تسعى شركة "إكس إيه آي" التابعة لإيلون ماسك إلى تمييز نموذج الذكاء الاصطناعي "غروك 3" عن منافسيه عبر تقديم محتوى جريء وموجه للبالغين، في محاولة لجذب المستخدمين وتعزيز التفاعل.

النموذج الجديد، الذي أُطلق هذا الشهر، ينافس "أوبن إيه آي" و"غوغل" و"أنثروبيك" من حيث الأداء، لكنه يتميز بضوابط أقل تشدداً، ضمن رؤية ماسك لـ"ذكاء اصطناعي يسعى للحقيقة الكاملة".

"إكس إيه آي" أضافت ميزة المحادثة الصوتية مع شخصيات معدة مسبقاً، بينها "رومانسية" و"مثيرة" و"جامحة"، مع تصنيف الشخصيتين الأخيرتين "للكبار فقط". هذا النهج يختلف عن "أوبن إيه آي" التي تتجنب المحتوى المخصص للبالغين.

المقربون من "إكس إي آي" أكدوا أن ماسك يرى في هذا المحتوى فرصة لتحقيق أرباح، عبر تقديم تجربة فريدة مقارنة بالآخرين.

وأشاروا إلى أن "غروك" بدأ كنموذج مساعد ومرشد، لكنه تحول إلى أداة ذات طابع حميمي مثير للجدل.

"غروك" متاح كتطبيق مستقل أو عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، وقد شهد التطبيق زيادة كبيرة في التنزيلات والاستخدام عقب إطلاق "غروك 3".

ويعتمد النموذج على بيانات "إكس" في تدريبه، بينما يحصل المشتركون المميزون على ميزات أكثر تطوراً.

نهج "إكس" في السماح بالمحتوى الإباحي يتوافق مع توجه "غروك"، لكن هذا أثار مخاوف بشأن سلامة الأطفال، حيث أن التطبيق نفسه مصنف لعمر 12+ في متاجر التطبيقات.

ومع ذلك، يمكن للمستخدمين الوصول إلى الشخصيات الصوتية المخصصة للبالغين (18+) دون تحقق فعلي من العمر. ورغم أن شروط الخدمة تنص على أن التطبيق غير موجه للأطفال تحت 13 عاماً، وتُلزم أولياء الأمور بالموافقة والمراقبة للمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، إلا أن التطبيق عملياً لا يطبق إجراءات تحقق عمر صارمة، ما يثير قلقاً متزايداً لدى الخبراء.

إلى جانب ذلك، سلطت دراسة حديثة من جامعة سيدني الضوء على تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في العلاقات العاطفية والحميمية، ما يثير مخاوف أخلاقية وتنظيمية. الخبراء يحذرون من أن مثل هذه الرفقة الرقمية قد تؤدي إلى الإدمان والعزلة الاجتماعية.

"غروك 3" واجه أيضاً انتقادات بعد الكشف عن تعليمات لتجاهل مصادر تشير إلى أن ماسك أو ترامب ينشران معلومات مضللة، وهو ما اعتذرت عنه الشركة وألقت اللوم فيه على موظف سابق.