافي الإيراني هو تنوع الفعاليات، حيث شهد تقديم أكثر من 60 ورشة عمل، وعروض موسيقية وفنية متنوعة، مما جعله من أبرز الفعاليات الثقافية التي احتضنتها الدوحة مؤخرا.
ويمكننا القول إن الأسبوع الثقافي الإيراني في قطر لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان مساحة للحوار الثقافي والتبادل المعرفي وهو ما نشعر بالفخر تجاهه ونتطلع إلى تكراره بمزيد من الزخم والإبداع في الأعوام القادمة.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق