د.عبدالله الحمق في حوار لـ «»: تزايد ملحوظ بإصابات «السكري» بين الأطفال

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عوامل بيئية وسلوكية تساهم في ازدياد إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري
3 أسباب رئيسية تؤدي إلى زيادة انتشار المرض بين الأطفال والمراهقين
الغذاء غير الصحي وقلة النشاط البدني وارتفاع معدلات السمنة من أسباب انتشار الإصابة
ضرورة تعزيز الوعي حول الوقاية والتشخيص المبكر
«النوع الثاني» أصبح أكثر شيوعًا في الأطفال والمراهقين

 

أكد الدكتور عبدالله الحمق، المُدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري، أن هناك تزايدا ملحوظا بمعدلات الإصابة بالسكري بين الأطفال والمراهقين في قطر، مرجعاً ذلك إلى عوامل بيئية وسلوكية، وأن هناك 3 أسباب رئيسية تؤدي إلى هذه الزيادة، وهي العادات الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني والارتفاع في معدلات السمنة، ما يتطلب ضرورة تعزيز الوعي حول الوقاية والتشخيص المبكر.
ونوه د. الحمق في حوار مع «» إلى أن النوع الثاني من السكري أصبح أكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين في السنوات الأخيرة، محذراً من أن السمنة لها تأثيرات صحية طويلة الأمد على الأطفال والمراهقين، فيمكن أن تؤدي إلى السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم ومشكلات في التنفس والنوم، كما قد تؤثر على الصحة النفسية والاجتماعية مثل زيادة القلق والاكتئاب بسبب التنمر أو عدم الثقة بالنفس، مشدداً على أن معالجة السمنة في مرحلة مبكرة يعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان صحة الأبناء في المستقبل.
وأشار إلى جهود الجمعية القطري للسكري المستمرة لدعم الأطفال المصابين بالسكري، وأن من بينها مخيم البواسل الذي يُعد منصة رائعة لتوعية الأطفال وتعليمهم كيفية التعامل مع مرض السكري بشكل إيجابي، وتنظيم ورش عمل وبرامج توعوية للأسر والمدارس، لافتاً إلى سعي لتوسيع نطاق خدماتها وبرامجها لكافة شرائح المجتمع، وخطط لتنظيم مؤتمر طبي سنوي يجمع الخبراء والمتخصصين في مجال السكري والصحة العامة. وإلى نص الحوار:

◆ كيف ترون معدلات الإصابة بالسكري بين الأطفال والمراهقين في قطر؟
¶ تشهد معدلات الإصابة بالسكري بين الأطفال والمراهقين في قطر تزايدًا ملحوظًا، خاصة في ظل العوامل البيئية والسلوكية التي تساهم في ذلك. قد تكون العادات الغذائية غير الصحية، وقلة النشاط البدني، والارتفاع في معدلات السمنة من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة انتشار مرض السكري في هذه الفئة العمرية. وفقًا للإحصائيات، تزداد معدلات الإصابة بالسكري من النوع الثاني بشكل ملحوظ في المنطقة، مما يشير إلى ضرورة تعزيز الوعي حول الوقاية والتشخيص المبكر.

توقف إنتاج الأنسولين
◆ هل كافة الإصابات بالسكري في هذا العمر من النوع الأول.. وما هي معدلات الإصابة بين هذه الفئة العمرية؟
¶ ليست كافة الإصابات في هذه الفئة العمرية من النوع الأول فالنوع الأول من السكري يحدث بسبب نشوء حالة دفاعية في الجسم ضد خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، وهو ما يتسبب في توقف إنتاج الأنسولين، وبالتالي ينجم عن ذلك ارتفاع في مستويات الجلوكوز في الدم وظهور علامات وأعراض داء السكري، وعادة ما يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة أو المراهقة. أما النوع الثاني من السكري، الذي يرتبط بشكل أساسي بالسمنة وقلة النشاط البدني، فقد أصبح أكثر شيوعًا في الأطفال والمراهقين في السنوات الأخيرة. تشير الدراسات إلى أن النوع الثاني من السكري بدأ ينتشر بشكل متزايد في قطر ومنطقة الخليج بشكل عام، نتيجةً لارتفاع معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بها.

◆ كيف يمكن أن تؤثر معدلات السمنة، والتي ما زالت مرتفعة، على مستقبل أبنائنا؟
¶ السمنة لها تأثيرات صحية طويلة الأمد على الأطفال والمراهقين، حيث يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية مثل السكري من النوع الثاني، أمراض القلب والشرايين، ارتفاع ضغط الدم، مشكلات في التنفس والنوم، بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر السمنة على الصحة النفسية والاجتماعية، مثل زيادة القلق والاكتئاب بسبب التنمر أو عدم الثقة بالنفس. لذا، فإن معالجة السمنة في مرحلة مبكرة يعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان صحة الأبناء في المستقبل.

معالجة السمنة
◆ تتضمن الخطة الوطنية 2024-2030، لأمراض السمنة والسكري والقلب الكثير من البرامج.. ما تقييمكم لها وتوقعاتكم لما يمكن أن تحققه في الحد من سمنة الأطفال والمراهقين؟
¶ إن الخطة الوطنية 2024-2030 تعتبر خطوة هامة في معالجة مشكلة السمنة والسكري وأمراض القلب في قطر. هذه الخطة تتضمن العديد من المبادرات مثل حملات التوعية، تحسين الوعي الغذائي، تشجيع النشاط البدني في المدارس والمجتمعات، بالإضافة إلى تحسين جودة الرعاية الصحية. إذا تم تنفيذ هذه البرامج بشكل فعال، فإنها ستسهم بشكل كبير في تقليل معدلات السمنة بين الأطفال والمراهقين، وستساعد في الوقاية من السكري وأمراض القلب في المستقبل. كما أن تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والصحية والتعليمية يعتبر عنصرًا أساسيًا في نجاح هذه الخطة.

◆ تنظم الجمعية مخيم البواسل.. فهل من جهود أخرى لها موجهة لهذه الفئة من أبنائنا المصابين بالسكري؟
¶ الجمعية تقدم جهودًا مستمرة لدعم الأطفال المصابين بالسكري، ومنها تنظيم مخيم البواسل الذي يُعد منصة رائعة لتوعية الأطفال وتعليمهم كيفية التعامل مع مرض السكري بشكل إيجابي. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الجمعية على تنظيم ورش عمل وبرامج توعوية للأسر والمدارس، فضلاً عن تقديم استشارات طبية ونفسية للأطفال لتشجيعهم على تبني نمط حياة صحي. كما تسعى الجمعية إلى توفير الدعم الاجتماعي للأطفال المصابين بالسكري من خلال إنشاء مجموعات دعم للمساعدة في التأقلم مع المرض ومشاركة التجارب.

أدوية التخسيس
◆ يلجأ كثيرون لمواجهة السمنة عبر أدوية التخسيس أو الجراحات.. فهل تناسب هذه الطرق الأطفال والمراهقين.. وما خطورتها عليهم؟
¶ أدوية التخسيس والجراحات قد لا تكون الخيار الأمثل للأطفال والمراهقين بسبب تأثيراتها الجانبية المحتملة والنمو الجسدي والنفسي في هذه المرحلة العمرية. غالبًا ما يقتصر استخدام هذه العلاجات على البالغين في حالة السمنة المفرطة. بالنسبة للأطفال، فإن الخيارات الصحية مثل تعديل النظام الغذائي، زيادة النشاط البدني، واستشارة أطباء متخصصين هي الأكثر أمانًا. استخدام أدوية التخسيس أو الجراحة في هذا العمر يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية سلبية على المدى الطويل، مثل اختلال التوازن الهرموني أو التأثيرات النفسية، لذلك من الأفضل التركيز على التغييرات السلوكية والتغذوية.

◆ توفر الجمعية، بالتعاون مع مختلف المؤسسات، دعما لمرضى السكري.. حدثنا عن أوجه الدعم التي توفرها الجمعية وكم عدد الأطفال المستفيدين من مضخات الأنسولين؟
¶ تقدم الجمعية مجموعة واسعة من أشكال الدعم لمرضى السكري، بدءًا من توفير الاستشارات الطبية المتخصصة والدورات التدريبية حول كيفية إدارة مرض السكري، وصولاً إلى دعم الأطفال المرضى وأسرهم من خلال برامج التوعية والتثقيف. كما تسهم الجمعية في توفير الأجهزة الطبية اللازمة مثل مضخات الأنسولين للمرضى الذين يحتاجون إليها، بهدف تحسين جودة حياتهم وذلك من خلال التعاون مع صندوق الزكاة والمبادارات المقدمة من الادارة العامة للأوقاف ففي السنوات الأخيرة، استفاد عدد كبير من الأطفال من مضخات الأنسولين من خلال برامج المساعدات مما ساعد بشكل كبير في تحسين التحكم في مستويات السكر لديهم.

◆ نسبة انتشار السكري في قطر وفق اخر إحصاء تقارب 17%.. ما هي توقعاتكم لنسب الإصابة في الوقت الحالي.. خاصة مع معدلات الفحص التي تزايدات عما كانت عليه وقت الاحصاء السابق؟
¶ حسب الاحصائيات فإن 17% من السكان البالغين في دولة قطر مصابون بالسكري، وحوالي 20% من سكان دولة قطر يعانون من مرحلة ما قبل السكري وبالرغم من تزايد العوامل المساهمة في ذلك مثل السمنة ونمط الحياة غير الصحي فإن زيادة الوعي الصحي والبرامج التوعوية والفحص المبكر سوف تساعد بشكل كبير في اكتشاف المرض بشكل أسرع، وبالتالي يمكن السيطرة عليه قبل أن يتفاقم، وهنا ننوه بأنه من المهم أن يتزامن هذا مع حملات توعية مستمرة للتقليل من معدلات الإصابة بالسكري عن طريق الوقاية.

خطط مستقبلية
◆ ماذا عن الخطط المستقبلية للجمعية.. وإن كان من احداث تخططون لتنظيمها خلال الفترة المقبلة؟
¶ تسعى الجمعية دائماً على توسيع نطاق خدماتها وبرامجها لكافة شرائح المجتمع وخاصة البرامج التي تعزز الوقاية والتوعية بمرض السكري، خاصة في الفئات العمرية الأصغر سناً وذلك من خلال ورش العمل التفاعلية للأطفال وأسرهم. ايضاً تنظيم حملات وطنية للتوعية بأنماط الحياة الصحية وكيفية الوقاية من السكري والسمنة، بالإضافة إلى مزيد من التعاون مع المؤسسات الصحية والتعليمية في قطر. كما تخطط الجمعية لتنظيم مؤتمر طبي سنوي يجمع الخبراء والمتخصصين في مجال السكري والصحة العامة لمناقشة أحدث التطورات في هذا المجال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق