الأمين العام لوزارة الخارجية في حوار تنشره "الشرق" بالتزامن مع «الدبلوماسي»: الحيادية عززت سمعة قطر عاصمة للحوار والوساطة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

10

27 مارس 2025 , 07:00ص
alsharq

سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية

❖ الدوحة - الشرق

■ برامج لتأهيل دبلوماسيين يجيدون فن التفاوض والحوار

■ 146 بعثة قطرية في مختلف قارات العالم

■ أول مفاوضات برعاية قطرية كانت 2003 بين الأطراف اليمنية

■ المفاوضات الوسيلة الأنجع لحل النزاعات

■ نتطلع إلى أن تثمر الوساطة القطرية إحلال السلام للجميع

■ دولة قطر تمتلك العديد من المقومات التي أهَّلتها لتكون محل ثقة

أكد سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي - الأمين العام لوزارة الخارجية أن دولة قطر تمتلك العديد من المقومات التي أهلتها لتكون محل ثقة لجميع الأطراف المتنازعة في مناطق مختلفة بالعالم، التي تستهدف إحلال السلام والأمن المجتمعي.. فالقيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تؤمن إيماناً عميقاً بأهمية حفظ السلام والأمن الدوليين، الأمر الذي يشكل المرتكز لبناء مجتمع إنساني مُتحاب، ينبذ الحروب والنزاعات المسلحة، كما تمتلك قطر مقوما آخر؛ وهو التعايش السلمي لأكثر من (170) جنسية تعيش على أرض قطر بكل مودة واحترام لقيم الجميع، فقطر تشكل واحة للسلام، حيث جاءت بالمرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمان العالمي. وأعرب سعادته في حوار لمجلة الدبلوماسي على منصة وزارة الخارجية القطرية تنشره الشرق بالتزامن مع مجلة الوزارة عن تقديره للجهود التي بذلتها دولة قطر، وشريكاها؛ جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسفرت عن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل المخطوفين، وأن استمرار الوسيط بمهامه في الوساطة يستدعي تعاون أطراف الصراع، والجدية في الوصول إلى تفاهمات لحل المشكلة.

وقال سعادته، إن العديد من أطراف النزاعات المسلحة بدأت تنظر إلى دولة قطر بوصفها المكان المناسب لحل النزاعات، نظراً لما تمتلكه من إمكانات تسهم في تيسير المفاوضات، مشيرا سعادته إلى أن استحقاقات النجاح في حل النزاعات تتطلب تهيئة وتأهيل المزيد من الكوادر الدبلوماسية القطرية المتخصصة في إدارة وتيسير المفاوضات.

وأكد سعادته أن المفاوضات السياسية والحوار بين أطراف النزاع تُعد الوسيلة الأنجع لحل النزاعات والصراعات المسلحة، وتحقيق التسويات الدائمة التي تؤمن الاستقرار والتنمية وتحقيق السلام المستدام.

 وقال إن التجربة القطرية في الوساطة، أثبتت أن الحيادية التي تبنتها دولة قطر، والوقوف على مسافة واحدة من الفرقاء في النزاع، كانا مفتاح نجاح قطر في الوساطة، مما عزز من سمعتها الدولية كدولة موثوق بها في استضافة الحوار والتفاوض الناجح، الذي يقود في نهاية المطاف لتحقيق سلام دائم..

وفيما يلي تفاصيل الحوار..

 ما هي أحدث الوساطات التي قامت بها دولة قطر؟ وإلى أين وصلت؟ وكيف تصف هذه الوساطة؟ ودور الوسيط؟ وماذا تتطلب من الوسيط للمحافظة على استمراره في الوساطة؟

 انخرطت دولة قطر لإيجاد حل للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بالشراكة مع أطراف أخرى، وهي مصر والولايات المتحدة، واستطاعت تحقيق هدنة في نوفمبر 2023، أثمرت تبادل المخطوفين مع بعض الأسرى الفلسطينيين، وأن استمرار الوسيط بمهامه في الوساطة يستدعي تعاون أطراف الصراع، والجدية في الوصول إلى تفاهمات لحل المشكلة.

 وقد تكللت مساعي دولة قطر، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية الشقيقة، بالتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن.

ونتطلع إلى أن تثمر الوساطة القطرية إحلال السلام الذي ينشده الجميع لتحقيق الاستقرار، والبدء بمرحلة إعادة الإعمار، التي تشكل المدخل لاستدامة السلام وبناء مجتمعات آمنة ومستقرة.

20250327_1743049991-51381.jpg?1743049991

    - استحقاقات النجاح

أصبحت دولة قطر واحة للسلام، وقد نجحت في إعادة السلام إلى كثير من المناطق والدول، ما هي استحقاقات هذا النجاح من الناحية السياسية واللوجستية؟

 ساهم النجاح الذي حققته دولة قطر في حل النزاعات في مناطق مختلفة من العالم في إكسابها الخبرات العملية التي باتت محط أنظار العالم، ومن أهم هذه الاستحقاقات أن العديد من أطراف النزاعات المسلحة بدأت تنظر إلى قطر بوصفها المكان المناسب لحل النزاعات، نظراً لما تمتلكه دولة قطر من إمكانات تسهم في تيسير المفاوضات، وتذليل الصعاب التي تواجه عمليات التفاوض، كما أن استحقاقات النجاح القطري في حل النزاعات تتطلب تهيئة وتأهيل المزيد من الكوادر الدبلوماسية القطرية المتخصصة في إدارة وتيسير المفاوضات، وهذا ما تقوم به وزارة الخارجية، من خلال إشراك الدبلوماسيين في دورات تدريبية وورش خاصة في فن التفاوض وإدارته، حيث يقوم المعهد الدبلوماسي بتنفيذ هذه الدورات، بالتعاون مع الهيئات والمعاهد الدولية المعنية بذلك.

مقومات عاصمة السلام

ما هي المقومات التي جعلت من الدوحة عاصمة للسلام؟

 تمتلك دولة قطر العديد من المقومات التي أهلتها لتكون محل ثقة لجميع الأطراف المتنازعة في مناطق مختلفة بالعالم، التي تستهدف إحلال السلام والأمن المجتمعي، فالقيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تؤمن إيماناً عميقاً بأهمية حفظ السلام والأمن الدوليين، مما يشكل المرتكز لبناء مجتمع إنساني مُتحاب، ينبذ الحروب والنزاعات المسلحة، كما تمتلك قطر مقوما آخر؛ وهو التعايش السلمي لأكثر من (170) جنسية تعيش على أرض قطر بكل مودة واحترام لقيم الجميع، فقطر تشكل واحة للسلام، حيث جاءت بالمرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمان العالمي، واحتلت المركز (21) على الصعيد العالمي في مؤشر السلام العالمي لعام 2024، وصُنفت دولة قطر ضمن مجموعة الدول التي تتمتع بأمن وسلم مرتفع.

كما تمتلك دولة قطر علاقات وثيقة مع أغلب دول العالم، حيث تنتشر البعثات الدبلوماسية القطرية في أكثر من (108) دول، تتضمن (146) بعثة في مختلف قارات العالم، علاوةً على امتلاكها الأدوات والسبل التي تؤهلها للقيام بدور مهم في تعزيز السلام والاستقرار الدولي والإقليمي، من خلال أدوات القوة الناعمة التي تمتلكها، لاسيما المساعدات والمعونات الإنمائية التي تصل لأكثر من (80) دولة في قارات العالم المختلفة، بالإضافة إلى استثمارات الدولة في شتى أنحاء العالم.

    - أول مفاوضات برعاية قطرية

كيف بدأت فكرة التفاوض ؟.. وما أول مفاوضات استقبلتها دولة قطر وكانت الخطوة الأولى نحو مكانتها الحالية؟

 بدأت أول فكرة في عام 2003، وذلك في إطار التزام دولة قطر بلعب دور فعال في حل النزاعات الإقليمية، عندما استقبلت المفاوضات بين الحوثيين والحكومة اليمنية لإنهاء النزاع الذي أزهق أرواح آلاف من الشعب اليمني، وأثمرت الوساطة القطرية بين أطراف النزاع التوصل إلى حل للأزمة في اليمن آنذاك.

وتوالت بعدها جولات التفاوض لحل النزاعات بين الأطراف المتنازعة، حيث ساهمت دولة قطر في حل النزاع الحدودي بين أرتيريا وجيبوتي، واتفاق السلام في دارفور، واتفاق المصالحة في الجنوب الليبي، وكذلك استضافة الأطراف اللبنانية عام 2008، والتي أثمرت إعلان الدوحة؛ الذي ساهم في حل مشكلة انتخابات الرئاسة في لبنان، وحل الخلاف بين الفرقاء اللبنانيين بانتخاب قائد الجيش ميشيل سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية.

    - إعداد الدبلوماسي المفاوض

ماذا يتطلب إعداد دبلوماسيين متخصصين في مجال الوساطة والمفاوضات وصناعة السلام من حيث إدارتها والمشاركة فيها؟

 يتطلب تكوين كوادر دبلوماسية مؤهلة للعمل في مجال الوساطات وصناعة السلام الانخراط في برامج تدريبية تُعنى بأسس ومهارات التفاوض وإدارتها، وهذا ما يقوم به المعهد الدبلوماسي بالوزارة، حيث يُنظم دورات تدريبية خاصة من خلال برامجه التدريبية السنوية في مهارات إدارة التفاوض، وفقاً لمنهج عالمي رفيع المستوى، من خلال متخصصين في تخصص إدارة التفاوض وحل الخلافات والنزاعات، كما أن الوزارة أتاحت لموظفيها دراسة الماجستير في معهد الدوحة للدراسات العليا في تخصص إدارة النزاع والعمل الإنساني، التي تعزز الفهم العقلاني للصراعات الدولية المختلفة وتحليلها من خلال رسم خرائط لمبادرات بناء السلام، ووضع اقتراحات حقيقية لعمليات المصالحة واستدامتها.

    - دروس مستفادة من الوساطات

ما أهم الدروس المستفادة من خلال الوساطات التي قامت بها دولة قطر؟

 من أهم الدروس أن المفاوضات السياسية والحوار بين أطراف النزاع تُعد الوسيلة الأنجع لحل النزاعات والصراعات المسلحة، وتحقيق التسويات الدائمة التي تؤمن الاستقرار والتنمية وتحقيق السلام المستدام.

 والدرس الآخر المُستفاد من التجربة القطرية في الوساطة، أن الحيادية، التي تبنتها دولة قطر، والوقوف على مسافة واحدة من الفرقاء في النزاع، كانا مفتاح نجاح قطر في الوساطة، مما عزز من سمعتها الدولية كدولة موثوق بها في استضافة الحوار والتفاوض الناجح، الذي يقود في نهاية المطاف لتحقيق سلام دائم.

وهذا جعل العديد من أطراف النزاع، ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل وحتى على المستوى الدولي، تطرق باب قطر، التي تمتلك مقومات إنجاح الوساطة والتفاوض، لتحقيق الأمن والاستقرار على الصعد الإقليمية والدولية.

    - المسؤولية التنموية

في الوساطات التي تقوم بها دولة قطر، تستمر العلاقة مع الدول والأطراف عبر مشاريع تنموية، لماذا تتحمل دولة قطر مثل هذا الدور؟

تُؤمن دولة قطر بأن تعزيز الاستقرار والسلم الأهلي في الدول التي تشهد صراعات ونزاعات مسلحة يحتاج إلى تبني استراتيجيات لإعادة الأعمار والتنمية، من خلال تنفيذ مشاريع في مختلف القطاعات، تستوعب الأعداد الكبيرة من الشباب التي كانت منخرطة في العمل العسكري أثناء الحروب الأهلية، وتُؤمّن فرص العمل اللائقة لهم.

 وقد قامت دولة قطر بتنفيذ هذه الرؤية بعد الوساطات التي قامت بها لحل العديد من الصراعات في المنطقة، ويمكن الإشارة في هذا المجال إلى الوساطة القطرية بين أطراف النزاع في دافور بالسودان، التي توجت بإعلان اتفاق المصالحة عام 2011. حيث قامت دولة قطر بتنفيذ مشاريع في ولايات إقليم دارفور، والتي ترتكز على ثلاث ركائز؛ هي: الركيزة الأولى «الحكومة والعدالة والمصالحة»، وشملت مشاريع تعزيز المصالحة والتعايش من أجل السلام المستدام، والركيزة الثانية «إعادة الإعمار»، وشملت بناء المرافق العامة والإسكان في مواقع العودة وتطوير وإعادة المرافق الصحية والتعليمية، والركيزة الثالثة «الانتعاش الاقتصادي»، وشملت مشاريع التمويل الأصغر للشباب واستعادة سبل عيش المجتمعات الزراعية والمجتمعات الرعوية الضعيفة في دارفور.

20250327_1743049990-50260.jpg?1743049991

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق