رغم أن شهر رمضان يتميز بساعات صيام طويلة قد تصل إلى 14 ساعة أو أكثر يوميا في بعض البلدان والمناطق، يلاحظ الكثيرون زيادة غير متوقعة في أوزانهم بنهاية الشهر الكريم.

دراسات حديثة كشفت الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة التي تبدو متناقضة، مشيرة إلى أن العادات الغذائية والسلوكيات اليومية تلعب دورا محوريا في هذا السياق.

وفقا لدراسة أجراها باحثون من معهد أبحاث الرعاية الصحية الدقيقة بجامعة كوين ماري في لندن، بالتعاون مع المدرسة النرويجية لعلوم الرياضة عام 2025، فإن الجسم يمر بتغيرات جزيئية كبيرة خلال الصيام الطويل، إذ يتحول من استخدام الجلوكوز إلى حرق الدهون المخزنة خلال الأيام الأولى.

لكن هذا التأثير قد ينقلب عندما يتم الإفراط في تناول السعرات الحرارية خلال ساعات الإفطار.

الدراسة التي شملت متابعة 12 متطوعا أصحاء خلال صيام لمدة 7 أيام، أظهرت أن الجسم يستعيد الوزن بسرعة إذا لم تُدار كمية الطعام المتناولة بعد الصيام بعناية.

وأوضحت الدراسة أن تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مثل المقليات والحلويات الرمضانية بكميات كبيرة بعد الإفطار يؤدي إلى تراكم الدهون، خصوصا عندما يصاحب ذلك قلة الحركة.

كما أشارت دراسة أخرى إلى أن عادة «الأكل بنهم» لتعويض ساعات الصيام، إلى جانب الإفراط في العصائر السكرية والمقليات مثل السمبوسة، تعد من أبرز أسباب زيادة الوزن.

في سياق متصل، ينصح خبراء التغذية بممارسة الرياضة الخفيفة، مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميا بعد الإفطار بساعتين، لتعزيز حرق السعرات الحرارية، مع تقليل النشويات والدهون والتركيز على الألياف والبروتينات.

ويؤكد الباحثون أن الوعي بنوعية الطعام وكميته خلال ساعات الإفطار هو المفتاح للتحكم في الوزن خلال رمضان.

وقالت أخصائية التغذية مدربة الرياضة بتول بيبرس، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: «الأمر الوحيد الذي يتحكم في وزنك خلال شهر رمضان يتمثل بعدد السعرات الحرارية التي تستهلكها خلال ساعات الفطور».

وأوضحت أن زيادة الوزن أو فقدانه تعتمد بشكل أساسي على توازن الطاقة في الجسم، أي عدد السعرات الحرارية المستهلكة مُقابل عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم في اليوم.

لذلك، يتمثل المعيار الأساسي لخسارة الوزن بعدد الوجبات والسعرات الحرارية، وليس بعدد ساعات الصيام.