رمضان في السودان.. «الآبريه» و«الرحمات» أبرز العادات

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منوعات

10

احتفالات روحانية ومجالس قرآنية طوال الشهر
15 مارس 2025 , 12:16ص
alsharq

الدوحة - الشرق

يبدأ السودانيون استعداداتهم لاستقبال رمضان قبل حلوله بفترة طويلة، وتحديدًا مع بداية شهر شعبان، حيث تفوح من البيوت روائح «الأبري» و»المديدة»، إيذانًا بقرب الشهر الكريم. وحالما تثبت رؤية الهلال، تعم الفرحة أرجاء المدن، ويتجلى ذلك في مشهد احتفالي يعرف بـ»الزفة»، حيث تتقدمه فرق الشرطة والجوقة الموسيقية العسكرية، يليها موكب رجال الطرق الصوفية، ثم جموع الشعب، لتجوب الشوارع معلنة بدء شهر الصيام.

عادات رمضانية متجذرة

يتميز السودانيون بعادات رمضانية متوارثة، من أبرزها حرص ربات البيوت على تجديد أواني المطبخ احتفالًا بقدوم الشهر الفضيل. كما تضاء المساجد بالمصابيح الملونة، بينما تدوي المدافع عند أذان المغرب للإعلان عن الإفطار، وقبيل الفجر للتنبيه على الإمساك.

المساجد.. منارات للعبادة والتعلم

طوال الشهر الفضيل، تعج المساجد بالمصلين منذ خروجهم من أعمالهم ظهيرة، حيث تبدأ حلقات القرآن ودروس العلم بعد صلاة العصر، وتستمر حتى قبيل المغرب بقليل. وبذلك، يتحول المسجد إلى مركز إشعاع ديني وروحي يجمع الناس على مدار اليوم.

الإفطار السوداني.. بساطة وكرم

عند حلول موعد الإفطار، يتصدر «الآبريه»، أو كما يطلق عليه «الحلو مر»، قائمة المشروبات الرمضانية، فهو شراب يطفئ الظمأ في الأجواء الحارة.

أما المائدة الرمضانية السودانية، فتنتظم على بسط من سعف النخيل، حيث يجلس الناس متقابلين. يبدأ الإفطار بتناول التمر، يليه طبق «البليلة» المكون من الحمص والبقوليات المسلوقة والممزوجة بالتمر، ثم تتوالى الأطباق الشهية، مثل «الويكة» المصنوعة من البامية المجففة، و»العصيدة» التي تعد طبقًا تقليديًا يُتناول مع «التقلية»، وهي صلصة من اللحم والبامية المطحونة.

الإفطار الجماعي.. تجسيد لقيم التكافل

من أكثر المشاهد الرمضانية تميزًا في السودان، موائد الإفطار الجماعي التي تمتد في الشوارع والساحات، حيث تحضر كل أسرة طعامها وتشاركه مع الآخرين. كما جرت العادة أن يخرج الرجال قبل أذان المغرب حاملين أطعمتهم، ويجلسون في المساجد أو على الطرقات بحثًا عن مسافر أو عابر سبيل للإفطار معه.

الرحمات.. خير في ختام الشهر

في الخميس الأخير من رمضان، يُعد السودانيون طعامًا يعرف بـ»الرحمات»، يوزع على الفقراء والمساكين، إيمانًا منهم بأن أرواح الموتى تعود في هذا اليوم لتسلم على ذويها، وفق معتقداتهم الشعبية.

التراويح.. روحانية لا تضاهيها صلاة

يهتم السودانيون بصلاة التراويح، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين من مختلف الأعمار. وعادة ما تؤدَّى التراويح بثماني ركعات، وتحرص بعض المساجد على ختم القرآن خلالها. كما يردد بعض المصلين أذكارًا خاصة بين الركعات، مثل: «اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو فاعفُ عنا».

ليلة القدر.. أجواء مهيبة

ينتظر السودانيون ليلة القدر بشغف، ويُحيونها في السابع والعشرين من رمضان، حيث تُقام الاحتفالات الرسمية، وتُستقدم كبار المقرئين، وتمتلئ المساجد بالعبّاد الذين يسعون لنيل بركاتها. ومع رحيل رمضان، يودعه السودانيون بإنشاد القصائد الدينية والمدائح النبوية، ويغمرهم حزن الفراق، إذ يشعرون بفراغ روحي لا يملؤه سوى ترقب قدوم الشهر الكريم من جديد.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق