محليات
0
تزايد الإقبال على مساجد الزيتونة وعقبة بن نافع..
❖ الدوحة - الشرق
مع اقتراب هلال رمضان، تتزين تونس بحلة روحانية تفيض بالسكينة والبهجة، حيث تبدأ الاستعدادات لهذا الشهر الفضيل قبل حلوله بأيام. يحرص التونسيون على تنظيف منازلهم وتزيينها بالمصابيح والأضواء الملونة، فتغدو الشوارع والمنازل كأنها تستقبل ضيفًا عزيزًا يحمل معه البركة والرحمة.
وتنطلق احتفالات التونسيين بشهر رمضان منذ الليلة التي تسبق دخول هذا الشهر، ويسمي الشعب التونسي اليوم الذي يسبق شهر رمضان «يوم القرش»، وهو يوم يتم فيه دعوة الأقارب والأصدقاء والجيران على سفرة الغداء أو العشاء للمرة الأخيرة قبل دخول شهر الصيام.
فمع اقتراب شهر رمضان، تنظم بعض العائلات سهرة دينية تعرف «بالسلامية» وهي حفلة دينية على الطريقة الصوفية، تردد فيها الترانيم والأدعية، ويستدعى الجيران والأقارب والأصدقاء لحضور هذا الحفل للمشاركة في الذكر وترديد الأدعية.
ويحتل شهر رمضان مكانة عميقة في قلوب التونسيين، إذ تمتلئ المساجد بالمصلين الذين يتوافدون بكثافة لأداء الشعائر الدينية، تغمرهم مشاعر الإيمان والتقوى. فمنذ اللحظات الأولى من الشهر، يعيش التونسيون أجواء مفعمة بالحيوية، حيث تتحول ليالي رمضان إلى فسحة روحية لا تُضاهى، تتجسد في صلاة التراويح ومجالس الذكر وحلقات الوعظ التي تنعقد في المساجد والزوايا.
ولا يقتصر الاهتمام بالشعائر الدينية على الصلاة فحسب، بل يشمل كذلك تنظيم مسابقات لحفظ وتلاوة القرآن الكريم، حيث تتولى السلطات التونسية تنظيم أكثر من 400 مسابقة قرآنية في مختلف أنحاء البلاد. وتُعدّ المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم من أبرز هذه الفعاليات، إذ تستقطب مشاركين من أكثر من 15 دولة عربية وإسلامية، ويتوج الفائز فيها بجائزة رئيس الجمهورية الدولية للدراسات الإسلامية، التي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار.
وتحظى المساجد العريقة مثل جامع الزيتونة في العاصمة وجامع عقبة بن نافع في القيروان باهتمام خاص خلال رمضان، إذ تتحول إلى قبلة للمصلين والزوار من داخل تونس وخارجها، خاصة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل. وتبلغ الأجواء الروحانية ذروتها في ليلة السابع والعشرين من رمضان، حين تختتم تلاوة القرآن وسط مشاعر إيمانية خاشعة.
- مائدة بنكهة التراث التونسي
لا يكتمل رمضان في تونس دون أطباقه التقليدية التي تعبق برائحة التراث وتروي قصص الأجداد. فالكسكسي، الذي يُعد سيد المائدة الرمضانية، يُحضّر بحبوب الكسكس المطهوة على البخار مع اللحم والخضراوات، ويُقدَّم مع صلصة الطماطم المتبّلة ببهارات تونسية أصيلة. إلى جانبه، تأتي «الشربة»، ذلك الحساء الغني بالمكونات الغذائية من لحم وخضراوات وتوابل، ليشكل طبقًا رئيسيًا على مائدة الإفطار.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق