مع استئناف المحادثات الأمريكية - الأوكرانية في الرياض اليوم (الأحد)، وفي جدة (الإثنين)؛ يترسَّخ علوًّ مقام الدبلوماسية السعودية، تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. ولا ينحصر ذلك العلوُّ في الدبلوماسية البارعة وحدها؛ بل يتعداها ليشمل البراغماتية في تحقيق مصالح المملكة السياسية والاقتصادية والأمنية، والتزام التوازن المطلوب في علاقات المملكة بالقوى الكبرى ذات المصالح المختلفة، وربما المتضاربة أحياناً، في عالمٍ يسوده استقطاب سياسي حاد، وتهديدات جيوبوليتيكية لاقتصاد غالبية دول المعمورة. وكانت أولى وأبرز ثمار ذلك التوازن السعودي إقبال الولايات المتحدة، وروسيا، وأوكرانيا على عرض السعودية استضافة أكبر وساطة تهدف لوضع حدٍّ للأزمة بين موسكو وكييف، وبين موسكو وواشنطن في مرحلة لاحقة. وفي الأفق مساعٍ سعودية لا تنقطع لوقف الحرب الأهلية الدائرة في السودان الشقيق؛ فضلاً عن دور سعودي متوقع في تحقيق إجماع دولي على حلٍّ للأزمة الدموية في قطاع غزة. ولعل أنسب ما يمكن أن توصف به دبلوماسية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أنها ناجمة عن تبصُّر، ورجاحة رأي، وتأنٍّ، وتريث، واحترام القوى العالمية، كبيرها وصغيرها على حدٍّ سواء. ويمثِّل هذا التقدم الكبير تتويجاً لمسيرة دبلوماسية أرسى دعائمها العاهل المؤسس الملك عبدالعزيز، وأبناؤه الملوك؛ الذين بنوا الأسس الاقتصادية والسياسية حتى وصلت المملكة إلى ما هي فيه اليوم من استقرار، وتعاون دولي متعدد الأطراف، ويدٍ ممدودة للجميع، وإغاثة للملهوف في كل مكان في العالم.
أخبار ذات صلة
0 تعليق