سمو الأمير يوجّه اليوم كلمة بمناسبة العشر الأواخر

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وجه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اليوم الأحد كلمة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وفيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي تجلى في علاه وكثرت عطاياه الذي نرجو عفوه ورضاه والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلاة تدوم ولا تزول وعلى آله وأصحابه الكرام الطيبين.

أخواتي وإخواني أبناء وطني العزيز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألتقي بكم في هذه الليلة المباركة من العشر الأواخر من شهر رمضان لنهنئ الجميع بهذا الشهر الفضيل أعاده الله عليكم وعلى وطننا الغالي وعلى أمتينا العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.

ألتقي بكم في ظل هذه الأجواء الإيمانية المباركة وأدعوكم لاغتنام نفحات وصفاء ما تبقى من شهر رمضان وعقد العزم على فتح صفحة جديدة أعلاها مخافة الله والتوكل عليه وأساسها التحلي بالفضائل والطاعات وهدفها فعل الخيرات واجتناب المعاصي والآثام ورائدها إشاعة روح المحبة والتفاؤل والتسامح والتفاهم والبعد عن كافة الممارسات الخاطئة التي تهدد الوحدة الوطنية.

ونسأل الله العلي القدير أن تكون كافة أوقاتنا وأيامنا خيرا ويمنا وبركات مليئة بالأمل والمحبة والرخاء وأن يجنب الشعوب الكوارث والمحن وأن تقف الصراعات والنزاعات وتحفظ الدماء وأن يلتزم الجميع بالثوابت والمواثيق الدولية وأن يتم تغليب صوت الحكمة ومنطق العقل ليحل الأمن والسلام على الجميع.

كما نسأله أن يديم علينا نعمتي الأمن والأمان ويبعد عنا كيد الكائدين وتربص المتربصين ويجعلنا من الشاكرين لنعمه الذاكرين لفضله وأن تشهد الفترة المقبلة قفزات مميزة في الإصلاح والبناء وتكون مليئة بالإنجازات والنجاحات لصالح الوطن والمواطنين.

أخواتي وإخواني أبناء وطني العزيز: مما أثلج الصدر وأفرح النفس وأسعد الخاطر ردود الأفعال التي صدرت من أهل الكويت الأوفياء المخلصين تجاه ما اتخذناه من قرارات إصلاحية حيث أيدوها خلال استقبالنا لهم ولقاءاتنا بهم لهذا فإنني أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان لكل من تمت مقابلته والشكر موصول كذلك لكل من تفاعل معها وأبدى رأيه الوطني الصادق الحر سواء بالكتابة أو بكافة وسائل التواصل الاجتماعي حيث عبرت هذه الآراء عن صدق المشاعر ونبلها وأكدت الولاء والانتماء والحب للكويت وأهلها.

وأؤكد - أبناء وطني العزيز - أنكم مني وأنا منكم فأنتم العزوة والأمل والذخر والسند ونسأل الله تجلى في علاه أن يعيننا حتى نسلم الكويت لأهلها الأصليين نظيفة خالية من الشوائب التي علقت بها مؤكدين أن تعطيل بعض مواد الدستور إنما كان لعلاج مرض عضال أصاب جسم الممارسة الديمقراطية فأهلكها وسيتم إعادة هذه الممارسة في ثوبها الجديد بإذن الله تعالى.

أخواتي وإخواني أبناء وطني العزيز: أود القول بأن دعاة الفرقة ومثيري الفتنة يحاولون من خلال ملف الجنسية خلط الأوراق وترويج الإشاعات وتحريف الأقوال بهدف شق وحدة الصف وإحداث التذمر والتشكيك في القرارات المتخذة بهذا الملف مؤكدا في خطابي هذا على حرصنا على الموازنة والمواءمة بين الحزم في كل ما يمس الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة في قضايا الجنسية وأن التعامل وفق القانون بعيدا عن المزايدات والضغوط السياسية آخذين بعين الاعتبار إقامة التوازن بين تطبيق القانون ومراعاة الأبعاد الإنسانية والمعيشية حريصين على المصارحة والمكاشفة ليعلم الجميع الحقيقة ويقطع الشك وسوء الظن.

أخواتي وإخواني أبناء وطني العزيز: كما أؤكد أنه لا وحدة وطنية بدون ترسيخ الهوية فالهوية الوطنية في قمة أولوياتنا فهي لكل كويتي أصيل يحرص على تقدم وطنه وإعلاء شأنه وهي تشكل قوتنا باعتبارها السياج الذي يحمي الكويت والحصن الحصين لمجابهة الشدائد وتحدي الصعوبات والتهديدات وستظل وصيتي لكم التمسك بمكتسباتنا الوطنية ونهجنا الديمقراطي ومرجعيتنا الدستورية وبما توارثناه عن أسلافنا من الصفات والأفعال الحميدة مؤكدين السير على نهج الإصلاح وتعزيز الاستقرار وإعلاء المصالح العليا للبلاد مستمرين في مكافحة الفساد والتصدي لكل من يحاول العبث بأمن الوطن واستقراره والإضرار بمصالح المواطنين.

أخواتي وإخواني أبناء وطني العزيز: انطلاقا من المسؤولية الجسيمة والأمانة العظيمة الملقاة على عاتقنا فإننا نتابع باهتمام شديد أعمال أجهزة الدولة حيث نوجه ونراقب ونتابع ونحاسب وإنه في سبيل تحقيق الطموحات والإنجازات فإننا نوجه الحكومة إلى الإسراع في تنفيذ كافة مشاريع الدولة التنموية وعلى وجه الخصوص الصحية والتعليمية والإسكانية والانتهاء من إعداد التشريعات والقوانين التي يتلمس المواطنون من تطبيقها حرص الحكومة على مصالح الوطن ومصالحهم وكذلك متابعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بهدف تحقيق الشراكة الاستراتيجية.

أخواتي وإخواني أبناء وطني العزيز: إنني على يقين تام وبنفس مطمئنة وبروح متفائلة وثقة كبيرة بالشعب الكويتي الأصيل على قدرته على تجاوز التحديات وقد أثبت التاريخ ذلك وبتوفيق من الله وعونه نحن متفائلون بغد مشرق لوطننا العزيز ستتوالى وتتحقق فيه الإنجازات والتطلعات وفق ترتيب أولويات تنموية طموحة تحدث نقلة نوعية لن تتوقف بإذن الله في كافة مسارات التنمية المستدامة تتسم بالكفاءة والجودة وتعزز التنوع الاقتصادي والاستقرار المالي وتؤدي إلى تخفيض وترشيد المصروفات العامة في ظل بيئة تقوم على تنوع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط وإشراك القطاع الخاص المحلي والعالمي في مشاريع الدولة.

وأتطلع إلى تحلي أبناء وطني العزيز بالصبر فيما يتعلق بالإصلاح والبناء وتصحيح المسار فما دمر كثير وما عبث به خطير.. وفي هذا المقام أبث إليكم جميعا رسالة اطمئنان بأن السلبيات مدبرة والإنجازات مقبلة وعلينا التمهل قليلا لنجني ثمارها قريبا.

أخواتي وإخواني أبناء وطني العزيز: وستبقى دولة الكويت على نهجها الدبلوماسي مع الدول الشقيقة والصديقة وقضاياها المشتركة بمواقفها الثابتة التي تعلي الحق وتقف في وجه الظلم وستظل القضية الفلسطينية متصدرة قائمة أولويات سياستها الخارجية وأن دولة الكويت على موقفها المبدئي الداعم لحق الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل كافة حقوقه المشروعة.. مؤكدين استمرار دورها ونهجها الريادي في مختلف القضايا الإنسانية ودعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة في مواجهة الكوارث والأزمات وحرصها على مواءمة تشريعاتها الوطنية مع التزاماتها الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

أخواتي وإخواني أبناء وطني العزيز: حذرنا في أكثر من مناسبة - وما زلنا نحذر - من أن الأخطار محيطة بنا وأن الحكمة تقتضي إدراك عظم المسؤولية وحجمها مما يتطلب من الجميع التمسك بالوحدة الوطنية والعمل بروح المسؤولية للحفاظ على أمن الوطن واستقراره مبتعدين عن كل ما يضر مصالحه ومصالح المواطنين وعن إضاعة الوقت والتجاذبات والاختلافات التي لا فائدة منها وعن الاستماع للمنصات والحسابات الوهمية والأصوات الشاذة الدخيلة التي تريد الفساد في البلاد مع تأكيدنا على ضرورة استشعار نعمتي الأمن والأمان وحرية الرأي والتعبير دون انتهاك نطاقها وتجاوز حدودها.

كما نوجه إلى أن نكون صفا واحدا نحمي الكويت وأهلها من كل مكروه وسوء متسلحين بالتعاضد والتعاون والتكاتف نمد لكم يد العون والنصح والإرشاد حامين لواء احترام القانون وتطبيقه حازمين في التصدي لكل محاولات شق الوحدة الوطنية مستذكرين أن الكويت هي الأمانة والبقاء والوجود مؤكدين على الحكومة بأن ما تضمنه خطابنا هذا من مسائل وأمور إنما هي توجيهات وعليها تذليل كافة الصعوبات لتنفيذها ونتطلع إلى وضعها موضع التنفيذ في القريب العاجل.

وختاما،،، فإننا ندعو الله تعالى أن يحفظ وطننا الغالي ويديم عليه نعم الأمن والأمان والرخاء والازدهار ويهدينا إلى سواء السبيل لخدمته ورفع رايته.

كما أن واجب الوفاء والعرفان يحتم علينا ونحن في هذه الأوقات الفضيلة استذكار حكامنا السابقين (رحمهم الله وطيب ثراهم وجعل الجنة دار الخلد مثواهم) سائلين الله في علاه أن يرحم شهداءنا الأبرار وسلفنا الأخيار الذين وضعوا أسس نهضة وطننا وتنميته وأن يشفي كل مريض ويرحم موتانا وموتى المسلمين ويسكنهم جنات النعيم.

وندعو بما دعا به الخليل إبراهيم ).. رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات.. ( وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق