عربي ودولي
0

فلسطينية تعد الخبز لأهالي الحي في غزة
❖ غزة - محمـد الرنتيسي
يحمل شهر رمضان المبارك نفحات الرحمة والتعاون بين الفلسطينيين، ويبعث على السكينة في قلوبهم وإن اكتوت بنار الحرب، وفي الشهر الفضيل فرصة مثالية لتعزيز قيم وأواصر المحبة والتلاحم في المجتمع الفلسطيني، ورغم الظروف الصعبة، يجتهد الفلسطينيون في إحياء عادات رمضان الجميلة التي ورثوها منذ قرون، كتبادل الأطباق بين الأقارب والجيران.
في قطاع غزة، ثمة أهلّة وفوانيس مزركشة ومصابيح مضيئة وحبال زينة فوق الركام، يحاول واضعوها رفع منسوب البهجة بحلول شهر رمضان.. الطقوس هي ذاتها وإن بدت غزة كمن يصوم الدهر بفعل الحصار والجوع، في الأسواق المدمرة حلويات للأيام المرّة، والطايف «تحلاية» يُذكر بها رمضان وإن أصبحت ترفاً!.
ورمضان في فلسطين، هو شهر الرحمة والتكافل، وفيه يزداد الإلتفات إلى المحتاجين، وللشهر الكريم مذاق خاص عند الأطفال، إذ يعيشون عاداته التي تكسر روتين الشهور، في السحور وصلاة التراويح والتقاليد الخاصة التي تميزه.
ورغم أن أهل غزة تخلوا مكرهين عن الكثير من تقاليد شهر رمضان للعام الثاني توالياً، إلا أن الظواهر الايجابية طغت على الأجواء الحزينة، خصوصاً فيما يتعلق بالتكافل الأسري، وإنقاذ العائلات المتعففة من غائلة الجوع والفقر، لا سيما وأن الحرب أفرزت فقراء جدداً، وجنّدت كثيرين في جيش البطالة.
في خانيونس بدا مشهد الطفلة روان الآغا وهي تحمل طبقاً من الأرز والخضار، أرسلته عائلتها إلى جيرانهم، محط أنظار الأهالي في منطقة المواصي، الذين حرصوا على دعم الفكرة ومحاكاتها، باعتبارها إحدى العادات المتوارثة عن الآباء والأجداد، تحديداً في شهر رمضان المبارك.
وأعادت الحرب الدامية التي شنها جيش الكيان على قطاع غزة، إنتاج العديد من الظواهر الإيجابية، وإحياء العادات القديمة والتقاليد المرتبطة بالشهر الفضيل، بعد أن تراجعت في سنوات سابقة، فاتسعت دائرة المبادرات الإيجابية، لتنحسر معها نقيضتها السلبية.
«شهر رمضان فرصة لتعزيز قيم المحبة والتلاحم بين العائلات الفلسطينية، ويحمل معه نفحات الرحمة والتعاون، ويبعث على السكينة في القلوب» قالت عالية والدة روان، وقد ارتسمت ابتسامة خجولة على وجهها، لافتة إلى أهمية تعزيز صور الترابط بين الناس، حتى في «عز الحرب» منوهة إلى أنها تحاول إحياء بعض العادات الجميلة، كتبادل الأطباق بين الجيران والأصدقاء رغم ندرة الطعام وقلة الإمكانيات.
متفقاً مع ما ذهبت إليه عالية، أكد عبد الناصرالسقا أن لشهر رمضان ذكريات محفورة في النفوس، وأهمها تبادل الأطباق بين الناس.
وقضت العادة خلال شهر رمضان في قطاع غزة، بأن يقيم ميسورو الحال «موائد الرحمن» والإفطارات الخيرية الجماعية في كل الميادين والمساجد الرئيسية للمدن الغزية، غير أن ظروف الحرب التي ألقت بظلالها على العامين الأخيرين، دفعتهم لتقاسم رغيف الخبز، ما أضفى بريقاً على أجواء الشهر، رغم حلوله حزيناً.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق