المدير التنفيذي لمركز "إرثنا": الإقبال الكبير على الجائزة يعكس تنامي الاهتمام العالمي بالاستدامة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

16

16 مارس 2025 , 03:25م
alsharq

الدوحة - قنا

أكد الدكتور غونزالو كاسترو دي لا ماتا المدير التنفيذي لمركز "إرثنا"، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن إطلاق جائزة "إرثنا" جاء انطلاقا من إيمان عميق بأهمية توظيف الحكمة التقليدية والموروث الثقافي في تحقيق الاستدامة.

وقال الدكتور كاسترو دي لا ماتا، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن الإقبال الكبير الذي شهدته الجائزة في دورتها الأولى يعكس تنامي الاهتمام العالمي بالاستدامة، والرغبة المتزايدة في إيجاد حلول بيئية قائمة على المعرفة التقليدية.

وأضاف:" لقد تلقينا أكثر من 400 طلب مشاركة من أكثر من 100 دولة، وهو ما يدل على مدى اهتمام المجتمعات في جميع أنحاء العالم بإيجاد حلول بيئية فعالة ومستدامة. إن هذا العدد الكبير يعكس حقيقة أن المعرفة التقليدية لا تزال تحتفظ بقيمتها كجزء أساسي من الحلول البيئية، وأن هناك رغبة قوية في إبراز هذه الممارسات والاستفادة منها".

وأوضح أن لجنة التحكيم اختارت 12 مشروعا تأهلت للمرحلة النهائية، وذلك بناء على مجموعة من المعايير التي تضمن تميزها وقدرتها على إحداث أثر حقيقي، مشيرا إلى أن المجتمعات البشرية عبر التاريخ طورت حلولا بيئية متكيفة مع بيئاتها الطبيعية، لكن هذه الحلول بدأت تفقد زخمها مع الاعتماد المتزايد على التقنيات الحديثة.

وقال:" لقد راجعنا مئات المشاريع بعناية فائقة، وركزنا على الابتكار والفعالية وإمكانية التوسع، مع إيلاء أهمية خاصة للمشاريع التي تدمج المعرفة التقليدية ضمن حلولها البيئية. كانت المعايير الأساسية لاختيار المشاريع المتأهلة تتضمن مدى توافقها مع المجالات الرئيسية للجائزة، وهي إدارة الموارد المائية، والأمن الغذائي، والعمران المستدام، والإدارة المستدامة للأراضي".

وأضاف:" أحد العناصر الأساسية التي ركزنا عليها هو كيفية دمج هذه المشاريع للمعرفة التقليدية في حلولها، سواء من خلال الحفاظ على الموروث الثقافي، أو تكييفه، أو إعادة توظيفه في مواجهة التحديات البيئية الحديثة. كما أخذنا في الاعتبار الابتكار وإمكانية توسيع نطاق المشروع، بحيث لا يقتصر تأثيره على منطقة واحدة، بل يمكن تطبيقه عالميا لإفادة المجتمعات الأخرى".

وأشار إلى أن جائزة "إرثنا" لا تقتصر فقط على إعادة إحياء هذه المعارف، بل تسعى إلى ربطها بالابتكار الحديث، وتشجيع التفاعل بين المعرفة التقليدية والتكنولوجيا المتطورة، مما يتيح إيجاد حلول أكثر شمولية وفعالية للاستدامة العالمية. وقال:" من خلال الاعتراف بهذه الجهود ودعمها، فإننا نطمح إلى تعزيز التعاون بين الثقافات المختلفة، وإرساء قاعدة متينة لبناء عالم أكثر وعيا بالتحديات البيئية وأكثر قدرة على الصمود في وجهها".

وأكد أن المجتمعات في مختلف أنحاء العالم طورت على مدار الأجيال ممارسات تتناسب مع بيئاتها المحلية، سواء في إدارة الموارد المائية، أو الزراعة، أو البناء، أو حفظ الطاقة. إلا أن هذه الممارسات غالبا ما يتم إغفالها عند البحث عن حلول لتحديات الاستدامة المعاصرة، رغم فعاليتها عبر التاريخ، وهو ما دفع إلى إطلاق الجائزة لسد هذه الفجوة، من خلال الاحتفاء بالممارسات التقليدية وإبراز دورها في التصدي للقضايا البيئية الملحة.

وقال الدكتور غونزالو كاسترو دي لا ماتا، المدير التنفيذي لمركز "إرثنا"، إن "ما يميز جائزة إرثنا أنها لا تقتصر على فئة معينة، فهي مفتوحة للأفراد، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات الأصلية، والمؤسسات الأكاديمية، والشركات الناشئة، ما يضمن تنوع الأفكار والحلول المشاركة. كما أن مركز إرثنا، بصفته عضوا في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، لا يقتصر دوره على منح الجائزة فحسب، بل يكرس جهوده لدعم هذه المشاريع، وتوفير الموارد والخبرات اللازمة لتعزيز تأثيرها".

وأشار إلى أن المشاريع المتأهلة تمثل نماذج عملية لحلول مبتكرة في مجالات الأمن الغذائي، وإدارة المياه، والبناء المستدام، مضيفا:" لقد رأينا كيف يمكن إحياء الممارسات الزراعية التقليدية لتطوير أنظمة غذائية أكثر قدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية، وكيف يمكن دمج أساليب الري القديمة مع التقنيات الحديثة لتحسين كفاءة استخدام المياه. كما شهدنا تطبيقات رائعة للهندسة المعمارية المستوحاة من البيئات المحلية، مما يساعد في إنشاء مبان مستدامة تستهلك طاقة أقل وتعزز الترابط المجتمعي".

ولفت إلى أن هذه المشاريع لا تعالج فقط التحديات البيئية المباشرة، بل تضع أسسا للاستدامة طويلة الأمد. فهي تسلط الضوء على كيفية الجمع بين التقاليد والابتكار، وتقدم نماذج قابلة للتطبيق على نطاق واسع، ما يسهم في خلق تغيير حقيقي في كيفية تعاملنا مع البيئة.

وأضاف:" لقد رأينا هذا العام قصصا مذهلة من مختلف أنحاء العالم، ونعتقد أن هناك المزيد من الحلول التي تستحق التقدير والدعم. إننا ملتزمون بمواصلة تسليط الضوء على هذه الجهود، وتشجيع التعاون بين الثقافات، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع".

وأكد الدكتور كاسترو دي لا ماتا أن الجائزة لا تقتصر على مجرد منح الفائزين التكريم المالي، بل توفر لهم دعما مستداما لضمان استمرارية مشاريعهم، قائلا:" نحن ندرك أن التأثير الحقيقي لا يأتي فقط من تقديم جائزة مالية، بل من بناء شبكة دعم تتيح للمشاريع الاستمرار والتوسع. ولهذا السبب، تقدم جائزة إرثنا مليون دولار أمريكي يتم توزيعها بين الفائزين الأربعة، لمساعدتهم في تطوير مبادراتهم وتعزيز استدامتها".

ونوه بأن الدعم لا يقتصر على التمويل فقط، بل يشمل أيضا توفير فرص للتواصل مع خبراء الصناعة وصناع السياسات والشركاء المحتملين، مما يسهم في توسيع نطاق تأثير المشاريع. كما نعمل على إعداد كتاب خاص يوثق مشاريع المرشحين الـ 12، مما يمنحهم منصة إضافية لنشر أفكارهم والترويج لمبادراتهم عالميا".

وفي ختام حديثه لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، وجه المدير التنفيذي لمركز "إرثنا" رسالة إلى جميع الأفراد والمؤسسات التي تعمل في مجال الاستدامة، قائلا:" نشجع كل من لديه مشروع مبتكر في مجال الاستدامة، خاصة إذا كان يجمع بين المعرفة التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، على التقدم للجائزة في الدورات القادمة. إن جائزة إرثنا ليست مجرد تكريم، بل هي منصة عالمية لدعم الحلول البيئية وإبراز أهمية الممارسات التقليدية في مواجهة التحديات البيئية

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق