في الوقت الذي بدأ التراشق على الحدود بين القوات الاسرائيلية ومجهولين من الجانب اللبناني، يدس المبعوث الاميركي للشرق الاوسط معلومات عن ان لبنان قد يوقع اتفاق سلام مع اسرائيل وسورية ايضاً.
ربما قد يرى احدنا ان خبر التطبيع لافت للنظر، لكن الواقع ليس كذلك، فلبنان وسورية تتشابك حدودهما مع الكيان الاسرائيلي، والحدود قضية ثلاثية تهمهما.
هناك القرى الحدودية المختلف او المتنازع عليها، بين سورية ولبنان كذلك بين لبنان والكيان الاسرائيلي، ولعل مسألة القرى والحدود اكبر مسألة تثير الخلاف بين البلدان الثلاثة، لبنان كان دائما ينادي انه آخر العرب الذي يطبع مع الكيان الاسرائيلي، ولكن الامور في الاشهر القليلة الماضية لم تعد كما كانت قبل سنين.
فـ"حزب الله" الذي كان يشكل حاجزاً لاي اتفاق او تطبيع، اليوم وبعد اغتيال القائد حسن نصر الله، ونائبه هاشم الموسوي لا بديل لهما لتسد الفراغ الذي تركاه القائدان المغدورين، اما نعيم قاسم، في تقديري ليس الا واجهة لصنع السلام، خارج العنتريات والتراشقات التي كان نصرالله يتميز به.
أما الوكيل والوصي على الحزب رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري، الثمانيني علينا، الا نخرجه من البدلة المدنية كزعيم سياسي لا عسكري، ثوري ومقاوم.
إن التراشق الفوضوي الذي حدث قبل أيام، واعلان الحزب عدم مسؤوليته، فهذا يؤكد ان هناك من يهمه استمرار الوضع على الحدود.
لبنان ذاهب الى السلام ليس غريباً، ولا مفاجئاً، والرئيس جوزاف عون المنتخب حديثاً يتحدث عن السلام اكثر من حديثه عن الحرب، والواقع خصوصا للمواطن العادي الذي يصارع من اجل ايجاد لقمة عيشه واسرته، لن ينزع إلا إلى السلام وتحقيق الامن في بلد أنهكته الحروب.
لكن، ماذا عن الكويت التي قيدت نفسها بقرار او قانون بات من الماضي، ويعد ساقطاً بالتقادم، في قضية ليست من صنعها ولا هي قادرة على حلها، بقدر ما يزيد اهل القضية دنانيرها ودولاراتها، لكن نرى اصحاب التوجهات المتدينة يميلون للحرب ومعارضة التطبيع.
هؤلاء ربما يدفعهم الجانب الديني، اكثر من الحرب والدماء والضحايا والخسائر، كما هو اليوم الوضع في غزة التي خسر أهلها ولم يكسبوا لا عنباً ولا بطيخا، بل هم مهددون بإخراجهم من غزة، وقيام دولة ترامب السياحية.
لبنان وسورية آخر الشجعان الذين سيذهبون للسلام، ليس انكساراً، انما انتصاراً لمصالح وطنية مع حدود مشتركة، وحقول نفطية مشتركة، والاهم السلام والامن الوطني.
كل ذلك ألا يستحق تحقيق السلام لشعب عانى منذ اكثر من نصف قرن من الحروب، الداخلية والخارجية، والنزوح والهجرات؟
والسؤال: هل تبقى الكويت خارج السرب، لقيد صنعته هي بيدها؟
صحافي كويتي
0 تعليق