في ظل تعثر مفاوضات تبادل المحتجزين وارتفاع حدة التوتر في الشرق الأوسط، أطلق المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، تهديدًا مباشرًا لحركة حماس، مستندًا إلى العمليات العسكرية الأخيرة التي استهدفت الحوثيين في اليمن.
ويتزامن هذا التحذير مع تزايد الضغوط الدولية على حماس للرد على مقترحات الوسطاء، وسط توقعات متزايدة بإمكانية استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
تصريحات تصعيدية وتحذير من العواقب
في تصريحات مثيرة للجدل، شدد ويتكوف على أن استمرار حماس في رفض إطلاق سراح رهينة واحد على قيد الحياة وأربعة آخرين قتلى، أمر غير مقبول، مشيرًا إلى أن “هناك نافذة فرصة تضيق، وعليهم أن يتعلموا مما فعلناه مع الحوثيين”.
أخبار تهمك
برنامج الأغذية العالمي: الحصار الإسرائيلي يمنع إدخال المساعدات إلى غزة منذ 2 مارس
تدفق السياح الإسرائيليين إلى سيناء.. بين الانتعاش الاقتصادي والتحديات الأمنية
يأتي هذا الموقف بعد تهديدات أمريكية سابقة أمهلت حماس مهلة غير معلنة للاستجابة، بينما تنتظر إسرائيل ردّ الحركة على مقترح جديد ينص على الإفراج عن 11 محتجزًا أحياء، و16 آخرين قتلى، في إطار صفقة تبادل شاملة.
وفي هذا السياق، عقد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اجتماعًا مع فريق التفاوض العائد من الدوحة، لمناقشة الجمود الحاصل في المحادثات.
وتركزت المناقشات حول خيارين: استئناف العمليات العسكرية بشكل ثلاثي موسع، أو تنفيذ عمليات محددة لم تعترف بها حماس حتى الآن.
مقترح أمريكي بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان
تشير التقارير إلى أن ويتكوف قدم مقترحًا خلال المحادثات في قطر يقضي بتمديد وقف إطلاق النار ليشمل شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، لمنح فرصة للتوصل إلى هدنة دائمة.
وبحسب هذا المقترح، سيتم الإفراج عن محتجزين أحياء مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وفق آليات تبادل سابقة.
لكن موقف حماس لا يزال متشدداً، حيث ترفض تقديم تنازلات دون اتفاق شامل يشمل وقف إطلاق النار بشكل نهائي، وهو ما اعتبرته واشنطن “غير عملي”.
وأكد ويتكوف أن “حماس تراهن على الوقت بشكل خاطئ، المهلة واضحة، وإذا لم تستجب، ستواجه تبعات خطيرة”.
جاءت تهديدات ويتكوف بعد تنفيذ الجيش الأمريكي ضربات جوية مكثفة ضد الحوثيين في اليمن، في أكبر عملية عسكرية منذ سنوات، وسط تأكيدات بأن هذه الحملة قد تستمر لأسابيع.
وأوضحت مصادر أمريكية أن الضربات لم تكن مجرد تحرك منفرد، بل بداية لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية المتواصلة ضد الحوثيين، مما يحمل رسالة واضحة إلى حماس بأن أي مماطلة قد تقود إلى تصعيد عسكري ضدها، سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية أن واشنطن أبلغت إسرائيل مسبقًا بتفاصيل الهجمات في اليمن، ما يعكس مستوى غير مسبوق من التنسيق العسكري بين الطرفين.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الإدارة الأمريكية تتبنى موقفًا أكثر تشددًا تجاه حماس، مما يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد واسع النطاق في المرحلة المقبلة.
0 تعليق