واصلت الخيمة الخضراء، التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة – عضو مؤسسة قطر – جلساتها الرمضانية، حيث تناولت الجلسة السابعة ندوة ثقافية بعنوان «الفنون وآثارها على التنمية المستدامة»، بهدف تسليط الضوء على الدور المحوري للفنون في تعزيز الهوية الثقافية ودفع عجلة التنمية المستدامة.
تضمنت الندوة أربعة محاور رئيسية: وهي «الفنون في التراث الإنساني» و»الفنون والبيئة» و»الفنون والاقتصاد»، و»الفنون والصحة»، مسلطة الضوء على دور الإبداع في تحسين جودة الحياة وتعزيز الوعي المجتمعي.
ترأس الندوة الدكتور سيف الحجري، بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين، من بينهم د. عبد العزيز محمد الشيخ، د. عصام الملاح، د. أمل درويش، د. عبد القادر بخوش، د. لطيفة عبد العزيز المغيصيب، الروائي جمال فايز.
وأكد المشاركون أن الاهتمام بالفنون يرتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع مؤشرات الوعي المجتمعي، مشددين على ضرورة دمجها في الخطط التنموية، كما أشار المتحدثون إلى نماذج عالمية تجسد التكامل بين الإبداع الفني والاستدامة الحضارية.
وناقشت الدكتورة أمل درويش، إحدى أبرز المتحدثين، مفهوم التراث الإنساني كنهر يجمع العادات والتقاليد والعلوم والآداب بين الأجيال»، مشيرة إلى أن الفنون تشكل جزءًا جوهريًّا من هذا الإرث. وشرحت تقسيمات التراث الثقافي والديني والشعبي والمعماري، مع إبراز أمثلة مثل النقوش الفرعونية والزخارف الإسلامية.
كما تحدث المشاركون عن تأثير الفنون على الاقتصاد، مؤكدين على دور الفنون في خلق فرص عمل وتحفيز الصناعات الثقافية مثل السينما، الموسيقى، الفنون التشكيلية، والأدب، مما يعزز الاقتصاد المحلي.
وأضافوا: كما توفر الفنون فرصًا لرواد الأعمال من خلال الحرف اليدوية والتصميم والفنون الرقمية.
وأكدوا أن تطبيقات الفنون في المجالات الصحية باتت تحظى باهتمام واسع نظرًا لدورها في تحسين الصحة النفسية والجسدية، حيث أوضحوا أن الفن العلاجي يُستخدم كأداة فعالة في تخفيف التوتر والقلق، بينما تُسهم الموسيقى العلاجية في تحسين مزاج المرضى وتقليل الألم، فضلًا عن أن العلاج بالحركة والرقص يساعد في تعزيز اللياقة البدنية والصحة العقلية. كما تم التطرق إلى دور المسرح في العلاج النفسي من خلال منح الأفراد مساحة للتعبير عن مشاعرهم والتعامل مع التحديات العاطفية.
وناقشت الندوة العلاقة بين الفنون والبيئة، حيث أوضح المشاركون أن الفنون تلعب دورًا مهمًا في نشر الوعي البيئي وتعزيز مفهوم الاستدامة من خلال أعمال إبداعية تبرز القضايا البيئية، مثل التغير المناخي والتلوث وإعادة التدوير. وأشار المتحدثون إلى أن الفن المعماري المستدام، والفنون التشكيلية التي تعتمد على المواد المعاد تدويرها، تعد من أبرز الأمثلة على دور الفنون في حماية البيئة.
وكذلك سلّطت الندوة الضوء على أهمية الفنون في تحقيق التنمية المستدامة، حيث أوضح المشاركون أن الاستثمار في الفنون يسهم في تعزيز الاقتصاد الإبداعي، وتنمية السياحة الثقافية، ورفع الوعي البيئي والجمالي داخل المجتمعات.
كما تمت الإشارة إلى دور الفنون في تعزيز التماسك الاجتماعي، وتحفيز الابتكار، وإيجاد حلول إبداعية للتحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة، مثل البطالة والتعليم والاندماج الثقافي. وأكد المشاركون أن الفنون، سواء من خلال التصاميم البيئية، أو الفنون التفاعلية التي تعكس قضايا المجتمع، تُعد وسيلة فعالة لنشر الرسائل الإيجابية حول أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق تنمية مستدامة تستفيد منها الأجيال القادمة.
وفي ختام الندوة، شدد المشاركون على ضرورة تعزيز حضور الفنون في مختلف المجالات الحياتية، ودعم المبادرات الثقافية والفنية التي تسهم في نشر الوعي، وتعزز التراث، وتحافظ على البيئة، مشيرين إلى أن الفنون ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل قوة دافعة للتغيير الإيجابي والتنمية المستدامة في المجتمع.
0 تعليق