تطورات الأحداث في المنطقة سيطرت على معظم مناقشات جلسات منتدى الدوحة في يومه الأخير بالإضافة إلى التحديات التي تواجه النظام الدولي، في ظل فشله في مواجهة الكثير من الأزمات والصراعات والتحديات الإقليمية والدولية. وشددت الجلسات على ضرورة وجود مقاربات جديدة وإتاحة الفرصة أمام أطراف فاعلة أخرى لتعزيز قوة النظام العالمي. كما ناقش منتدى الدوحة، ديناميكيات التنافس بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على الأمن الإقليمي وأوجه الاستقرار في المنطقة العربية وبقية أقاليم العالم.
وركز المشاركون على عوامل التنافس بين الدولتين في المنطقة والعالم، مشيرين إلى أن الجوانب السلبية تكمن في عدم اليقين وتسارع التنافس ما يزيد من حدة الاستقطاب بين الطرفين، كما أنه إذا اتجه الطرفان للتعاون سيمضي الأمر بشكل أفضل وخلق علاقات طبيعية تقوم على المصالح المشتركة.
وناقش المشاركون التحديات المشتركة في منطقة المحيط الهادئ وأوكرانيا وسوريا وقضايا التكنولوجيا والمناخ وتأثيرها على الأمن الإقليمي وأوجه عدم الاستقرار في المنطقة.
وحول تأثير انتخاب الرئيس دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة وعلاقاته مع الصين، أشار متحدثون إلى أن النتيجة ستكون نفسها والتعامل ذاته مهما تغيرت الإدارة الأمريكية والنتائج لن تتغير، مرجحين استمرار التنافس، لكنهم في الوقت ذاته أكدوا على أنه إذا اتجه الطرفان للتعاون سيمضي الأمر بشكل أفضل وسينعكس إيجابا على المنطقة والعالم.
على جانب آخر دعا خبراء ومتخصصون في مجال الذكاء الاصطناعي، للتفكير في كيفية تحويل هذه التقنية إلى أداة تخدم الإنسانية جمعاء، مع التركيز على سد الفجوة الرقمية، ومكافحة الجرائم الإلكترونية، ووضع قواعد تنظيمية تضمن الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا.
وفي سياق الحديث عن المنافسة بين الدول الكبرى، قارن المتحدثون بين سباق الذكاء الاصطناعي والسباق على تطوير الأسلحة النووية بعد الحرب العالمية الثانية، فأشاروا إلى أن المجتمع الدولي نجح، ولو بشكل نسبي، في وضع معاهدات تحد من انتشار الأسلحة النووية، مما قد يشكل نموذجا يحتذى به في التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
مسؤول أممي يدعو إلى الالتزام
بتطبيق اتفاقيات جنيف
أكد سعادة السيد فيليمون يانغ رئيس الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أهمية تطبيق القانون الدولي الإنساني والمحافظة عليه في عالم تسوده الصراعات، وذلك لأجل حماية الأرواح والكرامة الإنسانية.
ودعا سعادته خلال جلسة نقاشية، بعنوان «اتخاذ الموقف: تعزيز القانون الدولي الإنساني والمساءلة»، إلى الالتزام أيضا باتفاقيات جنيف 1949، وقد تم وضعها أساسا للقانون الدولي الإنساني، الذي يضم منذ ذلك الوقت العديد من المعاهدات والبروتوكولات التي تنظم المعاملة وتصون الكرامة وقت الحروب.
وقال إن العالم يشهد اليوم 129 نزاعا مسلحا، تصاحبها انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى تضاعف عدد النساء اللائي تم قتلهن أثناء النزاعات، وكذا الأطفال، مع تدمير للمرافق والبنى التحتية.
واستشهد في هذا الخصوص بجملة من النزاعات والحروب التي تنتهك القانون الدولي الإنساني في عدد من الدول والمناطق حول العالم دون مراعاة للقواعد والقوانين ذات الصلة، والتي من بينها ما جرى ويحدث في قطاع غزة، حيث تم استهداف حتى عمال الإغاثة أنفسهم.
ودعا رئيس الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى الالتزام بحماية المدنيين أثناء النزاعات وتطبيق المعاهدات والامتثال لها، وتعزيز الآليات التي تمنع حدوث انتهاكات، ومحاسبة مرتكبيها ومنع إفلاتهم من العقاب، وكذا تعزيز وعي الناس بكل ذلك لأجل الحفاظ على الكرامة الإنسانية.
رئيس ناميبيا يؤكد أهمية تعزيز سلطة القانون الدولي الإنساني
وأكد فخامة الدكتور نانغولو مبومبا رئيس جمهورية ناميبيا، ضرورة تعزيز سلطة القانون الدولي الإنساني وتطبيق الأحكام ذات الصلة لحماية المدنيين ومساءلة المجرمين.
وتطرق فخامته في جلسة نقاشية بعنوان «اتخاذ الموقف: تعزيز القانون الدولي الإنساني والمساءلة»، إلى إفرازات انتهاك القانون الدولي الإنساني، والفظائع التي ترتكب ضد الأبرياء في عدد من الدول رغم وجود المؤسسات والقوانين التي تمنع ذلك.
وقال إن ما يجري في غزة أمر محزن للغاية، وإن منطقة الشرق الأوسط هي مهد للأديان، لكنه بين أنه لا يوجد أي دين يسمح بمثل هذه الانتهاكات وحماية المجرمين، مشددا على إيقاف جريمة قتل البشر في أي مكان.
كما نوه فخامته بتدخلات الأمم المتحدة في مناطق النزاعات لإنقاذ الأرواح، وأكد على العمل الجماعي لأجل عالم يسوده السلام والاستقرار، وتنمية وبناء مجتمعات متطورة ومزدهرة.
0 تعليق