أميركا تتوسط في الرياض لإقرار هدنة بين روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واشنطن تتوقع تقدماً... وزيلينسكي يتهم بوتين بإطالة المأساة: "من أشعل الحرب يجب أن يكون هو من يوقفها"

الرياض، عواصم - وكالات: انطلقت في العاصمة السعودية الرياض أمس، جولة جديدة من المحادثات الدولية بين وفدين أميركي وروسي، في مسعى لبحث وقف جزئي لإطلاق النار في الحرب بأوكرانيا، حيث ناقشت محادثات أمس، على مستوى لجان فنية، تفاصيل الهدنة البحرية المؤقتة على أن تتوسع في وقت لاحق، فيما أوضح مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز أن الوفد الأميركي سيناقش في الوقت الحالي وقف إطلاق نار بحري في البحر الأسود، ليتمكن الجانبان الروسي والأوكراني من نقل الحبوب والوقود واستئناف التجارة، متوقعا أن يتوسع النقاش لاحقا بشأن خط السيطرة وتفاصيل آليات التحقق وحفظ الهدنة المؤقتة، فضلا عن وضع الحدود بتوازناتها الحالية، على أن يتم لاحقا بحث السلام الأوسع والدائم، والذي سيتضمن أيضا نقاشا حول مسألة الأراضي، وفق ما أفاد والتز خلال مقابلة مع شبكة "سي بي أس".

وبعد ساعات من محادثات مماثلة جمعت الوفد الأميركي بنظرائه الأوكرانيين، في إطار جهود تقودها السعودية لتقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع، وتهيئة الأرضية لحلول ديبلوماسية تعيد الاستقرار إلى المنطقة، عقدت المحادثات الجديدة بين واشنطن وموسكو على مستوى لجان فنية، وركزت في مرحلتها الأولى على بحث تفاصيل هدنة بحرية مؤقتة، على أن تتوسع لاحقاً لتشمل قضايا أوسع ترتبط بالأمن الإقليمي ووقف شامل للقتال، وقاد الوفد الأميركي فيها مسؤول الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي أندرو بيك، يرافقه كبير موظفي تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأميركية مايكل أنطون، أما الجانب الروسي فيمثله الديبلوماسي المخضرم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي جريجوري كاراسين، إلى جانب مستشار رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي سيرجي بيسيدا، بينما يمثل أوكرانيا وزير الدفاع رستم عمروف ووزير الخارجية أندريه سيبيها، والمستشار العسكري الرئاسي بافلو باليسا، ومعهم رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك.

وشهدت الرياض في وقت متأخر من ليل أول من أمس، ختام جولة محادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني، وكان من المقرر في البداية أن تُجرى المحادثات بشكل منفصل ومتزامن بين واشنطن وكل من كييف وموسكو باستخدام الديبلوماسية المكوكية، قبل أن يتم الاتفاق على إجراء اللقاءات على نحو متسلسل مع كل طرف، وكشف مصدر مطلع على خطة المحادثات أن واشنطن تأمل في تحقيق اختراق، خاصة في ظل سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب بسرعة قبل الانتخابات، وطرح إدارته في وقت سابق مقترحاً لوقف إطلاق نار شامل لمدة 30 يوماً، يتضمن تعليقاً كاملاً للهجمات، خصوصاً التي تستهدف البنى التحتية ومنشآت الطاقة، وفي المقابل، أبدت كييف استعدادها للتجاوب مع الطرح الأميركي، شريطة التزام موسكو بمسار سلام دائم، في حين أبدت روسيا تحفظاً على بعض جوانب المبادرة، مع إشارات إلى احتمال قبولها بوقف الهجمات على منشآت الطاقة.

ووصف المبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوج المحادثات غير المباشرة بأنها ديبلوماسية مكوكية، حيث يتنقل الوفد الأميركي بين الجانبين أثناء اجتماعهما في غرف منفصلة، بينما قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف "أعتقد أنك سترى في السعودية بعض التقدم الحقيقي، ولا سيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود، ومن ثم ستنتقل بطبيعة الحال إلى وقف إطلاق النار الكامل"، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد اجتياح أوروبا ويرغب في السلام، وقال مسؤول أوكراني رفيع إن المناقشات ستركّز على الجوانب التقنية لوقف مؤقت وجزئي للقتال.

في غضون ذلك، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو، بإطالة أمد الحرب، قائلا "يستمر عمل الوفود. ولكن يجب دفع بوتين لإصدار أمر حقيقي بوقف الضربات، لأن من أشعل الحرب يجب أن يكون هو من يوقفها"، بينما أكد وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف أن محادثات الرياض بناءة ومفيدة، قائلا "ناقشنا قضايا مهمة"، مضيفا "ننفذ توجيهات رئيس أوكرانيا للاقتراب من تحقيق سلام عادل وتعزيز الأمن."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق