اتّهمت روسيا، أوكرانيا بإطلاق مسيّرات استهدفت مواقع للطاقة تابعة لها في منطقة بريانسك الحدودية وشبه جزيرة القرم، وذلك بعد إعلان مسؤول أوكراني رفيع المستوى، أن البلدين لم يضربا منشآت طاقة منذ الثلاثاء، اليوم الذي أعلن فيه البيت الأبيض اتفاقات تم التوصل إليها في محادثات أجريت في الرياض.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس، بأن كييف أطلقت مسيّرات باتّجاه مواقع للكهرباء في منطقة بريانسك الأربعاء وأمس، فيما استهدفت منشأة لتخزين الغاز في القرم، أول من أمس.
من ناحية ثانية، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن مبادرة البحر الأسود المقترحة هي اتفاق جديد وليست امتداداً لاتفاق سابق.
وأعلنت روسيا الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وافقت على مساعدتها في رفع سلسلة من العقوبات والقيود الغربية المفروضة على شركات الأغذية والأسمدة والشحن، ضمن شروط مسبقة لإبرام اتفاق أمني في البحر الأسود.
«الضمانات الأمنية»
وفي باريس، افتتحت صباح أمس، قمة جديدة لـ «تحالف الراغبين» الذي يفترض أن «يضع اللمسات الأخيرة» على «الضمانات الأمنية» التي ستقدّم لكييف في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وعقدت قمة «تحالف الراغبين» في قصر الإليزيه حيث جلس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجانب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. ومن بين المشاركين فيها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني أولاف شولتز ونائب الرئيس التركي جودت يلماز والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته.
وتحدث الرئيس الفرنسي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب «قبل» القمة بعد اجتماع عقده ماكرون مساء الاربعاء مع زيلينسكي.
وقال الرئيس الأوكراني أمس، على شبكات التواصل الاجتماعي «أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها. يجب أن نثبت ذلك»، مرفقاً منشوره بصورة تجمع القادة الحاضرين المشاركين في القمة.
من جهته، ذكر ستارمر في بيان انه «على عكس الرئيس زيلينسكي، أظهر (الرئيس فلاديمير) بوتين أنه ليس جاداً في محادثات السلام هذه. وعوده فارغة».
ومن دون انتظار الوساطة الأميركية لتحقيق أهدافها، تريد معظم دول الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في «الناتو» التي هُمّشت من المفاوضات التي بدأها ترامب، في المضي قدماً بشأن ضمانات أمنية لأوكرانيا.
«احتياط إستراتيجي»
وأوضح الإليزيه أن تلك الضمانات الأمنية يجب أن تشمل تقديم مساعدة للجيش الأوكراني، وكذلك «قوة طمأنة» مكونة من دول أوروبية متطوعة تنشر على الأراضي الأوكرانية فقط في إطار اتفاق سلام، وهي موضع خلاف.
ودافع ماكرون أمام الصحافة عن ذلك الاقتراح متحدثاً عن «نهج سلمي»، معتبرا أنه «احتياط إستراتيجي للمساعدة في ردع أي عدوان روسي جديد»، وشدّد على أن هذه الوحدات «لن تذهب إلى الجبهة» حتى لو اضطرت إلى «الرد» إذا تعرضت «لهجوم».
وأشار إلى أنه لن تكون قوة مراقبة لوقف محتمل لإطلاق النار ولا قوة تدخل، متحدثاً عن إمكان القيام بعملية «حفظ سلام» منفصلة يمكن أن تكون تحت «تفويض الأمم المتحدة».
وأخيرا، يفترض أن تشمل الضمانات الأمنية الدعم الذي سيكون الأميركيون مستعدين لتقديمه للأوروبيين والذي سيكون ضرورياً للعديد من الدول لاتخاذ قرارها (بالمشاركة في هذه المبادرة) والذي لم يلتزمه ترامب رسميا بعد.
لكن في الآونة الأخيرة، يبدو أن فرنسا والمملكة المتحدة ركزتا بشكل أقل على نشر قوات برية، وهو أمر ترفضه روسيا بشكل قاطع.
أما الجانب الفرنسي فيعتبر أن «أفضل ضمان لأمن» أوكرانيا هو الجيش الأوكراني بحد ذاته وبالتالي يتعين تعزيزه.
0 تعليق