في خطوة تعكس التزام وزارة الصحة بتطوير الخدمات الصحية وفق أسس علمية متقدمة، دشّن وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي أعمال مشروع تقييم التكنولوجيا الصحية، أحد المشاريع الإستراتيجية المدرجة ضمن خطة التنمية الوطنية.
جاء ذلك خلال افتتاحه ورشة اقتصاديات الصحة للقيادات الصحية، التي تُعد الانطلاقة الأولى للمشروع، بحضور الوكيل المساعد لشؤون الخدمات الصحية الخارجية ومدير مشروع تقييم التكنولوجيا الصحية، الدكتور هشام كلندر، إلى جانب نخبة من القيادات التنفيذية في الوزارة والمتخصصين في المجالات الطبية والصيدلانية والهندسية.
استهدفت الورشة، التي تستمر على مدار ثلاثة أيام، تدريب وتأهيل 50 مشاركًا من مديري الإدارات وممثلي الأقسام الطبية التخصصية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين والصيادلة والعاملين في مجالات الهندسة الطبية والمختبرات. وتهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية تقييم التكنولوجيا الصحية كمنهجية علمية تُسهم في اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة، بما يحقق أعلى مستويات الكفاءة والجودة في القطاع الصحي.
تأتي هذه الورشة ضمن تعاون إستراتيجي بين وزارة الصحة ومؤسسة سيريون الشرق الأوسط، المتخصصة في اقتصاديات الصحة والاستشارات الداعمة للأنظمة الصحية. وقد حاضر فيها البروفيسور زولتان كالو، أستاذ اقتصاديات الصحة في جامعة سيميلويس بالمجر والرئيس التنفيذي لسيريون العالمية، حيث قدّم رؤى متقدمة حول آليات تقييم التكنولوجيا الصحية، وتأثيرها في تحسين الخدمات الصحية وضمان استدامتها.
من جانبه، أكد الدكتور هشام كلندر أن المشروع يمثل محطة محورية في تطوير المنظومة الصحية بالكويت، حيث يهدف إلى إجراء تقييم شامل ومحايد للأدوية، الأجهزة الطبية، والإجراءات التشخيصية والعلاجية، لضمان اختيار التقنيات الأكثر كفاءة وجودة، والتي تُسهم في تحقيق قيمة مضافة للمرضى والمنظومة الصحية على حد سواء. كما يساهم المشروع في تحسين كفاءة توزيع الموارد الصحية، من خلال توجيهها نحو التقنيات الأكثر فاعلية، مما يعزز استدامة النظام الصحي ويضمن تقديم خدمات طبية تتوافق مع أحدث المعايير العالمية.
وأشار كلندر إلى أن هذا التقييم العلمي سيُسهم أيضًا في دعم عملية صنع القرار الصحي، عبر تزويد صناع القرار بالمعلومات والأدلة اللازمة لاعتماد سياسات صحية ذكية ومستدامة. كما أنه يُمكّن المنظومة الصحية من امتلاك أدوات فعّالة للتفاوض حول أسعار التقنيات الصحية وتمويلها، مما يعزز فرص الحصول على أفضل العلاجات بأسعار عادلة، ويضمن استمرارية توفيرها للمرضى دون انقطاع.
يُعرف تقييم التكنولوجيا الصحية (HTA) بأنه عملية علمية منهجية، تهدف إلى مقارنة التكاليف والنتائج لمختلف التدخلات الطبية، من خلال تقييم شامل لخصائص وتأثيرات التقنيات الصحية على المدى القصير والطويل. ويُستخدم هذا التقييم في اختيار أفضل الحلول من حيث الجودة والتكلفة، سواء في مجالات الأدوية، الأجهزة الطبية، اللقاحات، أو الإجراءات والخدمات الصحية، بما يُسهم في تحقيق الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الصحية وتعزيز استدامتها.
كما يُعتبر المشروع أداة استراتيجية لمواجهة تحديات النظام الصحي، من خلال الحد من الهدر في استخدام التكنولوجيا الصحية، وتحقيق أعلى درجات الكفاءة والجودة، مما ينعكس إيجابيًا على صحة المجتمع ويعزّز استدامة الرعاية الصحية في الكويت.
ويستهدف المشروع ما يلي:
-تقييم شامل ومحايد للأدوية والتقنيات الطبية.
-تحسين كفاءة توزيع الموارد لضمان استدامة الخدمات.
-تعزيز الحوكمة والشفافية ودعم اتخاذ القرار الصحي المبني على الأدلة.
-تحفيز الابتكار والتطوير في التكنولوجيا الصحية.
-تقديم رعاية صحية مستدامة، وضمان استخدام أمثل للموارد وفق أعلى المعايير العالمية.
0 تعليق