
إيرانيون يتجولون في البازار الكبير القديم بطهران بينما وضع المرشد علي خامنئي الجيش الإيراني في حالة تأهب قصوى تحسبا لضربة إسرائيلية (أب)
باقري: ردنا على رسالة ترامب حافظ على فرص الديبلوماسية... وعراقجي: مستعدون لتجربة المفاوضات غير المباشرة
طهران، عواصم - وكالات: أفادت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلا عن مسؤول إيراني أمس، بأن المرشد الإيراني علي خامنئي أوعز بوضع الجيش في حالة تأهب قصوى، قائلة إن خامنئي أوعز بوضع القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب قصوى، ووفقا لمصدر الوكالة، تخشى طهران من أنه يوجد لديها فقط فترة نحو شهرين لإبرام صفقة مع الولايات المتحدة، لأنه إذا طال أمد المفاوضات، فقد تشن إسرائيل هجومها على إيران، وذكر المسؤول الإيراني للوكالة أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إعادة فرض العقوبات الدولية كافة على إيران، بينما كشفت الوكالة أن إيران حذرت بعض الدول، بما في ذلك تركيا والعراق، من أن أي دعم تقدمه لهجمات أميركية محتملة سيعتبر عملا عدائيا ستترتب عليه عواقب جدية بالنسبة لهذه الدول، وأضافت "رويترز" أن إيران حذرت سلطات العراق والكويت والإمارات وقطر وتركيا والبحرين من أن أي دعم لهجوم أميركي على إيران، بما في ذلك استخدام المجال الجوي أو الأراضي خلال الهجوم، سيعتبر بمثابة اعتداء من جانب هذه البلدان وستكون له عواقب جدية".
من جانبه، كشف رئيس الأركان الإيراني محمد باقري تفاصيل الرد الإيراني على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلا "أكدنا في الرد أن إيران تريد الأمن والهدوء في المنطقة وأن إصرارنا على التقنية النووية ليس لإنتاج السلاح النووي إنما لتلبية احتياجاتنا السلمية"، مضيفا "لا نتفاوض مباشرة مع أميركا ولا مانع لمفاوضات غير مباشرة ولا نغلق طريق الحوار والديبلوماسية"، مشيرا إلى أن طهران لا تثق في الولايات المتحدة لأنها كانت أكثر الأطراف نقضا للعهود والالتزامات في المفاوضات السابقة، لافتا إلى أن "إيران لا تدعو للحرب لكنها ترفض لغة الضغط والقوة وتتصدى لها بكل قوة. وردنا على اي اعتداء لسيادتنا ومصالحها سيكون مدمرا وحاسما".
بدوره، قلل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من إمكانية تحول التهديدات العسكرية الأميركية لبلاده إلى إجراءات عملية، مشيرا إلى أن إيران سترد على أي تهديد بنفس الأسلوب، مشددا على أن بلاده تتحرك وفق منطق واضح وأهداف محددة، مؤكدا أن طهران ملتزمة بالديبلوماسية ومستعدة لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، قائلا إن رد إيران على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاء متوافقا مع مضمون ونبرة رسالته، مع الحفاظ في الوقت نفسه على فرصة استخدام الديبلوماسية"، مضيفا أن المفاوضات يجب أن تجرى على أساس المساواة وبدون ضغوط، مؤكدا أن التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية مرفوض، لكن المحادثات غير المباشرة قد تعقد عند الضرورة، متابعا أنه مع التزامها بمسار الديبلوماسية والحوار لحل سوء الفهم والخلافات، فإن طهران ستبقى مستعدة لكل الأحداث المحتملة أو غير المحتملة، وكما هي جادة في الديبلوماسية والتفاوض، فإنها ستكون حاسمة وجادة أيضا في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية.
من جهته، أكد قائد القوات البرية بالجيش الإيراني كیومرث حیدري أن جيش بلاده من أقوى الجيوش في العالم ولن يسمح للعدو بأن يرتكب أي شر، قائلا "جاهزيتنا أصبحت اليوم في أعلى مستوى، حيث يمكننا إرساء الأمن المستدام في بلدنا، وذلك على عكس القوات المسلحة في الدول المحيطة بنا"، مضيفا "ليس لدينا أي اعتماد على الأجانب في قطاع الصناعات الدفاعية"، مؤكدا أنهم متمسكون بنظام ولایة الفقيه ولن يسمحوا للعدو أبدا بارتكاب أي شر ضد البلاد، لافتا إلى أن إيران لديها خطة ثلاثية لإغلاق والسيطرة على حدودها، وأن هناك تقدما جيدا تحقق في هذا الصدد. إلى ذلك، وفي غضون أسبوعين فقط، طردت إيران 4000 مهاجر أفغاني غير مسجلين من إقليم كرمان، وأعلن المدعي العام في إقليم كرمان الإيراني مهدي بخشي عن اعتقالات وترحيل جماعي للمهاجرين الأفغان خلال الأسابيع الأخيرة، قائلا إن نحو 4000 أفغاني غير مسجلين تم احتجازهم وترحيلهم خلال 15 يومًا فقط، حسب وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء، بينما كشف رئيس مركز الهجرة بوزارة الداخلية الإيرانية نادر يار أحمدي عن ترحيل نحو ثلاثة ملايين مهاجر أفغاني من إيران في السنوات الثلاث الماضية، والتقى القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين والعودة إلى الوطن في حركة "طالبان" مولوي عبد الكبير، مع المدير العام لشؤون جنوب آسيا في وزارة الخارجية الإيرانية محمد رضا بهرامي، لاقتراح تشكيل مجموعة عمل مشتركة لمعالجة عودة الأفغان ووضع خطة منسقة بشأن العودة إلى الوطن.
0 تعليق