عربي ودولي
0
أم أيمن: تمسكي بركام منزلي أقوى من مخططات التهجير
غزة - ريما محمد زنادة
الكثير لازال يسأل عن أسباب الصمود الأسطوري الذي تتحلى به غزة، رغم أن الحرب كانت أشرس مما يتصوره العقل أو يتقبله. هذه الحرب لم تكن واحدة، بل حروبا جميعها ظالمة، فكانت حرب القصف بأفتك الأسلحة، وحرب التجويع وحرب النزوح، وغيرها. ورغم شراستها كانت غزة عصية على الانكسار فإيمان أهلها غزة بالله وبأرضهم كان أكبر بكثير من ظلم الاحتلال.. هذا الإيمان ترجمتها عائشة أبو ناصر امرأة غزية بصمودها وصبرها واحتسابها.
عائشة كانت تجلس على بضع حجارة من ركام منزلها بمدينة غزة، وتوقد النار بقطع من الخشب على قدر من الماء، وهي تتحدث لـ"الشرق" قائلة: "رغم كل شيء لن نترك غزة". واضافت وهي تستحضر شهورا من الحرب من الصعب نسيانها: "في بداية الحرب تم قصف المنزل الأمر الذي أوجع قلبي فالبيت ليس مجرد حجارة بالنسبة لنا هو تعب سنوات وتحويشة عمر وذكريات".
وتابعت: " لكن رغم ذلك احتسبت الأمر لله -تعالى- وكنت أخفف على زوجي الذي شعر بقهر كبير فقد قضى سنوات طويلة من التعب والعمل والمال حتى يكون له بيت". وأوضحت، أنها كانت تحاول أن تصبر عائلتها بهذا المصاب والاحتساب.
وتشير، إلى أن البيت كان بداية لحكايتها فما هي إلا فترة قصيرة حتى استشهد زوجها ونجلها، ثم لحق بهما ابنها الثاني ثم حفيدتها، مؤكدة أن كل ذلك لم يزدها إلاّ صبرا.
وذكرت، أن الوداع لم ينته بذلك فقد استشهد شقيقي الأول، وبعد فترة استشهد الآخر، وتم أسر إخوتي كذلك حيث استشهد ما يزيد عن (11) فردا من عائلتي. وبينت، أن الحرب رغم قساوتها لم تجعلها تفكر في الهجرة.
وقالت بصمود كبير:"كنت أنتظر اللحظة التي أعود بها إلى شمال غزة، وبمجرد الإعلان عن ذلك حتى تركت كل شيء، وسرت من الجنوب مسافة تزيد عن عشرة كيلو مترات". وتكمل حديثها:" رغم المرض لكن لم أشعر بالتعب فكانت فرحة العودة أكبر من الوجع". وتابعت في حديث عودتها:" أعلم أن بيتي أصبح ركاما، ومع ذلك لم أتخل عن العودة حتى وإن عشت تحت ركامه، أو بين قماش خيمة".
وحول الحديث عن مخططات التهجير التي تحاك ضد غزة، أكدت أنها صابرة وصامدة في غزة رغم الدمار وقالت:" ما في مثل بلدنا ومستحيل أبدل ركامها بالهجرة وبإذن الله -تعالى- صامدين صابرين محتسبين وراح نعمر غزة وترجع أفضل من الأول.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق