مختصر مفيد
أنا لست رجل دين، لكنني أقرأ القرآن منذ 30 عاما، منذ أكتوبر 1995، تأملوا ما ورد في سورة المائدة: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين، وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق، ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين، فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين".
هنا فقط لأنهم قالوا "كلمات"، فكان جزاؤهم الجنة، فما بالك لو الإنسان عمل الصالحات؟
أرجو أن يكون ما ورد مفهوما.
الآن سيخرج لنا شيخ دين ويقول: لا هذا ليس هو المقصود، هذا كذا... وكذا.
يا أخي الخالق سبحانه يقول بكلمات واضحة، ويقول "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها".
نتمنى من الأئمة في المساجد الطرح اللين الجميل، الذي يحبب المسلم في دينه، كما أن أغلب الوعظ هي أنشطة متكررة، ودعاة بلا تأثير.
كتبت مقالة عن مسلم رأى يهوديا في أحد شوارع لندن فصفعه، فقلت في المقالة مستهجنا هذا الفعل: لماذا صفعه، ليتركه وشأنه؟ فرد عليَّ أحدهم قائلا في تعليق في موقع تويتر: "إذا جاءكم فاسق بنبأ".
فخرجت من موقع "تويتر"، وأنا أشد كراهية له، أكره اليوم الذي عرفت فيه هذا الموقع المتشنج بالكراهية، والسلبيات، والطعن في سمعة الناس.
إن الخالق سبحانه يذكر اللين والرقة، والعطف، والأجر للمحسنين بجمال الأسلوب، وهذا المتشنج يأتي بسوء الظن في الناس، ويجرح المشاعر.
معظم الأئمة لا يشرحون للناس جمال الإسلام، فأين هم، مثلا، من سورة التوبة (الآية 101 وما بعدها)، ففيها أنواع من الأشخاص، من بينهم مسلم خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فغفر الله له، ونحن جميعنا نخلط العمل الصالح والسيئ، فقال سبحانه: "وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم، ان الله غفور رحيم".
وهناك شخص، عمل عملا سيئا، وكلنا نتفق ان هذا الشخص مصيبة، سيئ جدا، ورغم ذلك قال الله سبحانه "وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم، والله عليم حكيم".
بل ويقول سبحانه في سورة العنكبوت (الآية 24): "والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي، وأولئك لهم عذاب أليم"، والذي فهمته، أن الله يقول اني ارحم الكافر فلا ييأس من رحمتي.
لو اتخذ المسلمون الرفق واللين، والنهج الوسط لكسبوا قلوب مئات الملايين من الناس، فالخطاب الديني المتشدد والمتعصب، والجماعات الإسلامية المتطرفة التي تتهدد المسلمين بنار جهنم، ماذا كانت من نتائجها؟
إنها جعلت آلافا من المسلمين يرتدون عن الإسلام في اندونيسيا وايران، ولم نشرح للعالم حقيقة الإسلام.
كنا قبل 60 أو 50 عاماً نستمع، ونحن صغار، الى الشيخ عبدالله النوري وهو يتحدث في التلفزيون حديثاً معتدلاً ممتعاً، ولم نرَ الفتنة أو نستمع لخطب طائفية، أصلاً لم نعرف شيئا اسمه طائفية، أو إرهاب، أو جماعات إسلامية متشددة.
0 تعليق