صيدا عاصمة الجنوب.. مدينة تنبض بروح رمضان

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منوعات

18

يقصدها اللبنانيون من مختلف المحافظات
07 مارس 2025 , 12:47ص
alsharq

صيدا - لبنان

صيدا – حسين عبد الكريم

ليالي رمضان في قلب مدينة صيدا عاصمة الجنوب لها طابع خاص يجعلها مقصدا للبنانيين من مختلف المحافظات حيث تستقبلك بـ "أهلا وسهلا" مقابل المدخل الغربي للسوق العتيق عند خان الإفرنج، لتبدأ رحلة من الإيمان والأصالة والبهجة والفرح. قبل موعد الإفطار، تصدح مآذن المساجد المنتشرة بآيات من الذكر الحكيم يليها مدفع وأذان الإفطار حيث تنتشر نفحات رمضان الإيمانية في أرجاء المدينة وأحيائها. على "الله أكبر"، يفطر الصائمون المؤمنون فرحين بصوم تم ومتأملين بقبول إن شاء الله. ماء وتمر يُوزع بين الأحياء و الجيران والأقارب، فأهل المدينة يعون تماماً جزاء إفطار صائم فيلتزمون قدر المستطاع بهذا السلوك لثلاثين يوماً.

مائدة رمضانية بامتياز هي السفرة الصيداوية ليس بأطعمتها فقط، إنما باللمة العائلية والحب الكبير الذي يضفي نكهة خاصة على أكثر الأطباق بساطة، ليتوزع من بعدها المجتمعون، نساء ورجالا، على المساجد المتاحة تحضيراً لصلاة العشاء والتراويح جمعاً.

مساجد المدينة تعج بضيوف الرحمن بمشهد تقشعر له الأبدان بما يجسد من ألفة وأخوة ووحدة ومساواة بين صيداويات وصيداويين تجمعهم الصلاة ربما لأول مرة ولكن لن تكون الأخيرة. فعلى مدى ثلاثين يوماً، تنشأ الصداقات والتعارف وتُبنى الألفة بتحية وابتسامة وكلمة حلوة.

زوار صيدا يتنقلون في لياليها الجميلة من ساحة باب السراي وضهر المير وأزقة السوق العتيق وزواريبه، وليلك لم ينقض بعد محاطاً بالصغار قبل الكبار من داخل وخارج المدينة. هناك، تستقبلك فرق المادحين بالطبل والزمر والأناشيد أو وصلات السيف والترس والدفوف بين عربات التفاح المعلل والجلاب والتوت التي تجذبك برائحتها الطيبة وزركشاتها الشعبية البسيطة حيث لا مفر من التجربة. وإن حصل وقاومت وسلمت من أفخاخ العربات، فإنك حتماً لن تسلم من دكاكين القطايف والسحلب والكنافة والحلويات الرمضانية حيث القرار الأوحد في مثل هذه اللحظات: "أي تحلاية نختار؟" لتجد نفسك أمام برنامج يومي تتشارك في صياغته مع أحياء المدينة القديمة بحب ورضا وطيب خاطر.

وتشهر صيدا بسهرات رمضانية متنوعة بين المقاهي والحمامات القديمة ومتحف عودة وقصر دبانة وقهوة "القزاز" وغيرها الكثير وهي تمتد بمعظمها حتى أوقات السحر حيث يطل عليك المسحراتي بطبل صغير لينبه الساهرين باقتراب موعد الفجر ويوقظ النائمين، إن كان هناك من نائم. مناقيش وصاج وفول وفتة مع كأس شاي سكر زيادة هي طقوس السحور التقليدي مع بعض حبات الزيتون والمخللات.

يقترب الفجر، تطفئ المدينة أنوارها وتودع زوارها ويرتفع صوت الأذان "الله أكبر" متناغمة بين المسجد العمري الكبير وباب السراي وأبو نخلة، متصلة بالبراني وبطاح والكيخيا والقطيشية إلى المجذوب، يرفع المصلون الدعوات والصلوات مع فجر يوم رمضاني جديد راجين القبول والخير والسلام للمدينة وأهلها.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق