
صورة تذكارية للقادة العرب في ختام قمتهم الاستثنائية بشأن غزة في القاهرة ليل أول من أمس (أب)
اجتماع استثنائي لوزراء خارجية "التعاون الإسلامي" غداً... ونتنياهو يهدد بالعودة إلى الحرب ويزعم تغيير المنطقة
غزة، القاهرة، عواصم - وكالات: فيما رحب العالم بالخطة العربية لإعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة في القاهرة أول من أمس، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل رفضهما الخطة العربية، وأكدتا دعمهما لرؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تقوم على تهجير الفلسطينيين من القطاع، وبينما تفادى ترامب في خطابه أمام الكونغرس الخوض في تفاصيل الملف الفلسطيني وغزة أمس، مكتفيا بالقول إنه عازم على إعادة الأسرى وإحلال السلام في الشرق الأوسط، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بريان هيوز إن المقترح العربي يتجاهل حقيقة أن غزة غير قابلة للعيش حالياً، وأن الفلسطينيين لا يمكنهم العيش بشكل إنساني في منطقة مليئة بالأنقاض والذخائر غير المنفجرة، مضيفا "نحن ندعم رؤية الرئيس دونالد ترامب لإعادة إعمار غزة خالية من حماس"، إلا أنه ذكر أن المحادثات بشأن ذلك ما زالت مستمرة، دون تفاصيل إضافية.
من جانبها، أعلنت إسرائيل رفضها الخطة العربية، زاعمة أنها لم تعالج حقيقة الوضع في القطاع الفلسطيني المدمر، مؤكدة أن حركة "حماس" لا يمكن أن تبقى فيه، وقالت الخارجية الإسرائيلية إن تبني الدول العربية لخطة إعادة الإعمار المصرية يستند إلى رؤى لا تزال متجذرة في وجهات نظر عفا عليها الزمن، معتبرة أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يجب تشجيعها، وأنها ستمنح سكان غزة فرصة للاختيار وفقا لإرادتهم الحرة"، بينما أعلن رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو أن لدى تل أبيب القدرة على العودة للحرب، زاعماً أن قواته وصلت إلى قمة جبل الشيخ وغيرت وجه الشرق الأوسط، مؤكدا في حفل تنصيب رئيس أركان جديد للجيش، أنه بمساعدة أميركا يحصل الجيش الإسرائيلي على المزيد من السلاح، مشددا على ضرورة إنجاز أهداف الحرب كاملة، زاعماً أن إسرائيل تحارب على سبع جبهات وأن نتائج المعارك ستكون لها أهمية كبرى لأجيال مقبلة، بحسب قوله.
وبينما تعقد الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي اجتماعا وزاريا استثنائيا في مدينة جدة السعودية غد الجمعة، لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني والدعوات لتهجيره من أرضه، تواصل الترحيب الدولي بمخرجات القمة العربية الطارئة بالقاهرة، وأكدت السعودية دعمها الكامل لقراراتها، وقال وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري إن مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان أكد الدعم الكامل لقرارات القمة، مشدداً على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مدينا قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. من جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي التزامه بالسلام واستعداده للتعاون مع الشركاء العرب والمجتمع الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن الاتحاد الأوروبي يرفض تماما أي محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي أو جغرافي في غزة أو الضفة الغربية أو أي مكان آخر في العالم، مشدداً على أن حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام، مشددا على ضرورة دخول المساعدات الإنسانية على الفور بأمان وبدون عوائق إلى غزة.
بدوره، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن القمة العربية الطارئة كانت ناجحة وعُقدت في أجواء إيجابية، حيث تم الاتفاق على جميع المقترحات المصرية، موضحا أن الخطة العربية حظيت بدعم الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي، مشيرًا إلى لقاءات عقدتها مصر مع سفراء أميركا وروسيا واليابان والنرويج والبرازيل والصين وجنوب أفريقيا لعرض تفاصيل الخطة، مع استمرار التواصل مع الجانب الأميركي لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشددا على ضرورة أن تكون هناك ضمانات أمنية لمنع تكرار تدمير غزة، مع وضع ترتيبات سياسية وأمنية تضمن الاستقرار الدائم، مؤكدًا أن الخطة تقدم بديلًا عمليًا لإعادة الإعمار ضمن جدول زمني واضح.
0 تعليق