أطباء لـ "الشرق": رمضان يقوي مناعة الصائمين ضد الضغوط النفسية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

يخفف من الاضطرابات البسيطة والمتوسطة..
05 مارس 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ هديل صابر

أكدت دراسات علمية أن الصيام يخفف من حدة أعراض نوبات الهلع والقلق التي قد تظهر على بعض الاشخاص، كما يضبط الحالة الدينية لدى الأفراد، حيث إن أداء العبادات وقيام الليل خلال شهر رمضان المبارك يشعر الصائمين بالراحة النفسية لمن أدرك مشروعية الصيام، وذلك لأن الصيام يقوي مناعة الصائمين ضد الضغوطات النفسية نتيجة مشاق الحياة وصعوباته.

ورأى عدد من الأطباء والاختصاصيين النفسيين الذين استطلعت «ء» آراءهم أن الصيام ذو فوائد نفسية على الفرد لا تحصى؛ أهمها أنه يحد من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق؛ فهو يحفز ويولد القدرة على تحمل ضغوطات الحياة ومواجهتها مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي، إلا أن هناك بعض الحالات الرضية الحادة تتطلب المتابعة والمراقبة المستمرة لاسيما غير المستقرة.

    - السهر عدو الصحة النفسية

نصح الدكتور حسان الصواف –استشاري أمراض تنفسية وعناية مشددة- الصائمين للتمتع بصحة نفسية جيدة بالحفاظ على ساعات النوم، لافتا إلى أنه وللأسف اضطرابات النوم تتضاعف في رمضان، بسبب العادات الخاطئة المتبعة في المجتمعات العربية فالكثير من الأشخاص يسهرون لساعات متأخرة قد تصل إلى ما بعد صلاة الفجر، مما يقلل من ساعات النوم المطلوبة، وبالتالي يؤثر الأمر على واجباته كالعمل أو الدراسة إن كان طالبا، لذا يجب على الشخص أن يحافظ على ساعات النوم، فالنوم مبكرا بعد صلاة التراويح والاستيقاظ للسحور والعودة للنوم بعد صلاة الفجر، وخاصة لمن يعانون من اضطرابات في النوم، محملا العادات المجتمعية في الدول العربية المسؤولية، فالصيام يحسن الصحة النفسية مع عدد ساعات نوم كافية.

    - تجربة صحية متوازنة

قال الدكتور خالد المهندي-استشاري نفسي-، «إن الصيام يعد فرصة لتعزيز الصحة النفسية، لكنه قد يشكل تحديًا لبعض الفئات، مما يجعل التخطيط المسبق والاستشارة الطبية أمرًا ضروريًا لضمان تجربة صحية متوازنة، كما يعد الصيام تجربة روحانية وصحية تحمل تأثيرات إيجابية على الصحة النفسية، حيث تشير الدراسات إلى دوره في تحسين المزاج وتقليل التوتر، مع تعزيز وظائف الدماغ.

ومع ذلك، قد يواجه بعض الأفراد، خاصة من يعانون اضطرابات نفسية مزمنة، تحديات تتطلب مراعاة خاصة مثل مرضى الاكتئاب الحاد، مرضى اضطراب القلق العام واضطراب الهلع، و مرضى اضطراب ثنائي القطب والفصام، ومرضى اضطرابات الأكل، لذا من المهم متابعتهم مراقبتهم.

وأضاف الدكتور المهندي قائلا «إن الصيام يسهم في تعزيز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين، مما يساعد في تقليل القلق والاكتئاب، إلى جانب خفض مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، يحفز الصيام إنتاج البروتينات العصبية المسؤولة عن نمو الخلايا الدماغية، مما يعزز الذاكرة والانتباه، بالإضافة إلى دوره في تنشيط عملية «الالتهام الذاتي»، التي تساعد في تنظيف الجسم من الخلايا التالفة، كما يمنح الصيام الفرصة لتدريب النفس على ضبط السلوكيات والحد من الاندفاعية، كما يزيد من الوعي الذاتي ويساعد في تقليل مشاعر الغضب والتوتر».

    - فرصة لتعديل سلوك المراهق

بدوره، أكد محمد كمال - باحث وأخصائي علم النفس الاجتماعي- أهمية الصيام لكافة الفئات، مشددا على أهميته للمراهقين على وجه الخصوص لقدرة الصيام على تحسين الصحة البدنية والنفسية والروحية لدى المراهق، داعيا الأسر إلى تعديل الصورة النمطية عن شهر رمضان بأنه مرهق ويضاعف من عصبية الأشخاص، ومدعاة للكسل، وذلك من خلال تعديل هذه الأفكار المغلوطة عن رمضان بالأدلة التاريخية والعقائدية لتعديل التشوهات المعرفية المرتبطة برمضان، كالحديث عن الفتوحات الإسلامية التي وقعت في رمضان وكيف حارب وقاتل المسلمون بل وحققوا انتصارات، للتأكيد أن رمضان شهر النشاط والحيوية وليس العكس.

كما، رأى الدكتور أحمد سعيد - طبيب طوارئ- أن فهم مشروعية الصيام يؤثر إيجابا على الصحة النفسية والجسدية للصائم، إلا أن البعض يعتقد أن شهر رمضان هو بمثابة فرصة لتعزيز السلوكيات والعادات غير الصحية كالأكل بكميات كبيرة، السهر وبالتالي عدم القدرة على ممارسة دوره في المجتمع سواء كان طالبا أو موظفا، لذا تغيير الصورة النمطية عن الصيام تسهم في الاستفادة منه.

وتابع الدكتور أحمد سعيد قائلا «إن للصيام مزايا عدة، كخفض معدلات ضغط الدم، كما أنه يحفز الهرمونات المسؤولة عن تحسين الحالة النفسية، كما أنه يضاعف من التركيز ويخفض نسب التوتر ومن نسب الإصابة بالأمراض العصبية، ورغم أن الأمر لم يثبت علميا إلا أنه مثبت عمليا وبالملاحظة».

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق