هذا النهج يتقاطع مع ما توصلت إليه دراسة باحث الماجستير في الاتصال الاستراتيجي مشعل بن سالم الشمري؛ حول دور العلاقات العامة في تنظيم الفعاليات بجامعة الملك فيصل؛ والتي أكدت أن نجاح أي فعالية جامعية لا يعتمد فقط على التخطيط والتنفيذ؛ بل على قدرتها في خلق تجربة تفاعلية تعزز من ارتباط الطلاب بمؤسساتهم التعليمية، وتمنحهم مساحات للتعبير، والتفكير، وصقل المهارات القيادية.
من أبرز نتائج دراسة الشمري هو تأكيده على أن العلاقات العامة ليست مجرد أداة للتنظيم؛ بل هي قوة ناعمة تُعيد تشكيل صورة الجامعة في أذهان طلابها ومجتمعها؛ مما كان هذا المضمار مناسباً للعلاقات العامة في جامعة الملك فيصل لتقديم دوراً محوريًا في تصميم "ليالي كفو" كحدث يتجاوز كونه مجرد سلسلة لقاءات؛ ليصبح مختبرًا للخبرة والتفاعل؛ يلتقي فيه الطلاب بنماذج ناجحة، ويثرون تجاربهم، ويخوضون حوارات مفتوحة تساهم في توسيع آفاقهم وادراكهم المعرفي.
كما توصلت هذه الدراسة إلى أن أحد العوامل الحاسمة في نجاح الفعاليات الجامعية هو الترويج الفعّال والتواصل المستمر مع الجمهور المستهدف؛ مما يبرز بوضوح في "ليالي كفو"؛ فقد استطاعت العلاقات العامة تحقيق انتشار واسع للفعاليات؛ عبر استراتيجيات تسويقية مدروسة؛ بدءًا من الحملات الرقمية، ووصولًا إلى آليات التفاعل المباشر مع الطلاب؛ مما زاد من مستوى المشاركة وأثر الفعاليات الاجتماعية.
وأظهرت فعاليات "ليالي كفو في نسختها الثانية "؛ كيف أن العلاقات العامة عندما تُدار برؤية استراتيجية؛ لا تقتصر على مهامها التقليدية؛ بل تصبح جزءًا من منظومة صناعة الوعي والتأثير داخل الجامعة.. مما يدلل على مضمون الدراسة البحثية أن الفعاليات الجامعية الناجحة ليست مجرد مناسبات؛ بل هي وسائل لتعزيز ثقافة المؤسسة، وترسيخ قيمها، وبناء قنوات تواصل مستدامة مع طلابها.. وهذا ما جعل "هذه الليالي" نموذجًا حقيقيًا للكيفية التي يمكن بها للعلاقات العامة أن تتحول من دور تنظيمي إلى دور استراتيجي في صياغة التجربة الجامعية.
0 تعليق