محليات
0
باحثوها يستكشفون فرص توظيفه في اكتساب المعرفة الإسلامية..
د. محمد غالي
❖ الدوحة - الشرق
ناقش باحثون من مؤسسة قطر التبعات الأخلاقية الناجمة عن استخدامات الذكاء الاصطناعي واعتبروها تحديًا رئيسيًا لابُد من مناقشته تمهيدًا لمعالجته.
ينبع هذا التحدي من «ضرورة تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي بكميات هائلة من البيانات المختلفة بغرض تدريبه ومساعدته على التعلّم»، وذلك بحسب الدكتور مجد حواصلي، عالِم في تقنيات اللغة العربية في معهد قطر للحوسبة بجامعة حمد بن خليفة.
يوضح د. حواصلي: تُعد جودة البيانات المستخدمة ونقاؤها أمرًا بالغ الأهمية، وهذا يعني أن تكون هذه البيانات خالية تمامًا من أي تحيزات فكرية أو مفاهيم خاطئة أو محتوى ضار، وذلك لضمان استجابة نماذج الذكاء الاصطناعي بأسلوب يتوافق مع القيم والمعايير الأخلاقية وتعاليم الإسلام.
مع تأكيد الخبراء على ضرورة ضمان توافق نماذج الذكاء الاصطناعي التي تخدم الإسلام مع القيم الدينية، وأهمية ألا يعني هذا بأي شكلٍ الاستغناء عن البُعد الإنساني الذي لا غنى عنه في أمور الدين والإيمان، فإن توظيف الذكاء الاصطناعي في دعم الممارسات الدينية يفتح آفاقاً مثيرة للاهتمام. ويُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُثري عملية التعليم وأن يُساعد في تطوير التعلم الديني وجعل الوصول إليه أكثر سهولة من قبل الراغبين بتنمية معارفهم»، وذلك من خلال أتمتة الذكاء الاصطناعي لعملية جمع وتلخيص كم هائل من النصوص الدينية وشروحها بما يعود بالنفع على الدارسين دون الحاجة إلى قضاء وقت طويل في البحث المكثف.
في نفس الوقت، حذر الدكتور حواصلي من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي كبديل عن العلماء، قائلًا: «مجرد فكرة استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي كبديل عن العلماء هي فكرة خطيرة، فمن المهم للغاية أن يقتصر دورها على تيسير التعلم وتنظيم المعرفة واسترجاع المصادر، في حين يبقى للعلماء دورهم المهم في تطبيق هذه المعرفة ببصيرة نافذة يدعمها فهمهم العميق للنصوص وإدراكهم للتوازنات الأخلاقية الدقيقة».من جهته، يؤكد الدكتور محمد غالي، أستاذ الدراسات الإسلامية وأخلاقيات الطب الحيوي في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق، كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، على أهمية دور العنصر البشري في تفسير النصوص الدينية وترجمتها لأحكام وتعاليم توجه الأفراد والمجتمعات المسلمة نحو عيش حياة طيبة في الدنيا وتحصيل النجاة في الآخرة، مع تأكيده أيضًا على الإمكانيات التي يحملها الذكاء الاصطناعي في تيسير الوصول إلى المعرفة الإسلامية.
وتساءل: أين يقع الذكاء الاصطناعي في التسلسل الهرمي الأخلاقي الإسلامي أو ما يعرف بمراتب الموجودات في الكون؟ وتساؤل عن تفنيد الذكاء الاصطناعي على أنه بعكس البشر هو مجرد كائن غير حي لا يتمتع بكرامة معنوية أو مكانة أخلاقية تماثل كرامة البشر. وقال: تم تصنيف الكائنات أو الموجودات في المعارف الإسلامية ضمن تسلسل هرمي أخلاقي، يتمتع بموجبه البشر بأعلى مكانة فيه، يليهم الحيوانات ومن ثم النبات.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق