محليات
38

❖ وفاء زايد
أكد الرصد الإحصائي لحالات الطلاق في الشهر الفضيل طيلة السنوات الأخيرة انخفاض معدلات الطلاق والخلافات الزوجية لتأثيرات الشهر النفسية والذهنية التي تؤثر على التماسك الأسري، وتسهم في ضبط الانفعالات والتوتر والغضب والتسرع من أجل تجنب هدم النسيج الاجتماعي.
ففي شهر أبريل الذي صادف الشهر الفضيل عام 2022 سجلت 157 حالة طلاق، و245 حالة زواج، وفي شهر إبريل عام 2023 سجلت 64 حالة طلاق بين قطريين وغير قطريين، وفي عام 2024 سجلت 120 حالة طلاق، و328 حالة زواج. وأكد قانونيون في لقاءات للشرق إن الشهر قيمة دينية عظيمة، لأنه يمنح النفس والذهن فرصة لإعادة دراسة الحياة اليومية لتسير وفق أصول، وهو منجاة من الغفلة التي تصيب الإنسان في غير الشهر الفضيل، وتجنبه الشرور والمكائد والمشاحنات والخلافات والقلق والاضطرابات، وأول الطريق لاستعادة الهدوء والسكينة لسفينة الحياة الزوجية.
وأشاروا إلى أن الوزارات والجهات المجتمعية تنشط في وضع برامج رمضانية ولقاءات تعريفية بفضائل الشهر، وهي تستهدف الأسر والأبناء لتأمينهم من هزات الحياة المعيشية، وتجنيبهم القلق والغضب والتسرع والعصبية والتوتر.
وقالوا: إن الشهر يربي الإنسان على الاحتساب والترغيب وهو تعلق الأعمال بالله عز وجل والنظر إلى حصول الأجر والثواب من الله وحده.
- د. جذنان الهاجري: رمضان فرصة لمراجعة النفس قبل الطلاق
أكد الدكتور المحامي جذنان الهاجري أستاذ بكلية المجتمع أن الشهر الفضيل فرصة عظيمة وهبة من الخالق عز وجل للزوجين لمراجعة نفسيهما قبل اتخاذ قرار الطلاق، وأن التأني في اتخاذ قرار مصيري سيؤثر كثيراً على حياة الأسرة والأطفال والكيان الزوجي، مشيراً إلى أن رمضان من الأشهر التي تقل فيها دعاوى الطلاق والخلافات الزوجية بطريقة ملحوظة، لأن كل طرف من طرفي العلاقة الزوجية يراجع قراراته ويتجنب الخوض فيما يؤثر على حرمة الشهر وقيمته الدينية.
وقال إن الشهر الكريم يبعث الرحمة والسكينة والهدوء في نفس المؤمن، وقبل أن يقدم على أي قرار سلبي فإنه يراجع ذاته مرات ومرات، وخاصة قرار الانفصال الذي يعتبر كارثة أسرية تنعكس سلباً على الأطفال.
كما أن خروج البعض للمحاكم لتقديم دعاوى أو شكاوى تثقل حياتهم، وتجعلهم يعيدون التفكير ويبحثون عن سبل أفضل للحوار، وأن المحيطين بالعلاقة الزوجية من أقارب وجيران يتجنبون الخوض في مشكلات الآخرين وبالتالي تتوطد العلاقات الاجتماعية.
وأضاف أن تعلق البعض بمواقع التواصل الاجتماعي يقل طوال أيام الشهر الفضيل لأنهم يتفرغون للعبادة والروحانية وقراءة الكتب الإسلامية، وهذا ينعكس بدوره على الحوار الأسري وجلسات اللقاءات العائلية التي يتبادل فيها الجميع أحاديثهم والتي تقوي الألفة بينهم.
- المحامي محسن الحداد: فرصة لتوثيق الارتباطات العائلية
قال المحامي محسن الحداد إن أوقات الشهر الفضيل تشغل الإنسان في العبادات والاطلاع وفي الارتباطات العائلية التي تقل في غير الشهر، فالعائلات تحرص على التواصل مع الأقارب والجيران للالتقاء، وتحرص على الجلوس حول موائد الرحمن والتي بدورها تضفي الروحانية والتوادد في نفوس الأفراد والصغار.
وأضاف أن تجهيزات الشهر وتحضيرات الموائد ولقاءات الأفراد حول موائد رمضانية وغبقات ليلية تزيد من الروابط الأسرية وتقلل من الخلافات في رمضان، كما أن ارتباط الإنسان سواء الزوج أو الزوجة أو الأبناء بالإنترنت والهواتف يقل في الأيام الفضيلة من أجل العبادات والروحانية وبالتالي لا يكون للمشكلات وجود.
- المحامي خالد الساعور: جهود مؤسسية لدعم الكيان الأسري
قال المحامي خالد الساعور إن العلاقة الزوجية رابط اجتماعي ولابد من التأني وعدم التسرع في اتخاذ قرار الطلاق خاصة في أيام الشهر الفضيل الذي يكون فرصة نفسية وذهنية للحفاظ على استقرار الحياة الأسرية.
وأضاف أن استغلال قيمة الوقت في رمضان مهم لأنه الخطوة الأولى نحو الروحانية التي تنعكس على طريقة التعامل بين الزوجين والأبناء، وهذا لا يترك فرصة لطرفي العلاقة للخلاف أو المشاحنة.
وأكد أن أجهزة القضاء والمؤسسات المجتمعية تحرص كل الحرص على التأكيد على استقرار الكيان الأسري بالبرامج الدعوية والمحاضرات والفقرات الإرشادية، وأوضح أن زيادة العصبية والخلاف والصراخ سبب لتفاقم الخلافات، وأن الصائم عن قناعة يمنع نفسه عن الغضب وإحداث مشاجرات مع الآخرين ولا يدرك المعاني والغايات السامية للصيام.
وأكد المحامي خالد الساعور أن الطاقة النفسية التي يحملها الإنسان في رمضان فرصة للتجدد وإدارة الطاقة الداخلية للذات ضرورة لإحداث التوازن وتقلل من الضغوط اليومية وتجعل للإنسان فرصة للعائلة والجلوس معهم وبالتالي تختفي الخلافات ويصير اليوم أكثر هدوءاً وإنتاجية كما يعلم الشهر الإنسان كيفية التحكم في انفعالاته وأن يعطي أوقاته للاطلاع والفائدة. وأشار إلى أنه في أي شهر آخر تزداد المشاحنات الزوجية ويلقي كل من طرفي العلاقة اللوم على الآخر.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق