حوارات
يتحتّم على الإنسان العاقل، لا سيما في عالم اليوم المضطرب، وخصوصا عندما يدرك أنّه يعيش في بيئة مضطربة، يكثر فيها عدد الحشرييّن ومضطربي الشخصيات، أن يتحكّم في تعابير وجهه في العالم الخارجي (الوجه الكتوم).
ومن بعض أسباب كتم المشاعر وعدم إظهارها على الوجه، نذكر ما يلي:
- كتم الأسرار: يكتم العاقل كل أسراره بسبب رغبته في الحفاظ على خصوصيته في عالم اليوم، الذي أصبحت فيه حماية الخصوصية الشخصية صعبة للغاية، لأسباب مختلفة، منها انتشار المعلومات الشخصية في الفضاء الالكتروني، ولكثرة الفضولييّن.
وكلما تحكّم الانسان في مشاعره ومنعها من الظهور على ملامح وجهه، كلما حافظ على اتزانه العقلي واستقراره النفسيّ.
- صدّ الحشرييّن: يصعب أحياناً كثيرة صدّ الحشرييّن عن التدخّل في الشؤون الخاصة للآخرين، لكن صاحب الوجه الكتوم يمثّل بالنسبة للفضولييّن الحشرييّن هدفاً صعباً للغاية، وكلما نجح الفرد في منعهم من معرفة أسراره وشؤونه الخاصة، كلما ملّ هذا النفر المزعج منه وربما تركوه لشأنه.
- عدم إظهار الانفعالات: صاحب الوجه الكتوم يعرف عواقب إظهار الانفعالات النفسيّة في العالم الخارجيّ، وذلك بسبب أنّ بعض الناس يترجم هذه الانفعالات السريعة وتعابير الوجه المصاحبة لها، كنقاط ضعف في شخصية الآخر، والرّزين هو من لا يكشف بتاتاً عن أي نقطة ضعف في شخصيته في الحياة العامة.
- منع القراءة الباردة (لغة الجسد): يستطيع بعض الأفراد تحليل شخصية الانسان الآخر بشكل سريع عن طريق تحليل لغة جسده، والملابس التي يرتديها، وحتى تصفيفة شعره، وكيف ينظر الى ما هو خارج جسده، وطريقة كلامه، والكلمات التي يستعملها أو يكرّرها، وطريقة وقوفه وجلوسه، وحتى كيفية تنفّسه، وربما كيفية تناوله للأشياء.
وسيصعب على هؤلاء المتمرّسين في القراءة السريعة للشخصيات قراءة صاحب الوجه الكتوم بسبب تحكّمه الشديد بنفسه.
- الإنسان الرّزين ووجهه الكتوم: يصعب على الناس كشف ما يشعر به الرّزين ما لم يختر هو نفسه الإفصاح عن مشاعره، فلا يعتنق هذا النوع من الأفراد المتحكّمين تماماً بأفكارهم ومشاعرهم، وألسنتهم التفكير العاطفي المفرط، والكاشف للغاية، ويصعب استفزازهم بهدف إخراجهم عن بوصلة توازنهم الفكريّ والنفسيّ.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق