الأحد 16 مارس 2025

تم نسخ الرابط بنجاح

كلوروفيل
"وإنك لعلى خلق عظيم"، كانت هذه شهادة الله سبحانه وتعالى في نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، والذي قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
مكارم الأخلاق صفة بارزة في سيرة النبي وأفعاله وأقواله، ورسالة محمد (صلى الله عليه وسلم) منذ قرون من الزمان شملت المكان، فكانت رحمة للناس، وشملة الزمان فهي باقية الى قيام الساعة. مفهوم الاستدامة، الذي تنادي به دول العالم في الفترة الأخيرة، ما هو الا خلق نبوي رفيع، لا بد أن نتحلى به، ونعمل عليه ليكون نظام حياة دائما، من خلال نشر معلومات واضحة ومفهومة، عن تأثيرات الأنشطة البشرية على البيئة.
يمكن أن يتم ذلك من خلال الندوات، المقالات، والدورات التدريبية التي تشرح كيف أن الضرر البيئي يؤثر على حياتنا اليومية، وكيف أن تطبيق مبدأ "لا ضرر ولا ضرار" في تعاملنا مع البيئة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المستقبل. يكون ذلك عبر دعوة المؤسسات المحلية، مثل المدارس، الجامعات، والمنظمات غير الحكومية، إلى إقامة شراكات للترويج لممارسات الاستدامة، وهذا قد يشمل تنظيم حملات توعية جماعية، أو دعم المشاريع البيئية التي تعكس المفهوم، وكذلك التفكير في حلول مبتكرة غير تقليدية للاستدامة، مثل استخدام التقنيات الحديثة في الحفاظ على البيئة، أو تطوير مشاريع اقتصادية تُسهم في حماية الموارد الطبيعية وتوفير فرص عمل مستدامة من خلال الجمع بين المبادئ النبوية والتطبيقات العملية. يمكن للدولة أن تشجع المجتمع كي يستطيع أن يحقق التوازن البيئي والاجتماعي، ويعيش وفقاً للقيم التي دعا إليها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، الأمر لا يتطلب مجرد فهم، بل أيضاً عمل جماعي متكامل، يسهم فيه كل فرد بشكل فعال. نحن مسؤولون اليوم عن الأرض التي نعيش عليها، ولابد أن نكون أكثر وعياً بسلوكنا وممارساتنا على هذه الأرض. ولا يمكننا التراجع أو التغاضي عن دورنا في الحفاظ عليها. فلنكن جميعاً رواداً في بناء عالم مستدام، والى مستقبل أخضر مثمر، إن شاء الله.
دكتوراة علم نبات، كاتبة كويتية
0 تعليق