شهر رمضان فرصة لتعزيز الفنون الإسلامية في قطر

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

16 مارس 2025 , 04:02م
alsharq

الدوحة - قنا

تشهد الفنون الإسلامية في قطر اهتماما متزايدا، إذ أصبحت جزءا من المشهد الثقافي والفني المحلي، وتعتبر متاحف قطر من أبرز الجهات الداعمة للفنون الإسلامية، سواء من خلال متحف الفن الإسلامي، الذي يعد منارة ثقافية تحتضن مقتنيات نادرة تعكس ثراء هذا الفن، أو عبر المبادرات التي تسعى إلى إبراز جمالياته ونشره بين الأجيال الجديدة.

ويقدم متحف الفن الإسلامي البرامج التعليمية وورش العمل التي تتيح للجمهور فرصة التفاعل مع فنون الخط العربي، التذهيب، والمنمنمات، مما يسهم في تعزيز الوعي الفني والثقافي.

كما نظمت متاحف قطر عددا من الرحلات لفنانين وفنانات من قطر إلى دول إسلامية مثل تركيا للتعرف على الفنون التقليدية الإسلامية التي تمارس هناك، مثل الخزف الإزنيقي، وفن الإيبرو، والتذهيب، والرسم على الزجاج، بالإضافة إلى استلهام تلك العناصر في أعمالهم الإبداعية.

وضمن جهود الدولة أيضا تأتي مسابقة قطر الدولية في الخط العربي "الرقيم"، التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، واختتمت نسختها الأولى في فبراير الماضي. وتهدف المسابقة إلى الحفاظ على اللغة العربية وخدمة القرآن الكريم، الذي نزل بلسان عربي مبين، إضافة إلى تقدير الخط العربي كفن وحرفة أصيلة ذات مستقبل واعد. كما تسهم "الرقيم" في اكتشاف المواهب، وتحفيز الإبداع، وتعزيز الوعي بجماليات الخط العربي كجزء من الفنون الإسلامية العريقة.

وقد أطلقت وزارة الثقافة، مؤخرا الدورة الأولى من المسابقة الدولية لفن الخط العربي بعنوان "جائزة الأخلاق"، وذلك بالشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بهدف تشجيع الفنانين والمبدعين على إحياء فن الخط العربي بقواعده التقليدية مع التركيز على قيمة "الخلق" والتي تمثل شعار هذه المسابقة.

وكالة الأنباء القطرية "قنا" تسلط الضوء على أهمية استلهام روح شهر رمضان الفضيل في الارتقاء بالفنون الإسلامية في دولة قطر لتكون جنبا إلى جنب مع الفنون التي تعتمد على التراث أو الفنون المعاصرة.

وفي هذا الصدد أكد عدد من الفنانات على ضرورة الحفاظ على الفنون الإسلامية وتطويرها وهو ما يتطلب جهودا مشتركة من المؤسسات الثقافية والفنية والتعليمية.

وأكدت في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن شهر رمضان يعتبر فرصة لتعزيز الفنون الإسلامية، وأن دولة قطر تعتبر مركزا مهما لدعم هذه الفنون وإبرازها كجزء من هويتها الثقافية الغنية.

وتؤكد المصورة والفنانة مشاعل الحجازي المختصة بالفنون الإسلامية، أن هذه الفنون لها سحر خاص، حيث تعتمد على الهندسة الدقيقة، التكرار المتناغم، والزخارف التي تعكس روحانية عميقة، مشيرة إلى أن الخط العربي يعد لوحة فنية قائمة بذاتها، إذ تحمل كل تفصيلة منه قصة متكاملة.

وأوضحت أن هذه الفنون أصبحت جزءا من الثقافة القطرية المعاصرة، حيث نجدها مندمجة في العمارة والتصميم الداخلي والتصوير الفوتوغرافي، إذ يستوحي المصورون في قطر الزخارف الإسلامية والإضاءة المستوحاة من المساجد القديمة لإنتاج أعمال تجمع بين الأصالة والحداثة.

وقالت الحجازي إن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية جعل الفنون الإسلامية أكثر حيوية في العصر الرقمي، حيث يتطلب تحويلها إلى لغة بصرية حديثة، إبداعا كبيرا لضمان الحفاظ على هويتها.

وأشارت إلى أن هناك اهتماما متزايدا بهذه الفنون، خاصة من خلال المعارض والورش، إلا أن التحدي يكمن في تقديمها بأساليب تصل إلى الأجيال الجديدة، مثل دمجها في الفنون الرقمية والتصوير الفوتوغرافي، منوهة بأن الأجواء الروحانية لشهر رمضان تعتبر مثالية لإبراز هذه الفنون ودعمها بما يتلاءم مع الشهر الفضيل.

قالت الفنان مشاعل الحجازي وهي إحدى الفنانات اللاتي شاركن في رحلة تركيا التي نظمتها متاحف قطر للتعرف عن قرب على أنواع من الفنون الإسلامية، إن دور متاحف قطر لا يقتصر على العرض والتوعية فحسب، بل يمتد إلى تنظيم رحلات فنية لعدد من الفنانين والخطاطين القطريين لزيارة العواصم التي تحتضن إرثا غنيا من الفنون الإسلامية، مثل إسطنبول، طشقند وغيرهما، ما يتيح للفنانين فرصة التعرف عن قرب على المدارس المختلفة لهذا الفن، وتبادل الخبرات مع نظرائهم في تلك الدول، مما يسهم في تطوير أساليبهم الإبداعية وتعزيز حضور الفنون الإسلامية في المشهد الفني المعاصر في قطر.

من جهتها، قالت الفنانة إيمان السعد المتخصصة في الفنون الزخرفية والخط العربي، إن الفن الإسلامي يمتلك طابعا مميزا عن بقية الفنون، ويحتل مكانة رفيعة في متحف الفن الإسلامي من خلال مقتنياته النادرة واللوحات القيمة، فضلا عن إتاحة الفرص لاكتسابه عبر الورش التعليمية التي يقدمها المختصون. ومع ذلك، ترى السعد أن الحفاظ على هذا الفن والارتقاء به يتطلب إنشاء مركز متخصص يجمع الخطاطين والمزخرفين والمهتمين بهذا الفن بجميع أنواعه، من خط وزخرفة وتذهيب ومنمنمات، بهدف تبادل المعرفة وإقامة ورش فعالة ودروس مستمرة والمشاركة في المعارض الداخلية والخارجية.

وتؤكد السعد أن الفنانين يهتمون بالعمل في مختلف الأوقات، ولكن مع شهر رمضان ربما تجذبهم كتابة آية قرآنية أو حديث نبوي أو تقديم عمل زخرفي متميز، منوهة بأن إنشاء بيئة فنية حاضنة لهذا الفن سوف يترك أثرا إيجابيا يحافظ على استمراريته.

ودعت الفنانة إيمان السعد إلى ضرورة تعاون المدارس مع أصحاب الخبرات لإقامة ورش تعريفية للطلاب، خاصة أن الزخرفة والتذهيب هما الأساس في تزيين المصاحف الشريفة وبيوت الله، معربة عن ثقتها في أن الطالبات سيجدن شغفا كبيرا بهذه الفنون بمجرد ممارستها.

أما الفنانة التركية المقيمة في قطر خديجة يتيش، فترى أن الفنون الإسلامية في قطر تشهد نموا ملحوظا، مشيرة إلى أن الاهتمام بالفنون التقليدية مثل التذهيب والخط العربي يقتصر غالبا على فئات محددة مقارنة بالتيارات الفنية الحديثة، لافتة إلى أن هذه الفنون تعد عنصرا أساسيا في تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على الإرث الجمالي، ما يستدعي بذل جهود أكبر لنشرها على نطاق أوسع.

وتقترح يتيش تعزيز حضور الفنون الإسلامية في قطر عبر زيادة البرامج التعليمية، ودعم الفنانين، وتنظيم معارض دولية متخصصة تمنح الفنانين في قطر فرصا أوسع للظهور والانخراط في المشهد الفني العالمي، مؤكدة أهمية تنظيم المزيد من الورش والفعاليات في مراكز الفنون البصرية لتعريف الجمهور بهذه الفنون، إلى جانب تطوير مشاريع تمزج بين الفنون الإسلامية واللمسات العصرية لجذب اهتمام الأجيال الجديدة.

وحول رحلتها الفنية، أوضحت يتيش أنها نشأت في بيئة تحتفي بتقاليد التذهيب العريقة في تركيا، وتسعى إلى نشر هذا الفن على الساحة الدولية والتعريف به في قطر.

وأكدت أن فن التذهيب ليس مجرد تعبير جمالي، بل هو رحلة تتطلب الصبر والصفاء الروحي، مشيرة إلى أن للفن قوة علاجية، ولذلك تطمح إلى مشاركة هذا الفن مع المهتمين به ونقله إلى الأجيال القادمة.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق