تلبية لدعوة وصلتني تشرفت بزيارة فعالية «فوانيس 2025» التي أطلقتها الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة بمركز المعارض والفعاليات خلال شهر رمضان الماضي في الفترة 12 - 23 رمضان الموافق 12 - 23 مارس، والتي أقيمت دعما للقطاع التجاري والترفيهي بمكة المكرمة، خاصة أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة، إضافة لإبراز الدور الذي تؤديه المؤسسات والجمعيات الخيرية.
وإن سرني ما رأيت من تنظيم داخلي قامت به الشركة المنظمة، وتنوع المشاركات التي جمعت بين المأكولات والمشروبات، والأعمال الحرفية والفنية، والألبسة والهدايا، إضافة للدور الذي قام به الشباب والفتيات في إرشاد الزوار للأجنحة التي يرغبون زيارتها، فإنه لا يمكن القول إن الفعالية قد حققت النجاح الكامل، فالنجاح الحقيقي لأي عمل يكمن في تقبل الآراء والملاحظات ومناقشتها والعمل على دراستها وتلافيها مستقبلا ليظهر العمل بشكل أفضل عن سابقه.
أما الملاحظات التي أود أن تطرح للنقاش ويتم إيجاد حلول لها فتتمثل أولا في توقيت بدء ونهاية الفعالية الذي يعتبره الكثيرون غير مناسب، فتحديد فترة الفعالية بعشرة أيام فترة غير كافية لتحقيق طموحات المشاركين وتمكينهم من تغطية التكاليف وتحقيق أرباح مناسبة خاصة أصحاب المشاريع الصغيرة الذين ينتظرون مثل هذه الفعاليات لتحقيق طموحاتهم، ويطالبون بأن تكون انطلاقتها مع بداية شهر رمضان المبارك، وتستمر حتى نهايته على غرار ما هو متبع في فعالية جدة التاريخية وغيرها من الفعاليات بمناطق ومدن المملكة.
كما أن الحاجة تدعو لإعادة النظر في أسعار الايجار التي اعتبرها البعض مرتفعة ولا تساعد على دعمهم، وهو ما يدعو لتوجيه رسالة للغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة للعمل على دعم أصحاب المنشآت الصغيرة عمليا من خلال وضع رسوم رمزية للمشاركة وخاصة أن مركز المعارض والفعاليات ملك للغرفة والغرفة مؤسسة غير ربحية.
وبين توقيت الفعالية ومدتها وإيجار المساحة وتكلفة التجهيز، برزت قضية أخرى تمثلت في غلق محيط الموقع وتخصيص أبواب خاصة للعوائل وأخرى للعزاب، مما جعل عملية الدخول مرتبطة بمدخلين ورؤية العاملين بالبوابات، وكأن الفعالية ليست مساحة ترفيهية.
وفي الختام، أقول إن التخطيط الجيد والتنظيم الفعّال هما الأساس لنجاح الفعاليات من خلال تحديد الهدف بوضوح، وفهم الجمهور، واختيار التوقيت المناسب، فأي فعالية تقام تُعتبر من البرامج التي تعمل على تقديم التجارب المميزة للجمهور، وتزيد من المنافسة للوصول إلى أعمال عالية الجودة، وأتمنى من المنظمين أن يسعوا في الأعوام القادمة للعمل على وضع تنظيم وجدول زمني دقيق يتوافق مع الحدث، ليتمكن المنظمون والمشاركون والزوار من الاستفادة منها، ولا نريد الفوانيس أن تضيء متأخرة، وتنطفئ مبكرا.
0 تعليق