قال الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية في كلمته خلال المؤتمر الوطني الثاني لمتابعة تنفيذ أنشطة مكافحة العدوى والخطة القومية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، بحضور وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، أن مقاومة مضادات الميكروبات تنشأ نتيجة تطوير الميكروبات لآليات دفاعية تحميها من تأثيرات المضادات، مما يجعلها غير مستجيبة للأدوية.

وأوضح أن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا عالميًا عاجلًا، لا يقتصر أثره على صحة الإنسان فقط، بل يمتد ليشمل صحة الحيوان والبيئة، ويؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة.

وأضاف الغمراوي أن سوق الدواء المصري يُعتبر من أكبر الأسواق الإقليمية، بقيمة مالية تصل إلى 308 مليارات جنيه، ويضم أكثر من 12 ألف مستحضر دوائي بإجمالي مبيعات تصل إلى 3.6 مليار عبوة.

وأشار إلى أن مضادات الميكروبات تشكل 887 مستحضرًا بإجمالي مبيعات 376 مليون عبوة، ما يمثل 10% من إجمالي مبيعات السوق الدوائي، لافتًا إلى أن 55% من هذه المبيعات تتم بدون وصفة طبية، وفقًا لآخر الإحصائيات.

وأكد أن هذا الحجم الكبير لاستهلاك مضادات الميكروبات يضع مسؤولية كبرى على هيئة الدواء المصرية لضمان الاستخدام الرشيد لهذه المستحضرات، من خلال ثلاثة محاور رئيسية.

يتمثل المحور الأول في متابعة استهلاك مضادات الميكروبات، حيث انضمت الهيئة إلى برنامج الترصد ومراقبة استهلاك مضادات الميكروبات (Glass-AMR) التابع لمنظمة الصحة العالمية، لمتابعة معدلات الاستهلاك على المستوى القومي ورفع البيانات إلى المنصة العالمية وفقًا لنظام الجرعة اليومية المحددة (DDD)، مما يتيح فرصة مقارنة معدلات الاستهلاك في مصر بالمعدلات الاستهلاكية في دول العالم المختلفة.

وفيما يتعلق بالمحور الثاني، أوضح الغمراوي أن الهيئة تعمل على تحقيق الاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات واتخاذ القرارات المبنية على هذه البيانات، مثل إصدار قرار تنظيم ومتابعة صرف المضادات الحيوية الذي يحظر تداول بعض المستحضرات أو صرفها من الصيدليات إلا بموجب تذكرة طبية، وكذلك إصدار الدليل التنظيمي الخاص بتنظيم صرف المضادات الحيوية من مجموعة المضادات الاحتياطية كخطوة أولى.

أما المحور الثالث، فيتعلق بإحكام الرقابة وقياس مدى التزام المؤسسات الصيدلية بالتطبيق، حيث تم تنفيذ حملات تفتيشية على 513 مؤسسة تُعد الأعلى استهلاكًا لتلك المستحضرات، وأسفرت عن رصد مخالفات في 13 مؤسسة تم وقفها لمدة 3 أشهر، مع استكمال العمل في المرحلة التالية على إصدار قائمة المراقبة.

وأشار الغمراوي إلى أن منظمة الصحة العالمية صنّفت مقاومة مضادات الميكروبات ضمن أكبر عشرة تهديدات صحية عالمية، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن 4.95 مليون حالة وفاة كانت مرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات في عام 2019، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 10 ملايين حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2050.

وأكد أن هيئة الدواء المصرية ملتزمة بمواصلة جهودها في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، من خلال تعزيز التعاون مع الجهات المعنية وتطبيق السياسات والإجراءات اللازمة لضمان الاستخدام الرشيد والفعال لهذه المستحضرات، بما يساهم في الحفاظ على صحة المواطنين والبيئة، ودعم الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة.