العلماء ينعون الداعية الشيخ أبا إسحاق الحويني

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

2

حمل أمانة الدعوة والدفاع عن السنة النبوية الشريفة ومن أعلام المجالس العلمية..
19 مارس 2025 , 04:07ص
alsharq

تشييع جثمان الشيخ الحويني

❖ إعداد: الشيخ محمد قطب القصاص

نعى عدد من العلماء الداعية العالم المحدث الشيخ ابا اسحق الحويني الذي انتقل الى جوار ربه امس الاول ووري جثمانه الثرى امس في مقبرة مسيمير.

وأجمعوا على ان الشيخ كان احد علماء الامة المتميزين الذي هبوا للدفاع عن السنة النبوية وكان احد علماء الحديث النبوي حيث حقق العديد من كتب السنة النبوية وكان داعية محبوبا وهبه الله قبولا، ووجها بشوشا، وقلبًا عطوفا حنونا، فتحقق له الحضور في مجالس الذكر والدعوة. كما كان صاحب مواقف مشهودة وثبت ولم يتلون ولم يهادن في زمن ندرت فيه مشاعل النور التي تضيء الطريق للسالكين.

    - د. أحمد عيسى المعصراوي: قرأ علي القرآن برواية أبي جعفر

راية من راياتِ الدّعوة اليانعة، وعَلَمٌ من أعلامها البارزة، وطراز فريد من العلماء انتفع بعلمه عدد لا يحصى من أبناء الأمة الإسلامية في مشرق الأرض ومغربها (عموما) ومن المهتمين بالحديث النبوي الشريف وعلومه (خصوصًا)، كما عم الانتفاع بدروسه الدعوية التي بثتها الكثير من القنوات الإسلامية على مرور سنوات عديدة، كان لها أثرها الإيجابي في تغيير سلوكيات كثير من شباب وفتيات الأمة الإسلامية الذين تأثروا بدعوته، فسلكوا طريق الحق، والنور بعد أن كادوا يضيعون بين ثقافات الفكر الليبرالي، أو العلماني، وغيرهما من التيارات العصرية الهدّامة التي تهدم ولا تبني، وتدمّر ولا تعمّر، والتي راح ضحيتها كثير من أبناء هذه الأمة.

إن الشيخ أبا إسحاق ليشهد بعلمه القاصي والداني من هذه الأمة، وإنني إذ أكتب هذه الأسطر عن الشيخ العلامة؛ فمن باب إعطاء كل ذي حق حقه - في زمن ندرت فيه مشاعل النور التي تضيئ الطريق للسالكين، وتهدي الحائرين - وإلا فمكانة الشيخ أكبر بكثير ممن يكتبون عنه، وإنّي لأرجو من الله العلي الكبير أن يجعل كل ما قدمه الشيخ من خدمة لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعناية به عمرًا طويلاً فى موازين حسناته يوم يلقاه، وذخرًا له عند مولاه.

وقد كان الشيخ حريصا على القرآن وتلقيه وقد ختم عليّ القرآن كاملا برواية أبي جعفر وقال وددت أنني اهتممت بالقرآن في حياتي أكثر من أي شيء آخر.

20250319_1742346700-79880.jpeg?174234670

    - د. عبد السلام البسيوني: ما هذه الخاتمة يا أبا إسحاق؟

لكم أغبطك على هذه الميتة العجيبة أيها الرجل الصلب! ميتة في السابع عشر من رمضان، يوم الفرقان يوم التقى الجمعان؟ كأن هناك ربطًا بينك وبين بدر، بجهادك في سبيل الله، وانتصارك للحق الذي أنزله الله!

أغبطك على هذه الميتة العجيبة أيها الشيخ الحازم، الذي لم ينكفئ، ولم يجمجم، ولم يتلون، ولم يخرج عن قناعاته مهما كلفته، لا يخاف في ربه ومعتقده لوم لائم، ولا عتب عاتب.

أغبطك على هذه الميتة العجيبة أيها الشيخ الذي امتلأت جوانحه بحب خيرِ صحابة، لخير رسول، في خير أمة.

أغبطك على هذه الميتة العجيبة أيها الشيخ (الحويط) فقد أدركت أنك تستطيع أن تطيل عمرك بعد لقاء ربك، بتراث مكتوب ومرئي ومسموع كثير غزير، فيه عشرات السلاسل، ومئات الدروس والمحاضرات.

أغبطك على هذه الميتة العجيبة أيها الشيخ المبتلى، الذي اجتمعت في موته بشريات، وعلامات عديدة من حسن الخاتمة!

وحسبك ثناء شيخك الشيخ ناصر الدين حين قال لك: صَحَّ لك ما لم يصحَّ لغيرك!

   - د. محمد حسن عبد الغفار: الشيخ حيّ بإرثه وعلمه ودعوته

بقلوب يعتصرها الألم والحزن تلقت الأمة خبر وفاة نجم من نجومها، العالم السنّي المرابط المحدِّث المدافع عن حمى السنّة، المرابط عليها تصفية وتنقيحًا وتحقيقًا وتعليمًا ونشرا، الشيخ الجليل أبي إسحاق الحويني رحمه الله. والشيخ وإن كان قد مات، لكنّه حيّ بإرثه وعلمه ودعوته وتربيته وتلامذته ودعوته المباركة، فقد أوقف نفسه عمره كلّه؛ ينصح الناس ويذكرهم بالله بالحكمة والموعظة الحسنة يسير على نهج سلفه بالتخلية قبل التحلية، يعلم الأمة صغيرها وكبيرها، عوامّها وخواصها سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقرّب لهم علم الحديث، حرس حدود يدفع عن السنة زيغ الزائغين، وانتحال المبطلين، ويدافع عن الصحب وأمهات المؤمنين من كيد ومكر الروافض الحاقدين، وصارمًا مسلولًا على كل من ينتقص من النبي صلى الله عليه وسلم، أو يستهزأ بالدين.

وكان رحمه الله رحيما وشفيقا وأبًا حانيًا لطلبة العلم؛ يصغي إليهم جميعهم، ويجيب عن استفساراتهم، ويقضي ويسعى في حوائجهم.

ومما عاش عليه مربيًّا الجيل إنزال الناس منازلهم بمعرفة أقدار العلماء النبلاء، فكان يعلم تراجم وسير العلماء والمحدثين .

20250319_1742346701-37502.jpeg?174234670

   - سهَّل العلوم ونال الحب والقبول

أخيرا.. تعجز الكلمات عن التعبير عن قامة كبيرة وعالم جليل مثل الشيخ ابي اسحاق الحويني وقد اجتمعت فيه صفات قل وجودها في غيره ومن ذلك هذا الحب للشيخ المنتشر بين من رآه ومن لم يره ولعل هذا من بركة عمله الدؤوب في خدمة السنة النبوية والاجتهاد في تطبيقها والدعوة إليها والدفاع عنها وتميز رحمه الله بتبسيط المعلومة وخاصة ما يتعلق بعلم الحديث رغم صعوبته إلا أنه رحمه الله شرحه ففهمه العوام كما فهمه طلاب العلم. وكان من مميزات الشيخ أنه يصبر على المتعلم ولا ينتقل من مسألة لأخرى إلا وقد تأكد من وضوح وفهم المسألة الأولى لدى الحضور ولو كانوا بالمئات.

وهو رحمه الله رجل الخاصة ورجل العامة فقلمه ومؤلفاته كانت لطلاب العلم ولسانه في علمه أو مواعظه كان للجميع وكان يرحب ويحب العطاء العلمي وإجابة السائلين سواء عقب درس أو صلاة وفي المجالس العلمية تجد الشيخ يتفحص ويتثبت عن المعلومة وهي صفة لازمة له مع كل معلومة ولو كانت طبية كما كان يتميز رحمه الله بالاستماع الجيد لمحدثه وعدم مقاطعته ولا يتضجر من مخالف بل تجد النقاش العلمي الموضوعي.

توالت المشاكل الصحية على الشيخ منذ سنوات ورغم اشتداد المرض وطوله وتشعبه إلا أنه كان محافظا على هدي نبينا صلى الله عليه وسلم فيحافظ على صلاة الجماعة رغم بعد المسجد عن بيته واستعماله لعجلة كهربائية ورغم مراجعاته الدائمة للمستشفى والوعكات الصحية التي كانت تصيبه من وقت لآخر.

    - د. علي محيي الدين القره داغي: عرفته في الأزهر واجتمعنا في قطر

بقلوب يعتصرها الحزن، وعيون تفيض بالأسى، تلقينا نبأ وفاة الشيخ الجليل أبي إسحاق الحويني، العالم المحقق، والداعية المخلص، الذي نذر عمره لنشر العلم، وخدمة السنة النبوية، والذب عن حياض الدين، منافحًا عن الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم.

‏لقد كان رحمه الله صاحب منهج راسخ، ولسان صادق، وفكر نقي، يجهر بالحق في زمن عزّ فيه الصادقون. عرفته أول مرة في الأزهر، ثم جمعتنا الأيام في قطر، حيث رأيت فيه عالمًا ارتقت همته، ونضج فكره، وتحرر من قيود التردد، فاصطف مع المظلوم، ووقف بوجه الظلم بكل صوره، مؤمنًا بأن العالم الحق لا يبيع دينه بدنيا غيره.

‏إن فقدان العلماء الصادقين خسارة لا تعوض، لكن عزاءنا أن يبقى علمهم نبراسًا للأجيال، وسيرتهم شاهدة على صدق عطائهم. نسأل الله أن يتغمد الشيخ الحويني بواسع رحمته، ويرفع درجته في عليين، ويجعل ما قدمه في ميزان حسناته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

‏إنا لله وإنا إليه راجعون.

    - الشيخ محمد حسين يعقوب: ومات الشيخ الصالح اللطيف

مات أخي وصديقي وحبيبي وصاحبي صحبته منذ أربعين سنة وما علمته إلا رجلا صالحا شق طريقه في مصطلح الحديث بأظافره بعرقه ودمه.

مات الشيخ عرفته منذ ان كان شابا صغيرا يسكن في منشية نصر والذي أشهد لله به أنني ما عرفته إلا رجلا صالحا طيبا على الفطرة كما هو منذ خرج من قريته (حوين) بكفر الشيخ عاش بنفسه ويغوص في أعماق الكتب ليل نهار لا يكل ولا يمل وقد آتاه الله من النعم ما لا أستطيع أن أحصيها كانت همته عالية في القراءة وبخط جميل وأسلوب مميز وطريقة فذة في استخراج الفوائد واستنباط المعاني وكانت لغته قيمة وجزلة وعالية في البلاغة والحصافة والمتانة في الأسلوب والخطابة وكان شخصا محببا للمسلمين فكان كل من رآه يحبه.

ثم ابتلي بالمرض فصبر ورضي وأخبرني في آخر مكالمة بيني وبينه أنه يعمل في كتاب وأنه أنجز منه عشرين مجلدا وسيطبع بالكويت فكان رجلا مباركا بورك في جهده وعلمه وأسلوبه ولغته.

حججت معه ثلاث مرات فكان قوة على العبادة وسمتا صالحا ولطيفا وكان جميلا وصاحب دعابة طيبة ومزحة جميلة وجميل الطلعة والهيئة.

كان رحمه الله إلى جانب الحديث له فقه متين وله اجتهاد لطيف وكان محبا للقرآن ويحب سماع الشيخ المنشاوي ويستخرج من الفوائد.

 أسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة

    - الشيخ سامح قنديل: المنازل أسرار مكتومة تظهرها الخواتيم

اجتمعت القلوب من كل أصقاع الدنيا على هذا الفقيد المبارك الذي نودعه اليوم: موعدنا الجنائز!!

وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد الله بعبد خيرًا عسله قيل وما عسله؟ قال: يفتح الله له عملا صالحا قبل موته ثم يقبضه عليه!

ولكن نشهد الله أنه استعمله وعسّله في أبواب كثيرة.

* فقد استعمله في طلب الحديث رواية ودراية ورعاية فأفنى في ذلك عمره.

* واستعمله في حمل أمانة الدعوة وهموم الأمة واجتماع الكلمة

* واستعمله في الغيرة على الهوية وتعظيم الحرمات والغضب للدين!

* واستعمله في إظهار القدوة بسمته وأدبه و هديه ودلِّه.

وقد كتب في نهاية مقدمته في تقریظ کتاب لبعض إخوانه: كتبه عيبة العيوب وذنب الذنوب: أبو إسحاق الحويني! فجاءني الطابع مستغربًا: ما هذا ؟ قلتُ: هذه طريقة السلف!

والعلماء لا يموتون! قد تذهب الأجساد ولكن يبقى الأثر، وهل مات الإمام أحمد والشافعي وابن تيمية ؟ هل مات ابن باز والعثيمين والألباني والقرضاوي؟

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق